رايان غارنر يثبت جدارته ويسيطر على سلفادور خيمينيز ليحقق لقب أوروبا للوزن الخفيف-المتوسط
قدّم رايان غارنر أداءً استثنائيًا الليلة في أول نزال له من 12 جولة، حيث هيمن تمامًا على سلفادور خيمينيز ليحصد لقب أوروبا في الوزن الخفيف-المتوسط أمام جماهيره في الساحل الجنوبي.
سيطر "ذا بيرانا" على مجريات النزال بشكل كامل، حيث وجّه مجموعات من الضربات القوية وأدار النزال بإيقاع شرس ليحقق اللقب الأوروبي للوزن 130 رطلاً في عرض نظّمته كوينزبري، والذي أُقيم في مركز بورنموث الدولي وبُث على قناة TNT Sports.
جاءت نتيجة الحكام بالإجماع، حيث سجلوا جميعًا 120-108 لصالح غارنر.
بداية قوية وتألق هجومي
انطلقت المعركة بقوة منذ اللحظة الأولى، حيث قرر كلا الملاكمين تبادل اللكمات من المسافة القريبة، لكن أداء غارنر كان أكثر تميزًا عندما فرض أسلوبه من المسافة البعيدة.
لعبت ضربات الجاب دورًا حاسمًا في الجولات الأولى، حيث في كل مرة حاول فيها الإسباني خيمينيز (14 انتصارا -1 هزيمة-1 تعادل، 6 بالضربة القاضية) التقدّم للهجوم، كان يُقابل بضربة مباشرة تبطئ تقدّمه. أظهر غارنر جديته منذ البداية، وردّت الجماهير المكوّنة بشكل كبير من مشجعي ساوثهامبتون بصخب شديد دعمًا له.
في الجولة الثانية، زاد غارنر من ضغطه الهجومي، وكان واضحًا للجميع أن خيمينيز يواجه صعوبة في مجاراة الإيقاع السريع. ورغم أن الملاكم الإسباني تمكّن من توجيه بعض الضربات، إلا أن هجمات غارنر المرتدة الدقيقة كانت الأكثر لفتًا للأنظار.
إيقاع لا يهدأ وهيمنة مطلقة
في الجولتين الثالثة والرابعة، رفع غارنر من حدة النزال إلى مستوى مذهل، حيث قدم أداءً حيويًا، مستخدمًا مجموعة متنوعة من اللكمات من المسافة المتوسطة.
استمر غارنر في فرض سيطرته في الجولة الخامسة، حيث أظهر مزيجًا من الحجم الكبير للضربات، والدقة، والثقة بالنفس، ليواصل تفوّقه الكامل في النزال.
بينما جلس خيمينيز مُحبطًا في ركنه بين الجولات، نهض للنزال في الجولة السادسة، لكن غارنر صعّد من هجماته بشكل ملحوظ، حيث أطلق لكمات لافتة للنظر لم يجد "سالفي" أي إجابة عليها.
تكتيك الضربات الجسدية في النصف الثاني من النزال
في النصف الثاني من النزال ، بدأ غارنر في التركيز بشكل أكبر على الضربات الجسدية، مما كشف علامات الإرهاق على خيمينيز، الذي بدا في بعض اللحظات وكأنه على وشك الانهيار تحت الضغط المتواصل.
ومع ذلك، رفض خيمينيز الاستسلام. لم يكن لديه أي فرصة للفوز بالنزال، لكن إصراره على الاستمرار كان واضحًا للجميع. بدأ غارنر يُظهر بعض علامات الإرهاق في الجولة الثامنة، نتيجة الضغط الذي مارسه على مدى الجولات السبع الأولى.
لكن في الجولة العاشرة، عاد غارنر ليكثّف هجماته مجددًا، مما أجهض أي أمل لخيمينيز في العودة إلى النزال بعد جولة تاسعة أبطأ نسبيًا. استمر في توجيه الضربات القوية بيده اليمنى، والهوكس باليد اليسرى، والجاب، مما جعل خيمينيز في موقف دفاعي بحت خلال الدقائق الأخيرة.
في الجولة الحادية عشرة، لم يتمكن خيمينيز سوى من تنفيذ بعض الهجمات المحدودة، لكنه ظل بعيدًا عن فرض أي تهديد حقيقي على خصمه، الذي كان يفرض سيطرته الكاملة. ومع نهاية الجولة الثانية عشرة، رفع غارنر يديه في الهواء واثقًا من انتصاره قبل حتى إعلان النتيجة.
احتفال غارنر وتحقيق حلمه
وسط هتافات الجماهير التي رددت: "رايان غارنر، إنه واحد منا"، عاش غارنر لحظة استثنائية بتحقيق حلم لطالما راوده.
وفي حديثه بعد النزال، قال غارنر:
"سأحتاج لبعض الوقت لكي أعتاد على فكرة أنني أملك الآن لقبين، والآن يجب أن أحصل على المزيد."
وأضاف:
"فرانك وارين (المروج) وقف إلى جانبي في كل الظروف، والآن أنا أرد له الجميل. لا أستطيع أن أشكر مدربي، وزوجتي، ووالدتي بما فيه الكفاية، لقد ساندوني في كل لحظة."
"الدعم الذي تلقيته كان هائلًا، هذا كان أول نزال لي من 12 جولة، ولم أخض حتى في التدريبات نزالًا بهذا الطول. الجماهير دفعتني للاستمرار حتى النهاية. أعتقد أنها واحدة من أفضل العروض التي قدمتها في مسيرتي، لقد فرضت إيقاعًا سريعًا، لكنه كان خصمًا صلبًا للغاية."
"أنا الآن أتقدم ببطء ولكن بثبات عبر المستويات. من يعلم؟ ربما يتحقق حلمي الأكبر وأتمكن من النزال في ملعب سانت ماريز. لا يمكنني شكر جماهير ساوثهامبتون بما فيه الكفاية."