يرى أحد المروّجين السابقين للنجم المكسيكي كانيلو ألفاريز أن جسد البطل المخضرم لم يعد يحتمل سوى نزال واحد أخير.

ففي تصريح لمجلة ذا رينج، قال إيدي هيرن إنه يتوقّع أن يعتزل كانيلو بعد نزاله المرتقب أمام تيرينس كروفورد، المقرر إقامته في 13 سبتمبر، في موقع لم يُحدّد بعد. ويبلغ كانيلو عامه الخامس والثلاثين في 18 يوليو المقبل، لكنه خاض ما يقارب 70 نزالًا في مسيرته الاحترافية التي انطلقت حين كان في الخامسة عشرة من عمره، في أكتوبر عام 2005.

ويرى رئيس شركة Matchroom Boxing، إيدي هيرن، أن علامات اقتراب نهاية مسيرة كانيلو باتت جلية، خاصة بعد الأداء الباهت الذي قدّمه في فوزه بالنقاط على ويليام سكول، خلال نزال من 12 جولة أُقيم في 3 مايو داخل صالة ANB بمدينة الرياض، السعودية.

لاحظ هيرن أن حركة كانيلو داخل الحلبة لم تعد كما كانت، وأن البطل المتوّج بألقاب أربع فئات وزنية مختلفة، بات يشعر على الأرجح بأنه أنجز كل شيء ولا يبقى له ما يسعى إليه.

قال هيرن:

«أعتقد أن الاتفاق الموقّع مع معالي المستشار تركي آل الشيخ يشمل ثلاثة نزالات إضافية، لكنني أرجّح أن نزال كروفورد سيكون الأخير. لا أملك معلومات مؤكدة، ولم أُجرِ أي حديث مباشر مع كانيلو بهذا الشأن، لكن بعد مشاهدتي لأدائه أمام سكول — وبالمناسبة، سكول كان سلبيًا بشكل لا يُصدق — بدأت أتساءل: ماذا تبقّى لكانيلو بعد كروفورد؟ هل سيسافر إلى إنجلترا لخوض نزال هناك؟ ربما الفكرة تستهويه، لكنني لست متأكدًا. أعتقد أن عامل السن، ووضعه الجسدي، والحافز الذاتي، كلها مؤشرات تقوده نحو النهاية. بل إنني خلال نزال سكول قلت في نفسي: لن أُفاجأ إذا قرر عدم خوض نزال كروفورد أصلًا».

وتابع:

«هو في الأساس لم يكن متحمسًا لهذا النزال منذ البداية، لأنه يشعر — وعلى الأرجح عن حق — أن الفوز على ملاكم يصغره بثلاث فئات وزنية سابقًا، أو فئتين حاليًا، لن يُمنحه التقدير الذي يستحقه. كروفورد كثير الحركة، ذكي، ومراوغ... وسيجعل النزال معقّدًا للغاية. لكن المقابل المالي الكبير يجعل من الصعب رفض خوضه. وأعتقد أن السبب الحقيقي الذي سيدفع كانيلو للاعتزال ليس الخصوم، بل ما يُرهقه جسديًا — معسكرات التدريب. لقد أصبحت تفرض ضغطًا هائلًا على جسده».

وقد أكد كانيلو بالفعل أنه سيمضي قدمًا في نزال كروفورد، وأُعلن عن ذلك رسميًا داخل الحلبة في 3 مايو، بحضور معالي المستشار تركي آل الشيخ الذي وقف بينهما.

وإذا قرر كانيلو الاعتزال بعد هذا النزال، فإنه سيتخلى عن مبالغ مالية ضخمة من خلال عدم استكمال عقده المكوّن من أربعة نزالات، والذي وقّعه مع موسم الرياض في فبراير الماضي. ويُعد فوزه المتواضع أمام سكول (23 فوزًا، هزيمة واحدة، 9 بالضربة القاضية) هو أول نزال ضمن هذا العقد.

أما كانيلو، المنحدر من مدينة غوادالاخارا، فيحمل سجلًا احترافيًا يتضمن 63 فوزًا، هزيمتين، وتعادلين (39 فوزًا بالضربة القاضية). وإذا خسر أمام كروفورد، فمن المرجّح أن يخوض نزال إعادة مباشر، في حال قرر مواصلة مسيرته.

وبالرغم من أن شركة DraftKings تضع كانيلو كمرشح أول للفوز بنسبة 2 إلى 1، فإن هيرن لن يُفاجأ على الإطلاق إذا نجح كروفورد، القادم من أوماها، في تحقيق ما قد يُعدّ مفاجأة تاريخية.

قال هيرن:

«كنت بجانب كروفورد في الرياض، وشاهدته. لديه إيمان لا يُصدَّق بنفسه. في عقله، لا توجد أي فرصة للخسارة. بل يعتقد أنه سيفوز بسهولة. وهو ليس شخصًا ساذجًا، لذا تميل إلى تصديقه. في الوقت ذاته، نعلم جميعًا أن كانيلو يرفع من مستواه دائمًا في المعسكرات التدريبية وفي الحلبة. لكنني أعتقد أن حركة كروفورد ستسبّب مشكلة كبيرة جدًا لكانيلو».

ولا يزال هيرن غير واثق مما إذا كان أداء كانيلو المتواضع أمام سكول يُعبّر عن تراجع فعلي في مستواه، أم أن السبب يعود إلى الأسلوب السلبي الذي اعتمده سكول، والذي تجنّب فيه الاشتباك على مدار 12 جولة كاملة خلال نزال على لقب وزن 168 باوند.

قال هيرن:

«من الصعب الحكم، أليس كذلك؟ كانت مواجهة ضد سكول، الذي لم يتوقف عن الركض طوال النزال. شعرت أن كانيلو فقد حماسه تدريجيًا، وكأنه يقول في داخله: ما هذا ؟ لم يكن يبدو كما نعرفه. نظرت إلى ساقيه وفكرت: لم تعد بالقوة والثبات اللذين اعتدنا عليهما. لا أعلم، ربما كان ذلك بسبب أسلوب النزال فقط. لكنني كنت جالسًا إلى جانب كروفورد، وكان يبدو وكأنه يقول: "أنتم لا تدركون... هذا النزال لن يكون صعبًا عليّ إطلاقًا"».

ورغم أن سكول لم يقدّم شيئًا يُذكر هجوميًا، فإنه نجح في تعقيد مهمة كانيلو، بطل ذا رينج، والـIBF، والـWBA، والـWBC، والـWBO في وزن فوق المتوسط. إذ بدا أن كانيلو غير قادر — أو غير راغب — في قطع الحلبة وإجبار سكول على الاشتباك، ما مكّن الأخير من القتال من الخلف بنجاح كافٍ للفوز بخمس جولات على بطاقة الحكم بابلو غونزاليس (113-115)، وأربع جولات على بطاقة الحكم رون ماكنير (112-116).

أما الحكم دانريكس تابداسان، فقد منح كانيلو الفوز في 11 جولة كاملة (109-119).

وكان إجمالي الضربات التي وجّهها كانيلو في النزال 56 فقط، بفارق ضربة واحدة عن سكول، الذي سجّل ما يقارب نصف ضرباته على شكل لكمات أمامية (27 ضربة). وبلغ مجموع الضربات الموجّهة من كلا الملاكمَين خلال الجولات الـ12 445 ضربة فقط، وهو أدنى رقم يُسجّل في نزال من 12 جولة في تاريخ شركة CompuBox، الممتد لأكثر من 40 عامًا.

قال هيرن:

«بعد الجولة الثامنة، عرضوا بطاقة [المحلل] كريس مانكس، وكانت تُظهر تقدّم كانيلو 0-8. بينما كان كروفورد يرى سكول متقدّمًا بثلاث جولات. ربما فاز كانيلو بالجولات الأربع الأخيرة، لكنني أعتقد أن نتيجتي 113-115 أو 112-116 كانت منطقية. لكن النزال كان قابلاً للذهاب في اتجاه مختلف. وحين تفكر في الفارق بين مستوى كروفورد وسكول، يتضح أنه كبير جدًا».

بقلم: كيث آيديك – الكاتب الرئيسي في مجلة ذا رينج

تابعوه على X: @idecboxing