جلس جوشوا بواتسي بهدوء واسترخاء على أريكة بعد فوزه على زاك باركر بقرارٍ مثير للجدل (أغلبية النقاط) في صالة "كو-أوب لايف أرينا" بمدينة مانشستر ليلة السبت.

يُعدّ بواتسي، البالغ من العمر 32 عامًا والمنافس في وزن الخفيف الثقيل، من أكثر الشخصيات اتزانًا وهدوءًا في عالم الملاكمة.

وعلى بُعد خطوات قليلة، كان فريق باركر يعبّر بصوتٍ عالٍ عن اعتراضه على القرار التحكيمي، بينما جلس بواتسي بهدوء يشرح بالضبط ما حدث خلال الساعة الماضية.

قال بواتسي لمجلة ذا رينج:

"لم يكن الأداء سلسًا، لكن كل ما يمكنك فعله هو التعامل مع ما أمامك. لقد كان على الأرض أكثر من مرة لا أعرف عددها بالضبط. في النهاية نحن هنا لنقاتل ونُقدّم عرضًا جيدًا، لكنه كان يسقط أرضًا مرارًا. لقد أفسد النزال كثيرًا، لكننا حققنا الفوز، وهذا هو الأهم."

وبالفعل، حقق بواتسي الفوز، لكنه كان فوزًا صعبًا، مليئًا بالفوضى والجدل والإحباط.

في أول اختبارٍ حقيقي له في وزن 175 رطلاً، قدّم زاك باركر (26 فوزًا – 2 خسارة، 18 بالضربة القاضية) أداءً يعتمد على الحركة والمناورة والضربات الانتقائية.

فقد تمكن من تحييد أسلوب بواتسي القريب، وسقط مرارًا على أرض الحلبة أثناء الالتحامات، الأمر الذي جعل النزال يبدو غير جميل من الناحية الفنية، لكنه كان فعّالًا من حيث النتيجة.

واجه بواتسي صعوبة كبيرة في إيجاد أي إيقاع أو زخم هجومي، وكان من شبه المستحيل عليه أن يوجه أكثر من ضربة واحدة متتالية.

وعندما دقّ الجرس معلنًا نهاية النزال المخيّب للآمال، توقع معظم من كانوا بجانب الحلبة أن تُرفع يد باركر إعلانًا لفوزه.

أسلوب باركر فاجأ بواتسي؛ إذ كان يتوقع من المقاتل القادم من ديربي أن يدخل في مواجهة بدنية قوية، لكنه وجد نفسه على وشك أن يُخدع بأسلوبه التكتيكي.

قال بواتسي:

"تعبيرك عن ذلك دقيق، لكن هل كنت أتوقع هذا؟ ليس تمامًا. كنت أظن أنه سيكون نزالًا قويًا، نعلم ما هو على المحك، لذا سنبذل الجهد معًا، لا أن يأتي ليمسك بي ويُفسد النزال."

"لم أرد أن أرتكب أي خطأ، لكنه ببساطة لم يكن يهاجم. لكل ملاكم أسلوبه، ولا أقول إنه يجب أن يتبادل الضرب معي طوال الوقت، لكن كل هذا التمسك والسقوط على الأرض، لن يفوز أحد بتلك الطريقة."

يُعرف بواتسي بأنه شخص متأمل وعميق التفكير، وقد صرّح في مقابلة مع ذا رينغ الأسبوع الماضي أنه بعد خسارته سجله النظيف أمام كالوم سميث، أمضى فترة طويلة في عزلة يفكر في نفسه ومسيرته.

عندما دقت الساعة منتصف الليل وتحولت ليلة السبت إلى الأحد، شعر جوشوا بواتسي بالارتياح والسعادة؛ ففوزه على زاك باركر سيساعده على التقدم مهنيًا، رغم أن إدراكه الكامل لأهمية هذا الانتصار بالنسبة له شخصيًا قد لا يتبلور إلا بعد بضعة أيام.

قال بواتسي:

"من المهم جدًا أن تحقق الفوز. في المقابلة التي أجريتها داخل الحلبة، قلت أمام الكاميرا إنني أحيي كل ملاكم خسر ثم عاد للنزال من جديد. عندما تخسر، تقول في نفسك: 'يا إلهي، لقد خسرت'، لكنك تعود وتدخل الحلبة مجددًا، لذا أرفع القبعة لكل من يفعل ذلك."

"إنه شعور وكأن حملاً قد أزيح عن كاهلي، لأنني لم أكن أريد أن أخسر مرة أخرى. لم يكن هذا هو الشكل الذي رغبت أن أفوز به، لكنني قلت دائمًا إنه بعد سنوات، عندما تنظر إلى سجلي في موقع BoxRec، لن يكتبوا أنك فزت بسبب التمسك أو الضرب بالرأس، بل سيكتبون فقط أنك فزت."

قبل النزال، كان باركر يحتل المركز الثالث في تصنيف منظمة WBO، بينما كان بواتسي في المركز السادس، كما كان كلاهما ضمن أفضل 15 مصنفًا في تصنيف مجلس الملاكمة العالمي (WBC).

وبالتالي، من المتوقع أن يحصل بواتسي على دفعة كبيرة في التصنيفات عندما تصدر الهيئات المختلفة تحديثاتها القادمة.

إلا أن الملاكمة قد تكون رياضة قاسية وغير منصفة؛ فـ باركر يستحق إعادة نزال، لكن من الصعب العثور على من يرغب في مشاهدته خارج فريقه.

أما بواتسي فسينتظر فريقه ليبلغه بأخبار عن فرصة محتملة للنزال على لقب عالمي في عام 2026.

قال بواتسي:

"من المثير أن أحدهم سأل فرانك وارن في المؤتمر الصحفي: ‘إلى أين يتجه الفائز من هنا؟’ فأجاب وارن: ‘سيصبح رقم واحد، الرجل الذي يستحق الفرصة التالية.’"

"إذن، وارن هو من قال ذلك، لست أنا. أنا ممتن جدًا للفوز، ممتن للغاية، لكن كما قلت، في نزال من عشر جولات، لا يمكنك أن تسقط على الأرض سبع مرات وتظن أنك الفائز."