clicked
باتريك كونور: هل ستنجح خطة روبرتو دوران مع تيرينس كراوفورد؟
Ring Magazine
عمود
باتريك كونور
باتريك كونور
RingMagazine.com
باتريك كونور: هل ستنجح خطة روبرتو دوران مع تيرينس كراوفورد؟
تيرينس "بود" كراوفورد يُعدّ بلا شك واحدًا من أفضل الملاكمين في الملاكمة اليوم. لكن الوصف مهم هنا: فغالبًا لا يُعتبر كراوفورد صاحب قوة ضربة واحدة ساحقة، بقدر ما هو ملاكم يملك أدوات متعددة لإيذاء خصومه. أن تكون ملاكماً عظيمًا لا يعني فقط أن تملك قوة طبيعية، بل أن تجمع بين التوقيت، اختيار الضربات، والإحساس بالمسافة.

مثل كثير من الأساطير قبله، يظل تيرينس كراوفورد خصمًا خطيرًا في كل مرة يصعد فيها إلى الحلبة، ويزداد بريقه كلما ارتفعت أهمية المناسبة. كثير من انتصاراته تحققت عبر ضربات قاضية استعراضية أو من خلال سلسلة قوية من اللكمات. لكن يبقى السؤال الأهم: كيف سيظهر كراوفورد كملاكم في وزن السوبر متوسط حين يواجه بطل هذه الفئة وزعيمها، كانيلو ألفاريز، يوم 13 سبتمبر في لاس فيغاس؟


يمتلك تيرينس كراوفورد سجلًا مذهلًا (41 انتصارًا دون هزيمة، 31 بالضربة القاضية)، إذ تمكن من إيقاف 75% من خصومه، وهي نسبة لافتة في عالم الملاكمة. ولم يُضطر سوى في أربعة فقط من أصل 19 نزالًا على الألقاب إلى قطع المسافة كاملة. والأكثر إثارة للإعجاب أن انتقاله عبر عدة فئات وزنية، من الوزن الخفيف وصولًا إلى السوبر متوسط، لم يقلل من قوة تسديداته أو فاعلية لكماته. يتميز كراوفورد أيضًا بقدرته على القتال من الوقفتين، التقليدية والعكسية، مع امتلاك القدرة على توجيه اللكمات الحاسمة باليدين معًا.

«فما الذي يمنحه هذه القدرة على حسم نزالاته؟ السر لا يكمن في قوة يديه فحسب، بل في دقته الفائقة في تنفيذ اللكمات، وتوقيته المثالي، وحسّه المميز بالمسافة، إلى جانب تنوّع أسلحته الهجومية. ومع ما يمتلكه من صلابة بدنية وذقن لا يتزعزع، إضافةً إلى طبيعته التي لا تعرف الرحمة عندما يشمّ رائحة الدم، يجمع كراوفورد بين عناصر نادرة تمنحه القدرة على فرض نفسه كبطل في أي حقبة من حقب الملاكمة.»


مسيرة كراوفورد تعكس نموذجًا نادرًا في تاريخ الملاكمة: القدرة على نقل القوة المدمّرة عبر عدة أوزان. فقلة من الملاكمين استطاعوا الحفاظ على خطورتهم كلما ارتقوا بفئات الوزن. ومن أبرز تلك الأمثلة الأسطورة روبرتو دوران، الذي أحكم قبضته على وزن الخفيف في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يكتب فصلًا تاريخيًا جديدًا عام 1989 حين أسقط المخضرم إيران باركلي وانتزع لقب وزن المتوسط.

دافع دوران عن لقب الـWBA في وزن الخفيف 12 مرة، أنهى 11 منها بالضربة القاضية. وقد وصفته وكالة أسوشيتد برس عام 1977 بأنه "أعظم ملاكم باوند-فور-باوند في العالم آنذاك". وبعد أن ملّ من السيطرة على فئة الوزن الخفيف، تجاوز وزن الويلتر الخفيف مباشرة، ونجح في إرباك شوجر راي ليونارد مرارًا قبل أن ينتزع لقب وزن الويلتر عام 1980.

على عكس كراوفورد، خاض دوران عدة عودات إلى الحلبة، وكان قد شُطِب تقريبًا من الحسابات حتى قبل نزال لقبه في وزن المتوسط الخفيف أمام ديفي مور عام 1983. في تلك الليلة، سحق دوران مور بأساليب أشد قسوة من أن تُعرض في أفلام الرعب. وبعدها، أمام باركلي، أثبت الأسطورة البنمي مجددًا أنه قادر على إسكات كل من راهن ضده.


ما ميّز دوران لم يكن فقط قوته الطبيعية، بل أسلوبه العدواني القائم على الردّ الفوري: كل ضربة تصيبه كان يرد عليها بأقوى منها. قال بعد نزال باركلي:
«كانت الجولة الأولى في غاية الأهمية، إذ كان عليّ أن أرد مباشرة على كل ضربة يوجهها إليّ. لقد كان يدفع ثمن كل لكمة يطلقها، ولذلك حرصت على أن أضع مزيدًا من القوة في ضرباتي .»


صحيح أن ألفاريز ليس باركلي – فهو ملاكم أكثر نضجًا وذكاءً وقوة، وقد نجح، مثل دوران وكراوفورد، في حمل قوته عبر عدة أوزان. ومع ذلك، ثمة عناصر من نهج دوران يمكن أن يستفيد منها كراوفورد.

الرد الفوري وعدم السماح لألفاريز بفرض هيبته أو لعب دور المتنمّر.

الحرب النفسية عبر إبقائه حذرًا من التقدم باندفاع.

عليه أن يوظّف دهاءه الفني لإبقاء النزال على المسافة التي تمنحه أفضلية استغلال سرعته وطوله، بحيث لا يسمح لألفاريز بفرض أسلوبه أو الاقتراب إلى المسافة التي يفضّلها.

لا يحتاج كراوفورد إلى إسقاط ألفاريز بالضربة القاضية، بل يكفي أن يجعله يحترم قوته كي يمنعه من التقدّم بلا حساب.


في لائحة مجلة ذا رينج لأعظم 100 ملاكم في التاريخ (2003)، احتل روبرتو دوران المركز الـ28. اللافت أنه كان واحدًا من بين 11 ملاكمًا فقط ضمن أول 30 مركزًا تمكنوا من حصد ألقاب عالمية في عدة أوزان، وهو ما يعكس القيمة النادرة لقدرة الملاكم على حمل قوته عبر الفئات المختلفة.

يمتلك كراوفورد سجلًا يؤكد أنه يعرف كيف يضع خطة محكمة وينفذها بدقة على مدى 12 جولة. قد يُترجم ذلك إلى انتصار بالنقاط عبر سرعته وحركته وذكائه التكتيكي، خصوصًا أن ألفاريز معروف بعادته في أخذ استراحات تكتيكية خلال بعض الجولات. غير أن الفوز عبر القوة والإجهاز سيكون له وقع أعظم بكثير.

فوز كراوفورد – أيًا كانت الطريقة – سيضعه في قمة قوائم الـ"باوند-فور-باوند". لكن إذا تمكن من إسقاط ألفاريز، أو على الأقل إرباكه بحدة ضرباته، فسيحفر "بود" اسمه في الذاكرة الجماعية للملاكمة ويخلّد مكانته بجوار عمالقة خالدين مثل دوران.

0/500
logo

انضم إلى عالم ذا رينج المميز!

عش اثارة الملاكمة مع تقاريرنا الحصرية عن القتالات حول العالم.
logo
قم بتحميل تطبيقنا
logologo
الشريك الاستراتيجي
sponsor
شركاء الوزن الثقيل
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن المتوسط
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن الخفيف
sponsor
sponsor
sponsor
الشركاء
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
المروجون
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
قنوات وسائل التواصل الاجتماعي
logo
logo
logo
logo
logo
logo
logo
© RingMagazine.com, LLC. 2025 جميع الحقوق محفوظة.