يعتقد رايان غارنر، بطل أوروبا للوزن الخفيف الفائق(وزن 130 رطلاً)، أن مواجهة ريس بيلوتي ستكشف له بالضبط عن موقعه الحقيقي على الساحة، عندما يلتقيان الشهر المقبل في نزال ثلاثي الألقاب الكبير.

سيخوض غارنر(بسجل خالٍ من الهزائم: 17 انتصارًا، منها 8 بالضربة القاضية) نزالًا مرتقبًا أمام بيلوتي(صاحب سجل 20 انتصارًا مقابل 5 هزائم، منها 15 بالضربة القاضية)، البطل البريطاني وبطل الكومنولث المتجدد، وذلك في مركز بورنموث الدولي يوم 26 يوليو، وسيتم بث الحدث عالميًا مباشرة على منصة DAZN.

من الجدير بالذكر أن بيلوتي، الذي كان يمر بفترة تراجع قبل أربع سنوات، أعاد إحياء مسيرته حين قرر إنهاء رحلته في وزن الريشة والانتقال إلى فئة وزن 130 رطلاً (الوزن الخفيف الفائق).

منذ ذلك الحين، حقق الملاكم البالغ من العمر 34 عامًا، والمنحدر من واتفورد، ستة انتصارات متتالية على خصوم أصغر سنًا وأكثر جوعًا، ويعيش الآن أفضل فترات مسيرته من حيث الأداء والنتائج.

في المقابل، قدّم غارنر، المعروف بأسلوبه الهجومي المستمر، عامًا مميزًا خلال 2024، حيث أثبت جدارته بقوة.

هذا الملاكم الموهوب البالغ من العمر 26 عامًا تفوّق بوضوح على ليام ديلون و آرتشي شارب بفضل لياقته العالية وإبداعه داخل الحلبة، لكنه ارتقى بمستواه إلى درجة جديدة حين سيطر على الملاكم الإسباني سالفادور خيمينيز، الذي لم يكن قد خسر أي نزال قبلها، وفاز عليه بجدارة في نزال من 12 جولة، منتزعًا لقب الاتحاد الأوروبي (EBU) في 1 مارس.

ويُدرك غارنر جيدًا أنه بحاجة لتقديم مستوى أعلى مرة أخرى إذا ما أراد تجاوز اختبار بيلوتي بنجاح.

قال غارنر في تصريحات لموقع كوينزبيري:

"إنه خطوة كبيرة إلى الأمام. مع كل نزال، كان المستوى يرتفع تدريجيًا وبثبات، لذلك أعتقد أن التوقيت الآن مثالي."

وأضاف:

"أنا أتحسن مع كل نزال أخوضه، ومن الطبيعي أن يكون ريس هو النزال التالي. إنه خصم صعب، صعب للغاية. يملك قوة ضاربة، ويتمتع باللياقة والقوة البدنية، وهو تحدٍ جديد عليّ اجتيازه."

"في نهاية المطاف، إذا أردت الوصول إلى ما أطمح إليه على المستوى العالمي، فلا بد لي من الفوز عليه."

لفترة طويلة، بدا أن رايان غارنر في طريقه للابتعاد عن الملاكمة دون أن يقترب حتى من تحقيق الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها والتي لم يشكك بها أحد.

فقد ظهر على الساحة كمراهق موهوب ومثير للاهتمام، وتناقلت الأحاديث قصصًا عن أدائه اللافت في جلسات sparring (التدريب القتالي) أمام ملاكمين على مستوى عالمي رفيع.

ربما كان غارنر شابًا صغيرًا جدًا على تحمل الأضواء، وسرعان ما بدأت الحياة خارج الحلبة تؤثر على مسيرته المهنية. انخرط في نمط حياة يشبه أي شاب في سنه، ورغم أنه لم يكن شخصًا سيئًا، إلا أنه اتخذ بعض القرارات الخاطئة.

وقد تسببت مشكلات في الوزن في انسحابه المتأخر من بطاقتين قتاليتين كانتا ذات صدى كبير، ما أدى إلى غيابه التام عن الساحة لفترات طويلة.

لكن الأهم من ذلك، أن غارنر لم يسمح لأخطائه خارج الحلبة بأن تؤثر على أدائه عندما يدخلها. فقد ظل دون هزيمة، وكان دائمًا يظهر ومضات من موهبته الفطرية تكفي لأن تبقي ثقة جمهوره ومؤيديه حية.

والآن، ومع تقدمه في السن ونضجه، وبدعم من أسرته الصغيرة التي يعيلها، بدأ غارنر يلتزم فعليًا، وبدأت النتائج تتحدث عن نفسها.

وسيكون هذا الظهور الثاني له على التوالي كنجم الحدث الرئيسي في مركز بورنموث الدولي، فيما تتزايد المطالبات بإقامة نزال كبير له على ملعب سانت ماري، معقل ناديه المفضل ساوثهامبتون.

انتصاره على بيلوتي سيمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق ذلك الحلم، كما سيُعد تأكيدًا لصحة الإيمان الذي احتفظ به أنصاره به طوال الوقت.

قال غارنر: "كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح."

وتابع:

"مع كل نزال، تزداد التحديات تدريجيًا. الأسماء تصبح أكبر، والرهانات أعلى، والألقاب أكثر، لذا إن كنت صادقًا، فأنا أعتقد أنني أتلقى التوجيه المثالي. كل شيء بدأ يأخذ مكانه الصحيح. وأنا مؤمن بشدة بأن كل شيء يحدث لسبب."

"أنا مُقدر لي أن أخوض هذا النزال، لأصبح بطل بريطانيا وبطل الكومنولث وبطل أوروبا، ومن ثم أواصل الطريق نحو العالمية. هذا ما أؤمن به."