عاد تيم تسزيو إلى سكة الانتصارات بتحقيق فوز متماسك، وإن لم يكن لافتًا، بقرارٍ نقطي من عشر جولات على أنتوني فيلاسكيز الأسبوع الماضي.

بطل العالم السابق في وزن المتوسط الخفيف (26 فوزًا – 3 هزائم، 18 بالضربة القاضية) مرّ بفترة قاسية على مدار العامين الماضيين، تلقّى خلالها ثلاث هزائم بارزة في نزالات على لقب عالمي، اثنتان أمام حامل حزام الـWBC سيباستيان فوندورا، وأخرى أمام بطل الـIBF باخرام مرتزاليف.

وتخللت تلك الخسائر خارج الديار انتصارات متباينة على أرضه في أستراليا أمام خصوم أميركيين جرى اختيارهم بعناية، بدايةً مع جوزيف سبنسر (20 فوزاً- هزيمتان، 11 بالضربة القاضية)، وصولًا إلى فيلاسكيز (18 فوزاً- هزيمة واحدة- تعادل واحد، 15بالضربة القاضية)، ضمن حملة مزدحمة بالأحداث خلال عام 2025.

بعد هزيمته القاسية بالإيقاف في الجولة السابعة أمام فوندورا يوم 19 يوليو، أقدم تسزيو على تفكيك فريقه بالكامل وإعادة بنائه من الصفر، فاستعان بمديرين جديدين، وأدخل بطل العالم متعدد الأوزان جيف فينيش في دور استشاري، كما عيّن الكوبي بيدرو دياز مدربًا رئيسيًا جديدًا.

وبعد أن أشرف دياز على تتويج نويل ميكائيليان بلقب الـWBC لوزن الكروزر على حساب بادو جاك في نزال الإعادة ليلة السبت الماضية، وصل المدرب الكوبي إلى سيدني في وقتٍ ضيق، ليصبح حضوره — إلى جانب الأداء الحذر لتسزيو — محورًا لجدل واسع عقب النزال.

كان من المقرر أن يواجه زرافا تيم في يوليو 2021، لكنه سيلاقي الآن شقيقه الأصغر نيكيتا، المصنّف سادسًا عالميًا لدى الـIBF، بصفته النجم الأبرز في عرض No Limit المقرر إقامته يوم 16 يناير.

تولّى حامل اللقب السابق في وزن 140 رطلاً، ليام بارو، مهمة التعليق قبل نزاله ضمن تصفيات الـIBF المؤهلة للقب الوزن المتوسط أمام بادي دونوفان، في حين كان زرافا جزءًا من طاقم التحليل في البث، حيث طُرحت عليه أسئلة حول آرائه ولم يتردد في التعبير عنها خلال فقرة ما بعد النزال.

وقال زيرافا:

«كان من المفترض أن يُنهي [فيلاسكيز] خلال ثلاث جولات. هذه أسوأ نسخة من تيم؛ ما زال يبدو وكأنه لا يعرف تمامًا ما الذي يفعله. لم يتمكن من حسم النزال، وكان يتنقّل كثيرًا دون أن يضغط أو يطلق اللكمات. أعلم أن الكلام أسهل من الفعل، لكنني أشعر بأن تيم السابق كان أفضل».

وأضاف:

«آمل أنهم يجرون تغييرات حقيقية، لأن القتال بهذه الطريقة لن يعيدك إلى القمة. لا أقول هذا بدافع الكراهية، بل بدافع حب الملاكمة. من الخارج، هناك ملاكمون شرسون، وإذا قدمت مثل هذا الأداء فلن تصمد».

زيرافا (34 فوزًا – 5 هزائم، 22 انتصارًا بالضربة القاضية)، وهو متحدٍّ سابق على لقب العالم، أقرّ بتحيّزه ضد تسزيو في ظل الخصومة المحلية الطويلة بينهما، لكنه شدّد على أن معسكرًا تدريبيًا لا تتجاوز مدته شهرين مع دياز لن يُحدث تحولًا فوريًا، مؤكدًا أن على الفريق رفع مستوى الأداء مع دخول عام 2026.

وفي السياق ذاته، تواصل بطلا العالم الجديدان زاندر زاياس و عباس بارو – اللذان سيوحدان لقبي الـWBO والـWBA في وزن المتوسط الخفيف يوم 31 يناير في بورتوريكو – مع فريق تسزيو، بحثًا عن احتمال خوض دفاع طوعي عن اللقب في عام 2026.

ورغم أن العودة السريعة إلى نزالات القمة العالمية تبدو مبكرة في ظل إشراف دياز، لا سيما بعد أداء الأسبوع الماضي، فإن تسزيو عبّر عن رغبته في البقاء نشطًا، متحدثًا عن اهتمامه بالقتال مجددًا في موعد متداول يوم 28 فبراير في لاس فيغاس.

ورغم أن هذا الإطار الزمني يبدو غير واقعي، فإنه يعكس تعطّشه للعودة إلى دائرة الكبار في فئة تزخر بالخيارات والتحديات. ومع كل الحديث عن تعديل أسلوبه وتجنّب المخاطرة، فإن أي خسارة جديدة في هذه المرحلة من مسيرته، وهو في سن 31 عامًا، قد تكون حاسمة لمستقبله المهني.

واختتم زيرافا حديثه قائلًا:

«لا أحمل أي ضغينة تجاهه. كنت أتمنى أن يخرج ويوجّه رسالة قوية، لأن ذلك كان سيصنع نزالًا أكبر بيننا أو يفتح الباب أمام بطل أسترالي آخر، لكنني لم أُعجب بما رأيت. كان صبورًا أكثر من اللازم، يقاتل على السرعة الأولى ولا يعرف كيف ينتقل منها»..

وأضاف:

«شهران لا يكفيان. الأمر أشبه بمحاولة الكتابة باليد اليسرى وأنت أيمن. يحتاج إلى وقت أطول بكثير لتطبيق أفكار المعسكر الجديد، وكان من الواضح أن ذلك لن يحدث الآن. فيلاسكيز – مع كامل الاحترام – ليس في مستوى تيم، ومع ذلك كان يُسدد لكمات قوية. تيم كان أقل نشاطًا، أقل هيمنة، وكنت أنتظر منه أكثر».