في أجواء مشمسة في لاس فيغاس وقبل أقل من ساعة من خوضها جلسة تدريب شاقة جديدة، تستعد
ميكايلا ماير لاجتياز اختبارها التالي الذي يفصلها عنه أيام قليلة فقط.
بعد فوزها في سلسلة النزالات المثيرة المكونة من نزالين ضد
ساندي رايان وانتزاعها و حفاظها على لقب العالم في وزن الـWBO في وزن الويلتر ، تستعد البطلة العالمية في فئتين للانتقال مجددًا إلى فئة وزن أعلى، وجواز سفرها جاهز لذلك.
هذا الأسبوع، تسافر ماير إلى مونتريال، كندا، لمواجهة بطلة الـWBA في الوزن المتوسط الخفيف
ماري سبنسر (10 انتصارات – هزيمتان، 6 بالضربة القاضية) في نزال رئيسي يُقام في 30 أكتوبر، ويُبث حصريًا على Top Rank Classics في الولايات المتحدة الساعة 8 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي / 5 مساءً بتوقيت الساحل الغربي.
وقد
تمت ترقية النزال رسميًا هذا الأسبوع ليصبح نزال توحيد ثلاثي الأحزمة بعد أن أصبحت ألقاب البطلة الموحدة المعتزلة سيسيليا بريكهاوس (WBA/WBO) متاحة، ما يضفي بريقًا إضافيًا على هذا النزال المرتقب.
ورغم أن هذا النزال لا يُعدّ المواجهة الحاسمة على اللقب الموحد التي كانت ميكايلا ماير تأمل في تأمينها أمام لورين برايس (9 انتصارات دون هزيمة، اثنتان بالضربة القاضية)
، فإنه يُعتبر فرصة تعويضية قوية في هذه المرحلة المتقدمة من مسيرتها، التي تؤمن بأنها ستستفيد منها كثيرًا.
شهدت مسيرة ماير توترًا كبيرًا بعد الجدل الذي أثاره انضمام ساندي رايان (8 انتصارات –3 هزائم –تعادل واحد، 3 بالضربة القاضية) إلى الصالة نفسها التي تتدرب فيها ماير دون إخطار مسبق، وتحت إشراف مدربها الحالي كاي كوروما. وقد أشعل ذلك عداوة رياضية لافتة بين الطرفين، خصوصًا مع سعي ماير العلني إلى خوض نزالات على الألقاب العالمية في وزن 147 رطلاً.
وقد أصبحت الأمور أكثر إثارة، تمامًا كما حدث سابقًا مع
أليشيا بومغاردنر، لكن هذه المرة خرجت ماير منتصرة بشكل واضح، ولا مجال للجدل بعد
فوزها المقنع في نزال الإعادة في 29 مارس.
"لم أحصل في مسيرتي على كل نزالات الإعادة التي رغبت بها، لكن الجماهير أرادت أن تشاهدها مجددًا، وأنا من نوع الملاكمات اللواتي يستجبن لتلك الرغبة"، قالت ماير لمجلة
ذا رينج.
وأضافت:
"أردنا نزالًا مع لورين برايس على اللقب الموحد، لكن الأمور الترويجية وشبكات البث حالت دون ذلك. أمام توب رانك ثلاثة خيارات: أن أنزل للوزن الأدنى (140 رطلاً)، أو أدافع أمام منافسة غير معروفة، أو أصعد إلى 154 لمواجهة بطلة. كان الخيار الثالث هو الأفضل لي، وماري كانت متاحة، وسيجعلني هذا منافسة أقوى."
بعد
فوزها بالنقاط على نتاشا جوناس في 7 مارس، رشّحت برايس ماير للفوز على رايان في نزال الإعادة، وأبدت رغبتها في السفر إلى لاس فيغاس لمتابعة النزال من الصفوف الأمامية، مما مهد الطريق للتفاوض حول نزال مستقبلي.
لكن المروج بن شالوم أوضح الشهر الماضي أن البطلة الأولمبية برايس تعرضت لإصابة "طفيفة" وأنهم يخططون لعودتها أواخر هذا العام، فيما رفضت ماير الادعاء بأنها
لم تكن مستعدة للنزال في كارديف لإتمام الصفقة.
"كان لدينا التاريخ والمال والمكان محددًا ليوم 26 يوليو، وكان من المفترض أن يكون آخر نزال لتوب رانك على ESPN — كان سيكون رائعًا. لا أهاجم برايس لأنها لم تكن مطلعة على كل تفاصيل التفاوض، على عكس حالتي، فأنا أشارك من البداية للنهاية بفضل مديري جورج رويز.
"لورين لم ترغب في الذهاب إلى أمريكا، ولا ألومها. أعتقد أنهم قدموا لها عرضًا ضعيفًا، لكنه ارتد عليهم. كان عليّ أن أمضي قدمًا. كنت أريد ثلاثة نزالات هذا العام، لكن يبدو أنها ستكون اثنين فقط. النزالات التحضيرية لا تهمني، ومع أنني أصعد مجددًا في الوزن، إلا أن الخبرة والمهارة والتحضير البدني سيجعلونني أفضل عندما أواجه برايس."
كان بإمكان ماير (21 انتصاراً–هزيمتان، 5 بالضربة القاضية) أن تبقى بطلة غير مهزومة تبحث عن لقبها الثالث في فئة مختلفة، لكنها تعرضت لهزيمتين بنقاط متقاربة من بومغاردنر وجوناس خلال فترة لعبها في المملكة المتحدة.
وهي تدرك أنه رغم قدرتها البدنية على النزول إلى وزن 140 رطلاً، فإن تعاقدات MVP الجديدة كانت ستتطلب منها الانضمام إليهم قبل إقرار أي نزال كبير — وهو ما رفضته.
"لم يكونوا مستعدين للتعاون معي إلا وفق هذا الشرط، لذلك قررت البحث عن بدائل أخرى. وبما أنني أعدّ من الملاكمات صغيرات البنية في وزن الويلتر، فإن الصعود إلى فئة وزن أعلى يساعدني على تقوية جسدي واكتساب خبرة في مواجهة خصمات يتمتعن بقوة بدنية أكبر.
أحترم ماري لقبولها التحدي، وكل ما أسعى إليه هو البقاء نشطة داخل الحلبة — فهذا هو ما يهم حقًا."
"اتفقنا دائمًا على اللقاء في وزن 154، وسألتقي بها هناك عندما تكون جاهزة. القرار بيد كلايسا — متى وكيف تريد النزول لتلك الفئة. نحن مستعدتان، لكن تركيزي الآن على سبنسر، ثم برايس على لقب موحد في 147، وذلك سيمنحها الوقت لتقرر ما تريده."
تُعتبر ماير المرشحة الأوفر حظًا بنسبة 1 مقابل 6 لدى أغلب مكاتب المراهنات، بينما تأتي سبنسر كـ منافِسة ضعيفة بنسبة 9 مقابل 2 — وبالنظر إلى تاريخ كلتيهما الاحترافي، فالأمر يبدو مبررًا.
كانت ماير قد صرحت مؤخرًا بأنها تخطط للاعتزال في نهاية عام 2027، لكنها عادت وقالت إن القرار مرن ويعتمد على شعورها الحالي الممتاز تحت إشراف المدرب الرئيسي كوفي جانتواه.
كوفي جانتواه، البالغ من العمر 51 عامًا، خاض محاولتين على لقب العالم في منتصف العقد الأول من الألفية، أمام كاسيم أوما وآرثر أبراهام، لكنه خسر في كلتيهما بالنقاط.
ويُعرف المدرب الغاني، الذي يقيم حاليًا في لاس فيغاس، بانضباطه الصارم وأسلوبه التدريبي القاسي، كما يشرف أيضًا على تدريب الموهبة الصاعدة كورمل موتون (8 انتصارات دون هزيمة، 6 بالضربة القاضية).
لكن العلاقة بينه وبين ماير تتجاوز التدريب القاسي.
"لا أستطيع أن أعبّر بما فيه الكفاية عن مدى امتناني للعمل مع كوفي، فهو بحقّ نعمة بالنسبة لي. أتمنى لو كنت قد التقيت به قبل خمس سنوات، فقد غيّر تمامًا أسلوبي في اللكم وحركتي الميكانيكية داخل الحلبة.
كنت أوجه اللكمات بطريقة خاطئة كانت تسبب لي الألم، لكنه علّمني كيف أستخدم منطقة الخصر بشكل أفضل وأخفف الضغط عن مفاصلي."
قضت ميكايلا ماير سبعة عشر عامًا تحت إشراف مدربها السابق آل ميتشل، وتقول إن أسلوبه التدريبي أوصلها إلى مستوى رفيع في مسيرتها، لكنها تضيف:
"أحيانًا تحتاج إلى عين جديدة تُنعش عقلك وتمنحك منظورًا مختلفًا وتضيف أفكارًا جديدة."
خضعت ماير لعدة حقن كورتيزون خلال السنوات الماضية بسبب تمزقات في المرفق ومشاكل متعددة في ذراعها اليمنى، لكنها واصلت القتال رغم الألم دون أن تعرف أنه يمكن علاج المشكلة فعلاً.
"من حيث التدريب والميكانيكا والتركيز على التفاصيل الصغيرة، لم أتدرّب بهذه القوة في حياتي.
كوفي يجعلنا نتمرن باستمرار داخل الصالة حتى بين النزالات — لا راحة ولا أعذار.
قد يعتاد بعض الملاكمين على أسلوب مدربيهم، لكن عندما يأتي شخص يغيّر كل شيء من جذوره، لا يبقى مجال للتهاون."
أنهى جانتواه مسيرته بنسبة ٪65 من الانتصارات بالضربة القاضية، وسجّل 12 ضربة قاضية في آخر 14 نزالًا له في الولايات المتحدة.
"كان ملاكماً ضاربًا قويًا، ويعلّمني كيف أخرج القوة من لكماتي دون إجهاد. نقوم بالكثير من تدريبات الظل — نحو ساعة يوميًا — يقول لي إنها ليست مجرد إحماء، بل جزء أساسي من التمرين. نكرر الحركة مئات المرات لتصبح طبيعية. كذلك نتدرب على حقيبة اللكم لساعات طويلة لتطوير المهارةو ليس فقط لتحسين اللياقة."
وأضافت:
"كنت في المعسكر منذ شهر مايو، أعمل من الإثنين إلى الجمعة دون إنهاك جسدي، مركّزة فقط على تحسين الأسلوب وتطوير التفاصيل.
بدأنا العودة إلى التدريبات الثنائية في شهر أغسطس، وأنا أعرف جيدًا كيف أستعيد لياقتي في الوقت المناسب، وكل ما أريده الآن هو الاستمرار في التطور والتقدّم."
هذه المرة، لن يكون النزال في لندن أو ليفربول أو مانشستر، ولا حاجة للتأقلم مع الأجواء، فمونتريال تبعد أربع ساعات فقط.
أما ماري سبنسر، المولودة في أونتاريو، فتعود لتقاتل على أرضها في كازينو مونتريال، مدركة أنها بحاجة لتقديم أداء أقوى بكثير بعد هزيمتين متتاليتين بالنقاط أمام فيمكي هيرمانس، البطلة السابقة لـIBF.