فوز جوشوا بواتسي بقرارٍ أغلبي على زاك باركر كان القصة الأبرز التي خرجت من ليلةٍ حافلة بنزالات الوزن الخفيف الثقيل في صالة Co-Op Live Arena بمدينة مانشستر مساء السبت، لكنه لم يكن النتيجة المثيرة للجدل الوحيدة في تلك الأمسية.

قبل نحو ساعة من دخول بواتسي و باركر الحلبة لخوض نزالهما الرئيسي المكوّن من عشر جولات، وجد تروي جونز نفسه أيضًا ضحية لقرارٍ تحكيمي مثير للجدل.

فمعظم الحاضرين كانوا مقتنعين بأن جونز (13 فوزًا – خسارتان – 6 بالضربة القاضية) قد قدّم ما يكفي للفوز على ليام كاميرون (24 فوزًا – 7 خسائر – تعادل واحد – 10 بالضربة القاضية) بعد عشر جولات مليئة بالإثارة. لكن لسوء حظ الملاكم البالغ من العمر 27 عامًا من برمنغهام، لم يَرَ الحكام الثلاثة على جانب الحلبة الأمر نفسه.

فقد مُنِح كاميرون الفوز بقرارٍ إجماعي، ما يعني أن جونز سيضطر الآن إلى إعادة بناء مسيرته من جديد.

وقال لي بيرد، مدرب جونز، في تصريح لمجلةذا رينج:

"أعتقد أن تروي سيطر على الجولات الخمس الأولى. كان متقدمًا بوضوح في النزال."

"في الجولات السادسة والسابعة والثامنة، أصبح النزال فوضويًا بعض الشيء، وكان هناك تصادم في الرؤوس وبعض الأمور الأخرى، لكن في الجولتين التاسعة والعاشرة فاز تروي. برأيي فاز بالنزال بوضوح، ربما بواقع سبع جولات مقابل ثلاث. وكذلك أظهرت نتائج الإنترنت واستطلاع المشاهدين على منصة DAZN النتيجة نفسها."

"الجميع يعلم أن تروي هو من فاز بذلك النزال."

لم يُمنَح تروي جونز أي شيء على طبق من ذهب. فقد بنى قاعدة جماهيرية من خلال العروض المحلية، وشقّ طريقه بصعوبة إلى شاشات التلفاز، وقال “نعم” لكل خصم عُرض عليه.

لقد خاطر بسجله الخالي من الهزائم عندما واجه الملاكم الواعد إيزرا تايلور في 10 مايو. خاض جونز عشر جولات قوية وكان نداً حقيقياً، ثم توجه إلى وسط الحلبة بانتظار إعلان النتيجة، آملاً أن يكون قد فعل ما يكفي لتحقيق الفوز.

لكن الحكام لم يمنحوه سوى القليل من التقدير لمجهوده، إذ منحوا تايلور الفوز شبه الكامل بالنقاط بنتائج (100-90، 99-91، 97-93).

اختار جونز حينها الصمت، منتظراً فرصته لتصحيح الأوضاع. وهذه المرة، استمع إلى قرار الحكام وهو يتوقع أن يُرفع ذراعه إعلاناً لفوزه.

لكن عامًا كاملًا من العمل الجاد لم يُثمر كثيرًا.

قال مدربه لي بيرد:

"نفس ما حدث في نزال تايلور. عشرة جولات لصفر، أو تسع لجولة واحدة؟ لم يكن كذلك. كان نزالًا متقاربًا."

"أما هذه المرة، فقد فاز تروي بالنزال بوضوح، ومع ذلك لم تسر الأمور في صالحه. التحكيم كان سيئًا، لكن بعد النزال، قال مدير أعمال كاميرون، لي إيتون، إنه وعد تروي بإعادة النزال."

وربما غادر جونز مانشستر وهو يحمل وعودًا بفرصة ثانية، لكن بيرد يرى أن هذا هو الحد الأدنى مما يستحقه تلميذه.

"كان من المفترض أن ينتقل الآن لمواجهة الفائز من نزال براد راي ضد ليندون آرثر على لقب أوروبا أو أي نزالٍ كبير آخر، لكنه مضطر الآن للنظر إلى نزال ثأري مع كاميرون، وهو ما قاله لي [إيتون] ليلة أمس. وإذا كان الأمر كذلك، فأنا وافقت بالفعل على ذلك."

"لقد بذل 12 أسبوعًا من العمل الشاق، وكان لديه جرح في نزاله السابق أعيد فتحه بوضوح.

هؤلاء الفتيان يضعون كل قلوبهم وأرواحهم في ما يفعلونه. الجميع في الحلبة كانوا يعلمون من فاز، يمكنك أن ترى ذلك من لغة الجسد، لكن الأمر مؤسف. والآن علينا أن نعود إما لإعادة النزال أو لأي خطوة تالية."

على مدار العامين الماضيين، أصبح ليام كاميرون أحد المفضلين لدى الجماهير.

فقد تعاطف المشجعون مع قصته الصعبة، لا سيما بعد العقوبة القاسية التي تلقاها بالإيقاف لمدة أربع سنوات عقب اكتشاف آثار من مادة الكوكايين في اختبارٍ للمنشطات أُجري له بعد نزالٍ في عام 2018، إلى جانب معاناته مع مآسٍ عائلية واكتئاب قبل أن يتمكن من العودة مجددًا إلى الأضواء.

خصومته المثيرة للجدل مع صاحب الميدالية الفضية الأولمبية بن ويتيكر زادت من شهرته، لذلك فإن عددًا لا بأس به من الجماهير الذين شاهدوا أحداث ليلة السبت كانوا سعداء برؤيته يحصل على النتيجة لصالحه.

أما تروي جونز، فهو أيضًا شخصية محبوبة وله حضوره الخاص، لكن مدربه لي بيرد لا يريد أن يصبح مجرد جزء من قصة كاميرون.

"تروي عاش ظروفًا صعبة فيما يخص مسيرته في الملاكمة. كان ضائع الاتجاه بعض الشيء في بداياته، ولديه قصته الخاصة يرويها"، قال بيرد.

"لكن القصص لا ينبغي أن تحسم النزال . لقد مرّ هو الآخر بأوقات صعبة، لكن المشكلة أنه لا ينبغي أن يحتاج لإعادة نزال.

لقد فاز فعلاً. كان من المفترض أن يتقدّم بعد هذا النزال، ولا أقصد أي تقليل من شأن أحد، إنما أتحدث فقط بناءً على ما رأيته، وبالنظر إلى ملاكمي، لا أكثر."