لفهم مدى مبكرة بداية تياه أيتون في عالم الملاكمة، لا تحتاج للبحث أبعد من قناة اليوتيوب التي أنشأها والدها، مايك، في عام 2013 لعرض موهبتها.

كان أول فيديو بعنوان: "تياه أيتون، 6 سنوات، ضد ولد عمره 7 في الكيك بوكسينغ". وتوالت بعده 14 مقطعًا آخر تحمل عناوين مشابهة مثل: "تياه أيتون، 6 سنوات، تسحب 15 كجم في سباق سريع" و"تياه أيتون تلاكم ثلاثة أولاد في ثلاث جولات".

لم يتم تحديث القناة منذ أن بلغت أيتون، التي تستعد الآن لأول ظهور احترافي لها هذا الأسبوع في برمنغهام بعد توقيعها مع إيدي هيرن وماتش روم، السابعة من عمرها.

لكن في أيام المدرسة، أصبحت القناة حديث الزملاء في الممرات والفصول، وهو ما كان يسبب الإحراج لأيتون، التي امتلكت سجلًا هاويًا نقيًا مليئًا بالإيقافات.

تقول تياه لمجلة ذا رينج:

"كنا في معامل الحاسوب في المدرسة، وكان الجميع يبحث عني على الإنترنت، ثم ينظرون إليّ… وكنت أشعر بالحرج فعلًا."

«أنا فخورة الآن، لكن أحيانًا عندما يرسل لي مديري فيديو وجدني فيه على يوتيوب، أقول: "يا إلهي، لا ترسله لأحد... هذه لم أعد أنا بعد الآن".»

تتابع تياه أيتون حديثها ضاحكة:

"كنت أتُرك لألاكم أي شخص. إذا أراد أحد ملاكمي، كان يجب أن أنازله. أعتقد أن هذا ما جعلني قوية بهذا الشكل الآن — كنت أُلقى في الحلبة دون تردد. مرة فزت في فئة البنات، ثم وضعوني في فئة الأولاد، وفزت بها أيضًا."

رغبة ماتش روم في التوقيع مع أيتون كانت واضحة، رغم اعتراف إيدي هيرن بأن الشركة بصدد تقليص العروض المتوسطة للملاكمة النسائية في المستقبل القريب. اهتمام هيرن بدأ فعليًا بنهاية عام 2024، حين بدأ بمتابعة أيتون على وسائل التواصل الاجتماعي.

هيرن يرى أن هناك "سوقًا ضخمة للنزالات الكبيرة" وسوقًا "ثابتة" للمنافسات في مستويات الدخول. وكانت بطلة وزن الريشة الموحد إيلي سكوتني قد غادرت مؤخرًا ماتش روم لتنضم إلى شركة جيك بول "موست فاليوابل بروموشنز"، والتي كثفت مساعيها مؤخرًا للاستحواذ على أبرز الأسماء في الملاكمة النسائية.

لكن هيرن يرى أن تياه أيتون "مُقدّرة لأن تصبح نجمة الملاكمة النسائية القادمة."

الفتاة البالغة من العمر 18 عامًا، من مدينة بريستول، بدأت رحلتها في الرياضات القتالية من بوابة الكيك بوكسينغ والمواي تاي، وتمتلك سجل إنجازات ضخم يُفسر لماذا كان هيرن مصممًا على التوقيع معها.

تقول أيتون:

"شاركت في الكيك بوكسينغ، المواي تاي، الجوجيتسو، والفنون القتالية المختلطة. والآن أنا في الملاكمة. كنت بطلة عالم في الكيك بوكسينغ، وبطلة عالم في المواي تاي. فزت ببطولات بريطانية وأوروبية وغيرها في الكيك بوكسينغ. كما خضت نزالًا في قبرص في الـMMA. وفي الملاكمة، أنا بطلة وطنية لخمس مرات، وبطلة عالم، وبطلة ثلاثية الأمم."

وفي وقت سابق من هذا العام، تم استدعاء أيتون إلى معسكر اللاعبة الأسترالية سكاي نيكولسون — بطلة العالم السابقة في وزن الريشة WBC — لتخوض معها جولات تدريبية قبل خسارة نيكولسون أمام تيارا براون في مارس.

كان إيدي هيرن حاضرًا خلال إحدى تلك الحصص التدريبية — ويبدو أن اللحظة كانت حاسمة في قراره.

قالت أيتون:

"تابعني هيرن على إنستغرام عندما كنت أشارك في بطولة العالم في شهر نوفمبر. وبعد ذلك، ذهبت لخوض تدريبات السبارينغ مع سكاي (نيكولسون)، وقد حضر بنفسه لمشاهدة التمرين. ومن هناك بدأنا الحديث حول فكرة التوقيع وكل ما يتعلق بها."

وتضيف بابتسامة:

"بمجرد أن تابعني، سارعت بالاتصال بوالدي. قلت له: 'يا إلهي، لن تصدق ما حدث!'، فسألني: 'ماذا؟'، فأجبته: 'إيدي هيرن تابعني!'، فقال بدهشة: 'حقًا؟!'، فقلت: 'آمل الآن أن أصبح محترفة، وأن يكون بالفعل مهتمًا بتوقيعي'... وها نحن هنا."

أنهت تياه مسيرتها في فئة الهواة بسجل مثالي بلغ 21 انتصارًا دون أي هزيمة، من بينها 9 بالضربة القاضية. ورغم أن الملاكمة الاحترافية توصف غالبًا بأنها عالم مختلف كليًا، فإن أيتون لا تشعر بالقلق من القتال نفسه بقدر ما تشعر بالرهبة من أجواء الأسبوع الإعلامي وما يرافقه من كاميرات.

وتوضح:

"عادةً ما أكتشف بعد أول لكمة أو اثنتين ما إذا كنت قد سيطرت على الخصم أم لا. إما أن أقول لنفسي: 'أجل، لقد سيطرت'، أو 'حسنًا، هذا الخصم يبدو صعبًا بعض الشيء'."

أما الأمر الذي يثير توترها الحقيقي، فتقول عنه:

"أكثر ما أشعر بالتوتر حياله هو لحظة الدخول إلى الحلبة. أنا حقًا متوترة من هذه اللحظة، لكن بمجرد أن أكون داخل الحلبة، أشعر بالراحة. النزال هو أسهل جزء بالنسبة لي، أما الكاميرات فهي الجزء الأصعب."

وتختم بثقة:

"آمل أن تسير الأمور على نفس النحو، وأن أتمكن من تحقيق بعض الضربات القاضية. كل ما أريده هو أن أكون مثيرة في أدائي، وأن أُسعد الجمهور وأبقيه مستمتعًا."