لم يظهر
جيرمال شارلو بمستوى أفضل أمام خصم من الطراز العالمي كما فعل عندما تفوّق بسهولة على سيرجي ديريفيانتشينكو.
فالأوكراني ديريفيانتشينكو كان يُعد أصعب اختبار في مسيرة شارلو حين تواجها في سبتمبر 2020 على لقب وزن المتوسط حسب تصنيف WBC. في ذلك الوقت، لم يكن ديريفيانتشينكو قد خسر سوى بقرارين متقاربين أمام دانييل جاكوبس وغينادي غولوفكين، والنزال الأخير تحديدًا كان عنيفًا لدرجة أن كثيرين رأوا أن الأوكراني استحق الفوز، قبل أن يصطدم بشارلو.
تفوّق شارلو، ابن مدينة هيوستن، على ديريفيانتشينكو بطريقة أكثر إقناعًا وفعالية من تلك التي قدمها غينادي غولوفكين، والذي كان – إلى جانب
كانيلو ألفاريز – أحد أبرز الخصوم الذين كانت جماهير الملاكمة تطالب بمواجهتهم لشارلو في تلك الفترة.
لكننا الآن، وبعد مضي قرابة خمس سنوات، لا يزال شارلو يفتقر للنزال الذي يُعرّف مسيرته ويخلّد اسمه. فقد بلغ الخامسة والثلاثين من عمره في 18 مايو، و
يستعد حاليًا لمواجهة توماس "كورنفليك" لامانا، الذي يُعد خصمًا متواضعًا إلى حد كبير، في نزال يُقام مساء السبت في لاس فيغاس.
ورغم أن سجله ما زال خاليًا من الهزائم، فإن شارلو
أقرّ في حديثه مع مجلة ذا رينج بأن مشكلاته الشخصية في السنوات الأخيرة قد أثّرت عليه نفسيًا أكثر مما كان سيفعل أي نزال داخل الحلبة. وكان شارلو قد تحدث بصراحة عن معاناته مع الصحة النفسية، وهو ما دفع رئيس WBC، ماوريسيو سليمان، لمنحه وقتًا إضافيًا للدفاع عن لقبه. لكنه جُرّد منه رسميًا في مايو 2024، بعد أن تم توقيفه بتهم القيادة تحت تأثير الكحول، والهروب من موقع حادث، ومقاومة الشرطة في بيرلاند، تكساس.
وقال شارلو: "الضغوط النفسية أصعب من اللكمات أحيانًا. هناك أمور تمرّ بها في الحياة تكون أقسى من أي نزال. لكنني الآن أشعر بالانتعاش مجددًا. استعَدت الشغف، ذلك الحافز الذي تحتاجه لتنتصر. وأنا سعيد بذلك."
وفي حال نجح شارلو (33 انتصارًا دون هزيمة، 22 منها بالضربة القاضية) في تجاوز لامانا (39 انتصارًا، 5 هزائم، وتعادل واحد، 18 منها بالضربة القاضية) في نزال من عشر جولات، فقد تلوح له في الأفق مواجهة منتظرة أمام غريمه كاليب بلانت،
بشرط أن يتغلب بلانت (23 فوزًا، هزيمتان، 14 منها بالضربة القاضية) على أرموندو ريسينديز (15 فوزًا، هزيمتان، 11 منها بالضربة القاضية) في النزال الرئيسي لنفس الليلة. وتُعد هذه المواجهة عودةً لشارلو بعد انقطاع دام 18 شهرًا، ولن تكون سوى ثالث نزال له منذ تغلبه على ديريفيانتشينكو.
ورغم أن فكرة الاعتزال تراوده، فإن شارلو، بطل العالم السابق في فئتين، يؤكد أن لديه ما يكفي للعودة إلى القمة. وقال:
"بالطبع أرغب في الاعتزال قريبًا لأستمتع بما حققته من إنجازات، لكنني ما زلت أستمتع بالملاكمة، ولست متعجلًا على الاعتزال. أنا ممتن لما وصلت إليه وأشكر الله على ذلك. أطمح فقط لخوض نزال كبير طال انتظاره، لأُسعد به جمهوري وكل من ساندني طوال مسيرتي."
لكن حتى إن واجه بلانت، فلن يكون هذا كافيًا لمعرفة ما كان يمكن أن يقدمه شارلو لو واجه كانيلو ألفاريز أو غولوفكين في ذروة مستواهم. فبلانت نفسه كان قد سقط بالضربة القاضية أمام ألفاريز.
وحتى لو فاز شارلو بالضربة القاضية على بلانت، فسيكون هذا بلا شك أحد أبرز انتصاراته في مسيرة امتدت لـ16 عامًا، لكنه سيتركنا مع تساؤل: ماذا لو سار كل شيء كما يجب في مسيرة جيرمال شارلو؟
فضيحة جديدة في معسكر رينوسو؟
لم يكن أوسكار دي لا هويا وحده من تساءل مؤخرًا عن تكرار حالات المنشطات بين الملاكمين الذين يتدربون تحت إشراف إيدي رينوسو.
فبعد حالات سابقة مثل كانيلو ألفاريز (كلينبوتيرول في 2018)، وخوليو سيزار مارتينيز (كلينبوتيرول 2019)، وأوسكار فالديس (فنتيرمين 2021)، تأتي الآن حالة
جيمي مونغويا، الذي ثبت تعاطيه لمركبات التستوستيرون قبل
نزال فاز فيه على برونو سوراسي في مايو بالرياض.
ملاكمَان آخران سبق أن عمل معهما رينوسو، وهما
رايان غارسيا (الذي ثبت تعاطيه مادة أوستارين عام 2024) ولويس نيري (الذي ثبت تعاطيه مادة زيلباتيرول عام 2017)، جاءت نتائج تحاليلهما إيجابية للمنشطات أثناء تدريبهما تحت إشراف مدربين آخرين.
رينوسو دافع عن نفسه سابقًا بقوله: "أنا مدرب ملاكمة، لا طبيب ولا أخصائي تغذية. أدرّب الملاكمين على القتال ولا علاقة لي بالمكملات أو الأدوية التي يتناولونها."
لكن بما أن رينوسو هو أيضًا مدير أعمال بعض هؤلاء الملاكمين، فإن استمرار تكرار هذه الحوادث يثير الشكوك حول مدى مراقبته لمعسكراته.
هل يتمكن خليل كو من إنقاذ مسيرته؟
يخوض
خليل كو نزالًا حاسمًا أمام مانويل غاييغوس مساء الجمعة في صالة دومو ألكالدي بغوادالاخارا، المكسيك، حيث يسعى للثأر من خسارته بالضربة الفنية القاضية في نوفمبر الماضي.
كو، البالغ من العمر 28 عامًا، كشف ل
ـذا رينج أنه
نُقل إلى المستشفى مرتين قبل نزاله السابق، وشُخّصت حالته بإصابة نادرة تُعرف بـ"تحلل العضلات"، وهو نفس المرض الذي عطّل مسيرة فيرجيل أورتيز لعامين.
ولمواجهة هذه التحديات الصحية، أصبح كو أكثر التزامًا من أي وقت مضى، حيث التزم بمعسكر تدريبي صارم ووزن أقل من المعتاد. نزال الجمعة قد يكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ مسيرته الاحترافية.
مهزلة WBA مستمرة
من الصعب تصديق أن
دون كينغ فاز بحقوق تنظيم نزال كوبرات بوليف ضد مايكل هانتر بعرض قدره 1.1 مليون دولار، أو أن رابطة الملاكمة العالمية (WBA) وافقت على تصنيفه كنزال على "لقب عالمي"!
فرغم أن
أولكسندر أوسيك هو البطل الحقيقي والوحيد الذي يستحق الاعتراف به في فئة الوزن الثقيل، إلا أن بوليف يُقدَّم الآن كبطل "عالمي" ثانوي، في حين يحمل هانتر ما يُسمّى بلقب WBA "الذهبي" — وهو لقب لا هدف له سوى تحصيل المزيد من الرسوم المالية من الملاكمين.
الجرس الأخير
انتقل
ديفين هاني (32 انتصارًا، دون هزائم، 15 بالضربة القاضية، ونزال بلا قرار) من الاقتراب من نزال الإعادة المنتظر أمام
رايان غارسيا، إلى احتمال مواجهة
تيوفيمو لوبيز في وزن الويلتر، ثم إلى حالة من الغموض التام. ومع تعذّر خوض كلا النزالين في الوقت الراهن، فقد خسر هاني أبرز خيارَين مربحَين دون أن يكون له يد في ذلك.
وإذا قرر هاني الانتقال إلى فئة وزن 147 رطلاً (الحد الأعلى لوزن الويلتر)، فقد يكون
رولاندو "رولي" روميرو (17 انتصارًا، هزيمتان، 13 بالضربة القاضية) الخيار الأكثر جاذبية من الناحية التسويقية لنزاله المقبل.
وعلى الرغم من أن
نزال زاندر زايس ضد خورخي غارسيا بيريز ليس المواجهة التي كان الجمهور يترقبها على لقب الـWBO في وزن المتوسط الخفيف، إلا أنه يعد نزالًا ممتعًا للمشاهد. غارسيا بيريز (33 فوزًا، 4 هزائم، 26 بالضربة القاضية) باغت الجميع حين هزم الأميركي غير المهزوم تشارلز كونويل (21 فوزًا، هزيمة واحدة، 16 بالضربة القاضية) بقرار منقسم في 19 أبريل بمدينة أوسايد، كاليفورنيا.
زايس، البالغ من العمر 22 عامًا، يواجه على الورق أقوى خصم له حتى الآن في مسيرته الممتدة لخمس سنوات، إذ يلاقي الملاكم المكسيكي البالغ 28 عامًا المعروف بمفاجآته في الحلبة.
تُقدّر خطوة شركة "غولدن بوي" بإتاحة الفرصة للملاكم الواعد غير المهزوم
فلويد شوفيلد جونيور (18 انتصارًا، دون هزائم، 12 بالضربة القاضية) لمواجهة الملاكم المخضرم تيفن فارمر، وذلك ضمن النزال التمهيدي للبطاقة التي تضم مواجهة جيك بول وخوليو سيزار تشافيز جونيور، والمقرر إقامتها بتاريخ 26 يونيو في صالة هوندا بمدينة أنهايم، كاليفورنيا.
أما فارمر (33 فوزًا، 8 هزائم، تعادل واحد، 8 بالضربة القاضية، ونزال دون قرار)، بطل العالم السابق في وزن فوق الريشة حسب تصنيف الـIBF، فكان قريبًا من مفاجأة المكسيكي ويليام زيبيدا (33 فوزًا، دون هزائم، 27 بالضربة القاضية) في نزال جرى في الرياض خلال نوفمبر الماضي.
شوفيلد، المنحدر من أوستن، تكساس، يستعد للعودة إلى الحلبة للمرة الأولى منذ
استبعاده من فرصة خوض نزال على لقب المجلس العالمي للملاكمة (WBC) أمام شاكور ستيفنسون، إثر تعرضه لوعكة صحية استدعت نقله إلى المستشفى، وذلك قبل ثلاثة أشهر في العاصمة السعودية الرياض.
كيث إيدك هو كاتب ومحلل رياضي كبير في مجلة "ذا رينج". يمكن متابعته على منصة X عبر الحساب:
idecboxing@