لندن - قاعة رويال ألبرت – قدّمت لورين برايس (10 انتصارات، 0 هزائم، 2 بالضربة القاضية) ليلة تاريخية في قاعة رويال ألبرت بعرض مثالي ضد ناتاشا جوناس (16 انتصارًا، 3 هزائم، 1 تعادل، 9 بالضربة القاضية)، لتقترب من حلمها بأن تصبح بطلة العالم بلا منازع في وزن الويلتر، بعدما قدّمت أداءً رائعًا من البداية حتى النهاية وأضافت المزيد من الألقاب إلى سجلّها المتزايد.

تمكنت برايس من الدفاع عن لقبها في رابطة الملاكمة العالمية (WBA) و انتزعت لقبي مجلس الملاكمة العالمي (WBC) و الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) من جوناس بأسلوب حاسم، حيث فازت بشكل واضح على جميع بطاقات الحكام.

سجّل فيكتور لوجلين النتيجة 93-98 لصالح برايس، فيما منحها جيدو كافاليري الفوز بنتيجة 92-98. أما البطاقة الأكثر دقة، فقد جاءت من غلوريا مارتينيز ريزو، التي منحت برايس الفوز بنتيجة 90-100، مما يعكس سيطرتها الكاملة على النزال من البداية إلى النهاية.

تم بث النزال ضمن عرضٍ نسائي بالكامل من تنظيم بوكسير على قناتي Sky Sports Main Event و Sky Sports+ في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

قالت برايس بعد الانتصار:

"القتال هنا الليلة، في هذا المكان التاريخي، إنه شيء لا يُصدَّق، لقد صنعنا التاريخ. لكن يجب أن أشكر تاشا، فهي أسطورة حقيقية."

و أضافت:

"كنت أعلم أن تاشا ستبدأ بسرعة، لذلك كان عليّ استخدام الزوايا، الخداع، و السرعة. هذا ما جعلني أفوز بالأولمبياد، و هذا ما سيجعلني أحقق المجد في عالم الاحتراف."

و مع استعداد بطلة منظمة الملاكمة العالمية (WBO) ميكايلا ماير (20 انتصارًا، 2 هزيمة، 5 بالضربة القاضية) للدفاع عن لقبها ضد البطلة السابقة ساندي رايان (7 انتصارات، 2 هزيمة، 1 تعادل، 3 بالضربة القاضية) في 29 مارس في لاس فيغاس، تبدو المواجهة بين البطلات الأولمبيات على لقب بطلة الوزن بلا منازع أقرب من أي وقت مضى، خصوصًا بعد العرض الاستثنائي الذي قدمته لورين برايس في هذه الليلة التاريخية.

و عن مستقبلها، قالت برايس بحزم:

"أريد مواجهة الفائزة من (ماير-رايان 2) بنسبة 100٪، و أتمنى أن يكون النزال في كارديف. تاشا هي الأفضل في هذه الفئة، و أنا مؤمنة تمامًا بأنني سأصبح البطلة بلا منازع، و أتبع خطى كاتي تايلور، بطلة الأولمبياد و العالم بلا منازع."

شهدت ناتاشا جوناس واحدة من أكثر اللحظات صخبًا في أولمبياد لندن 2012، عندما واجهت كاتي تايلور وسط ضجيج بلغ 113.7 ديسيبل في قاعة ExCeL Arena. لكن هذه الليلة، في قاعة رويال ألبرت، خلق الجمهور أجواءً قد تفوق تلك الليلة الشهيرة.

رافقت الأسطورة البريطانية جين كاوتش MBE جوناس إلى الحلبة، حاملةً معها لقبي IBF و WBC، في لفتة تكريمية مناسبة لإحدى رائدات الملاكمة النسائية في بريطانيا، في ليلة تمثل علامة فارقة في تاريخ الملاكمة النسائية.

و كان هذا أول نزال نسائي يتصدر عرضًا رئيسيًا في قاعة رويال ألبرت، و هو مكان تاريخي للملاكمة، مما أضفى طابعًا احتفاليًا على الليلة التي تزامنت مع اليوم العالمي للمرأة.

لكن الأجواء الاحتفالية لم تمتد إلى النزال نفسه، حيث دخلت الملاكمتان مباشرة في أجواء التحدي منذ الجولة الأولى. أطلق الجمهور الويلزي هتافات صاخبة عندما وجهت بطلة WBA لورين برايس مجموعة من الخطافات اليمينية القوية، مما منحها التفوق في الجولة الافتتاحية.

على الرغم من خبرتها الكبيرة وخوضها نزالات ضد أسماء بارزة مثل كاتي تايلور و ميكايلا ماير، وجدت جوناس نفسها تحت ضغط شديد في الجولة الثانية، حيث تعالت أصوات الجماهير و هي تهتف باسم "برايسي" في القاعة.

قبل نهاية الجولة بـ 20 ثانية، أصابت برايس خصمتها بخطاف قوي جعلها تتمايل، مما منحها تفوقًا واضحًا. بدا و كأنها لا تستطيع أن تخطئ باستخدام الخطاف الأيمن، الذي وجّهته بدقة مذهلة طوال النزال.

استمر السيناريو ذاته في الجولات الثالثة و الرابعة، حيث كافحت جوناس للعثور على أي فرصة هجومية، بينما كانت برايس تفرض إيقاعها بأسلوب ضغط محسوب. في الجولة الخامسة، أبدت جوناس بعض التحسن، لكن برايس أنهت الجولة بقوة، عندما وجهت خطافين مباشرين كادا أن يسقطا جوناس أرضًا.

رغم أن النزال كان على ثلاثة ألقاب في وزن الويلتر، إلا أنه يجب ملاحظة أن برايس حققت ذهبية الأولمبياد في الوزن المتوسط، بينما تنافست جوناس في الوزن الخفيف خلال حملتها الأولمبية في 2012. بدا واضحًا أن هذا الفارق في الحجم و القوة البدنية لعب دورًا في سيطرة برايس على مجريات اللقاء.

لكن العامل الحاسم لم يكن القوة وحدها، بل السرعة و المهارة التي أظهرتها برايس، مما جعلها تبدو كملاكمة لا يمكن إيقافها و هي تجمع النقاط جولة بعد أخرى.

و رغم تفوق برايس الواضح، إلا أن جوناس أظهرت صلابة كبيرة، و رفضت الاستسلام رغم الضغط الهائل الذي لم تواجهه من قبل في 19 نزالًا احترافيًا سابقًا.

عندما قرع الجرس معلنًا نهاية النزال، ابتسمت جوناس في لحظة احترام متبادل، و بعد أشهر من التصريحات النارية بينهما، تبادلت الملاكمتان العناق.

كانت ليلة خاصة لكليهما، لكن بناءً على هذا الأداء، يبدو أن برايس أمامها مستقبل مشرق للغاية في الملاكمة النسائية.