خفق قلب إيلي سكوتني بشدة بينما كانت تجلس بهدوء في منزلها تتصفح عقد العرض المُقدم من شركة Most Valuable Promotions.
و بينما كانت تقرأ تفاصيل العقد، من المبالغ المالية و المواعيد و الضمانات، شعرت أن حملاً ثقيلاً كان يُرفع تدريجياً عن كتفيها. لكن أكثر ما أسعدها لم يكن رقمًا ماليًا أو بندًا معينًا، بل كلمة واحدة ظهرت في الصفحة الأولى من العقد، كلمة جعلتها تشعر بأمان غير مسبوق:
"Valuable" – قيمة.
قالت بطلة العالم الموحدة في وزن السوبر بانتام (WBO، IBF، IBO، و حزام مجلة ذا رينج) لمجلة "ذا رينج":
"كان الأمر و كأنني كتبت العقد و هم أضافوا عليه بضعة فصول. هذه هي الحقيقة. ما زال تأثير ما حدث يتغلغل في داخلي على مراحل، و ربما لم أستوعبه بالكامل بعد. عدت إلى المنزل في أحد الأيام، و أنا لست ممن يبكون بسهولة، لكنني بكيت. بكيت لأنني شعرت بأن الحياة باتت جميلة فعلاً."
و أضافت:
"ما أشعر به الآن لا يُقارن بما كنت أشعر به قبل ثلاثة أو أربعة أشهر. لقد اعتدت أن أقرأ العقود و أفكر، ‘آه، سأكون عالقة مع هذا لسنوات.’ أما الآن، فقد نظرت إلى هذا العقد و قلت، ‘أنا في أمان.’ الشعور بأني أنتمي لشيء ما، هذا لم أشعر به من قبل. إنه أمر غريب و مجنون."
سكوتني (10 انتصارات دون هزيمة) ستبدأ شراكتها مع MVP يوم 11 يوليو، حيث ستشارك في نزال كبير لتوحيد ألقاب السوبر بانتام ضد البطلة المكسيكية و حاملة لقب WBC، ياميليث ميركادو، و ذلك على بطاقة نزال القمة بين كاتي تايلور و أماندا سيرانو في ماديسون سكوير جاردن – أعرق حلبة ملاكمة في العالم.
لكن هذا الحدث لن يكون مجرد لحظة عابرة. بل سيكون بداية لسلسلة من الفرص التي ستُمنح لها كجزء من خطة MVP لتوسيع هيمنتها على الملاكمة النسائية. ستحصل سكوتني على فرص لتصدر العروض، و ستقضي معظم مسيرتها القادمة في الولايات المتحدة، مع وجود خطط لعودتها إلى بريطانيا أيضاً.
و بفضل شراكة MVP مع منصة "نتفليكس"، سيحظى الجمهور العالمي بفرصة التعرف إلى النجمة البريطانية الصاعدة.
عقد سكوتني مع شركة "ماتش روم" انتهى بعد فوزها في يناير على النيوزيلندية ميّا موتو، لتجد نفسها دون مروّج للمرة الأولى في مسيرتها.
و دخول سوق الانتقالات الحرة هو أمر مثير لكنه يحمل بعض القلق أيضاً، فمهما كانت قيمة الملاكم في نظر نفسه، سيعرف سريعاً كيف يراه الآخرون.
بصفتها بطلة عالم موحدة و حاملة لحزام ذا رينج، دخلت سكوتني سوق الانتقالات في أفضل وضع ممكن، و كان من المريح أن تُظهر MVP اهتمامها الفوري بها.
و رغم أن "ماتش روم" كان لها الحق في مطابقة أي عرض تتلقاه، فقد اختارت عدم القيام بذلك، مما فتح الباب أمام سكوتني للانضمام إلى MVP رسميًا.
"ما منحني الشعور الأكبر بالرضا لم يكن فقط خطة العمل أو الشروط المالية، بل أن أحدًا خارج دائرتي القريبة رأى فيّ قيمة حقيقية،" قالت سكوتني.
"إنه شعور بالاعتراف. شخص ينظر إليّ و يقول: 'أنتِ تستحقين هذا، كإنسانة قبل أن تكوني ملاكمة.' لم أعتد على ذلك من قبل. عندما جُرّدت من كل شيء، اكتشفت أن هذا التقدير هو ما أعاد لي الثقة و الحماس. نعم، الجانب المالي مهم، لكن أن تُقدَّر كإنسانة؟ هذا لا يُقدّر بثمن."
و تابعت:
"أنا لست مجرد اسم على بطاقة النزال. أنا واحدة من نجومهم، و سيعملون على بناء شخصيتي بما يليق بحاملة ألقاب عالمية. هذا عالم جديد تمامًا بالنسبة لي، بداية جديدة كنت أحتاج إليها."
بعد توقيع العقد، بدأت سكوتني مباشرةً في تصوير فيديوهات ترويجية في حي كاتفورد بلندن، ثم سافرت إلى نيويورك للقاء مؤسسي MVP، جيك بول و ناكيسا بيداريان.
و أوضحت MVP أنها لا تسعى فقط لضم ألقابها إلى قائمتها، بل تستثمر فيها كشخص أيضًا. و اعتبرت سكوتني هذا الأمر بمثابة فرصة لتعريف نفسها بالشكل الصحيح أمام شركائها الجدد و الجمهور الجديد، كشخص و كرياضية.
فعلى الرغم من مهارتها داخل الحلبة، تُعد سكوتني أيضًا من الشخصيات المحبوبة في الوسط الرياضي البريطاني، لكن قلة من الناس يعرفونها حقًا خارج ذلك الإطار. و لفتت إلى أن حصرها في قالب ترويجي موحد كباقي الملاكمين قد ساهم في تهميش شخصيتها الحقيقية.
في عشر نزالات فقط، تمكنت "ماتش روم" من قيادتها نحو ثلاثة ألقاب عالمية و حزام ذا رينج، لكن قلة من الجمهور العام في بريطانيا يعرفون إنجازاتها.
لم تُمنح سكوتني أي نزال سهل؛ جميع نزالاتها كانت حقيقية و صعبة، و فترات نشاطها كانت متقطعة. في وقتٍ كانت فيه ملاكمات أخريات يتلقين دفعات دعائية هائلة، كانت سكوتني تختفي لفترات، ثم تعود لخوض نزال صعب آخر دون ضجة.
و إلى جانب طموحاتها الرياضية، تحمل سكوتني هدفًا شخصيًا أكبر: تحسين حياة والدتها.
قالت : "منذ كنت في السابعة عشرة، كنت أرى في الملاكمة طريقًا للتغيير. كنت أقول، ‘هذا ما سيجعل حياتنا أفضل.’ و لكن قبل أشهر قليلة بدأت أشك في ذلك. شعرت أنني لن أستطيع أن أرد الجميل لوالدتي. تلك الفكرة كانت الأصعب بالنسبة لي."
و أضافت:
"الأمور كانت قاتمة. كنت أفكر: ‘ربما يجب أن أبحث عن وظيفة.’ لكن الآن، كل شيء اتضح. الأمور تغيرت بالكامل. توقيت الله أفضل مما كنت أتخيله. هذه هي لحظة التحول بالنسبة لي. أنظر الآن و أقول، ‘كم كانت الأمور صعبة آنذاك، و كم هي رائعة الآن.’
"هذا كل ما أشعر به الآن. أنا ممتنة... ببساطة، أشعر بأنني محظوظة."