بورنماوث، إنجلترا — قدّم رايان غارنر أفضل أداء في مسيرته عندما أسقط ريس بيلوتي في الجولة الأخيرة من نزال جمعهما على ألقاب بريطانيا، والكومنولث، وأوروبا في وزن السوبر ريشة ، ليقترب بذلك خطوة نحو فرصة على لقب عالمي.

غارنر، البالغ من العمر 27 عامًا والمنحدر من ساوثهامبتون، اعتُبر نجمًا مستقبليًا منذ قرابة عقد من الزمن، لكنه بدأ يحقق هذا الوعد فعليًا خلال العامين الماضيين.

فبعد انتصاره على بطل بريطانيا السابق ليام ديلون، وعلى المصنف العالي آرشي شارب، حصد "البرانا" (18 فوزًا دون خسارة، 9 بالضربة القاضية) لقب أوروبا الشاغر في مارس الماضي بعد أداء شرس استمر 12 جولة، تفوق فيه بوضوح على الإسباني غير المهزوم سلفادور خيمينيز. ورغم هذه الإنجازات، لم يسبق له أن واجه خصمًا بخبرة وثقة وقوة بيلوتي.

في عام 2021، تلقى بيلوتي (20 فوزًا، 6 خسائر، 15 بالضربة القاضية) هزيمته الخامسة بمسيرته عندما أوقفه راي فورد، بطل WBA لاحقًا، في ثلاث جولات. وبدلًا من الابتعاد عن الملاكمة، أعاد بيلوتي اكتشاف نفسه كملاكم في وزن السوبر ريشة، وجاءت النتائج مبهرة.

دخل النزال وهو في سلسلة من ستة انتصارات متتالية، حصد خلالها لقبي بريطانيا والكومنولث، وتغلّب على مجموعة من الملاكمين الشباب الطموحين.

ورغم حجم التحدي، بدأ غارنر النزال بسرعة. عُرف بدقته وتوقيته، وسرعان ما أصاب الهدف بيده اليسرى، وسجل ضربات واضحة بخطافين و"سكرو شوتس". ومع إدراكه للخطر، حاول بيلوتي الضغط عليه ودفعه إلى الحبال.

بدأ بيلوتي يستخدم قدميه بين الهجمات، مجبرًا غارنر على إهدار ضرباته.

في الجولة الثالثة، تبادل الملاكمَان الضربات باليد اليسرى، وبدأ غارنر يجد إيقاعه ومداه. رغم بعض النجاحات لبيلوتي، إلا أن غارنر هو من كان يوجه الضربات اللافتة للأنظار.

وما زاد الطين بلّة، أن بيلوتي عاد إلى زاويته بجرح فوق عينه اليمنى إثر تصادم بالرأس.

بيلوتي، الذي دخل الحلبة مرتديًا ألوان نادي بورتسموث المكروه في ساوثهامبتون، واجه صعوبة في مجاراة سرعة يدَي غارنر. ورغم أسلوبه العملي وضغطه المستمر، لم يستطع مجاراة براعة غارنر وخياله الواسع.

مرات عديدة، كان غارنر يموّه بيده اليسرى ليضرب باليمنى، أو يتخلّى عن التمويه ويوجه ضربات قوية مباشرة. وخلال إحدى التبادلات، سجل بيلوتي ضربة قوية بيده اليسرى، لكنه بدا متأخرًا بالنقاط مع دخول النصف الثاني من النزال.

شهدت الجولة السابعة تراجعًا في نشاط بيلوتي، واستغل غارنر ذلك ليقدّم أفضل جولة له، موجّهًا عدة ضربات نظيفة.

باستثناء بعض الضربات العرضية، بدا أن بيلوتي قد استنزف أفكاره. غارنر، الذي بات يتحكم بالنزال بالكامل، وجد مكانًا لضرباته اليمنى والخطافات القصيرة اليسرى، كما استخدم قدميه بذكاء لتغيير المسافة كلما تقدم بيلوتي.

مع دخول الجولات الحاسمة، رفع غارنر وتيرة القتال. وجد هدفه بسهولة بكلتا يديه، وصدم بيلوتي مرتين في الجولة الحادية عشرة بضربات قوية.

ورغم أنه كان يستطيع إنهاء النزال دون مجازفة، اختار غارنر أن يُنهيه بقوة. فأصاب بيلوتي بضربة يمنى وخطاف يساري، ثم ضربة أخرى يمنى جعلت خصمه يتمايل نحو الحبال. وعند هذه اللحظة، تدخل الحكم فيكتور لوغلين لإيقاف النزال بعد 45 ثانية من الجولة الثانية عشرة والأخيرة.

تتزايد التوقعات بشأن إقامة نزال عالمي لغارنر على ملعب نادي ساوثهامبتون لكرة القدم، وإذا ما واصل التطور بهذا المستوى، فإن ما كان يومًا حلمًا، بدأ يتحول إلى احتمال حقيقي.