ماكسي هيوز لا يزال يضع نصب عينيه الحصول على فرصة لخوض نزال على أحد الألقاب العالمية الكبرى في وزن الخفيف قبل أن يُنهي مسيرته.

هيوز (28 فوز – 7 هزائم – 2 تعادل، 6 بالضربة القاضية) قدّم أداءً رائعًا عندما تفوق على الإيرلندي غاري كالي في ديسمبر الماضي، ويستعد للعودة إلى الحلبة في مواجهة آرتشي شارب (25 انتصارا -1 هزيمة، 9 بالضربة القاضية) في ملعب كيبموت في دونكاستر يوم 23 مايو.

وإذا خرج منتصرًا، فإن الملاكم البالغ من العمر 35 عامًا سيبدأ بتركيز اهتمامه على المشهد العالمي.

ففي مدينة نيويورك يوم 12 يوليو، سيخوض بطل العالم في وزن الخفيف بحسب تصنيف مجلس الملاكمة العالمي (WBC)، شاكور ستيفنسون، نزالًا مرتقبًا ضد المكسيكي غير المهزوم ويليام سيبيدا، وذلك في ثالث أمسية تنظمها مجلة "ذا رينج" لهذا العام.

وكان هيوز قد سافر في مارس الماضي إلى لاس فيغاس لمواجهة سيبيدا في نزال مؤهل لألقاب الـIBF والـWBA.

في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى سيبيدا على أنه القوة الصاعدة في وزن الخفيف، وقد فرض هيمنته سريعًا على هيوز، الذي بدا بعيدًا عن مستواه، مما دفع ركنه إلى إنهاء النزال بعد الجولة الرابعة.

لا يزال سيبيدا (33 انتصارا بدون هزيمة، 27 بالضربة القاضية) غير مهزوم، لكن مواجهتيه الأخيرتين – واللتين كانتا متقاربتين – ضد البطل السابق للـIBF تيفين فارمر، أظهرتا بعض نقاط الضعف التي يعرف الملاكمون المهاريون مثل ستيفنسون (23 انتصارا بدون هزيمة، 11 بالضربة القاضية) كيف يستغلونها جيدًا.

ومع ذلك، تبقى مشاكل يد ستيفنسون المتكررة مصدر قلق حقيقي، إذ يشكل تحديًا كبيرًا أن يتحكم في خصم عنيف وهجومي مثل سيبيدا من دون الاعتماد على سلاح قوي.

هيوز يجد هذا النزال مثيرًا للاهتمام.

وقال لمجلة ذا رينج ضاحكًا:

"أتذكر أنني تحدثت مع فريقي بعد ما أنهاني سيبيدا. كنا جالسين في غرفتي في الفندق نأكل بيتزا، وقلت لهم إنني أعتقد أنه سيتخطى شاكور بسهولة."

"من الواضح أنه وحش نوعًا ما، لكن بعد ما رأيناه أمام تيفين فارمر، ظهرت بعض الثغرات في درعه، لذا أنا أميل لترجيح كفة شاكور ليُتفوق عليه بالملاكمة، لكن إن كان شاكور لا يملك قوة ضربة كبيرة – كما هو واضح – فقد لا يتمكن من ذلك."

"ربما سيبيدا يقول: ‘تعرف ماذا؟ سأتلقى بعض هذه اللكمات لأدخل عليه وأجعل النزال عنيفًا.’ لم نشاهد شاكور من قبل وهو تحت هذا النوع من الضغط، ولا نعلم إن كان قادرًا على التعامل معه. إذا تمكن من إبعاد سيبيدا لـ 12 جولة، فله كل التقدير، لكن سيبيدا خصم صعب. أنا أميل لترجيح فوز شاكور بالنقاط، لكن أريد أن أرى إن كان سيبيدا سيتمكن من الاقتراب منه."

الخسارة أمام سيبيدا أنهت سلسلة تألق رائعة لهيوز.

فخلال عامين، حقق الملاكم البالغ من العمر 34 عامًا ستة انتصارات متتالية، كل منها أكثر أهمية وتألقًا من سابقه، حصد خلالها لقبي بريطانيا والـIBO في وزن الخفيف، ونال فرصة مستحقة لإثبات نفسه على الساحة العالمية أمام البطل السابق الموحد والمصنف من مجلة "ذا رينج"، جورج كامبوسوس.

في يوليو 2023، خاض الاثنان نزالًا في أوكلاهوما، ورغم أن الأسترالي خرج فائزًا بقرار أغلبي مثير للجدل، فإن أداء هيوز نال إشادة كبيرة، وأبقاه ضمن دائرة المنافسة في وزن الخفيف.

بدلًا من نزال الإعادة الذي كان يستحقه، وُضع هيوز في مواجهة صعبة أمام سيبيدا المتقدم بقوة، وقد زادت الأمور تعقيدًا بسبب مشاكل تأشيرة الدخول الخطيرة التي واجهها قبل النزال بأسبوعين.

فبعد وصوله إلى نيفادا، اضطر للعودة إلى بلاده فورًا بمفرده، وقضى أيامًا مرهقة في محاولة تنظيم جدول تدريب مؤقت بينما كان ينتظر حل المشكلة.

وفي نهاية المطاف، وصل إلى لاس فيغاس قبل النزال بأربعة أيام فقط.

رؤية ملاكم أعسر ومهاري مثل فارمر وهو يزعج سيبيدا كثيرًا عززت من قناعة هيوز بأنه لم يُظهر أفضل ما لديه في النزال السابق. وإذا تجاوز آرتشي شارب ونجح سيبيدا في مفاجأة ستيفنسون، فإنه يتمنى أن يحظى بفرصة جديدة لمواجهته.

وقال:

"إذا توافقت الظروف، واستعديت بشكل جيد، فأنا أرغب في تلك الفرصة مجددًا."

"لطالما قلت إنني لا أستخدم [مشكلة السفر] كعذر. أنا من قرر الدخول إلى الحلبة. كان يمكنني الانسحاب وتأجيل النزال، لكنني قلت إنني بخير، وهذا يُسقط العذر. ومع ذلك، أود فعلًا أن أواجهه مجددًا."

"إذا فاز على شاكور، سيكون ذلك مثاليًا. دعه يخوض أول دفاع عن لقبه ضدي. لقد أعدت بناء نفسي، وسأكون ضمن تصنيف WBC، وسأكون قد استحققت تلك الفرصة عن جدارة وأثبتُّ نفسي من جديد، وآمل أن يتم الأمر."

ظهور السعودية في عالم الملاكمة جلب معه رغبة مرحب بها في توحيد الألقاب، والاعتراف ببطل واحد في كل فئة وزن.

ورغم أن وزن الخفيف (135 رطلاً) مليء بالمواهب، إلا أنه يظل من أكثر الفئات تشتتًا في عالم الملاكمة. وقد ألقى هيوز نظرة على المشهد الحالي، ولا يرى أي بوادر لتوحيد الألقاب قريبًا.

هيوز يحتل مركزًا ضمن المراكز الـ15 الأولى في تصنيفات WBC، WBA وIBF، وإذا واصل الفوز، فإن وضعية الألقاب المشتتة حاليًا قد تصب في مصلحته، وتعزز فرصته في نيل فرصة كبرى على لقب عالمي.

“قال هيوز:

"سأكون سعيدًا بمواجهة الفائز، لأنني لا أعتقد أن نزال توحيد الألقاب سيحدث."

"لدينا [بطل الـWBA] 'تانك' ديفيس، الذي يتبع لـPBC، ويبدو أنه يختار أبطال وزن السوبر فيذر ليرتفعوا إلى وزن الخفيف، رغم أن لامونت روتش يُعتبر ملاكم خفيف جيد أيضًا، لكن هناك تعقيدات بسبب التعاون بين مختلف الجهات الترويجية."

"أما [بطل الـWBO] كيشون ديفيس وشاكور، فقد قالا إنهما لن يتقاتلا أبدًا لأنهما صديقان مقرّبان، و[بطل الـIBF] فاسيلي لوماتشينكو مصاب حاليًا."

"لا أظن أننا سنشهد نزال توحيد ألقاب، لذلك آمل أن أحصل على فرصتي هذا العام. ما زلت أعمل مع لو ديبيلا، وهو شخص لديه علاقات واسعة، وآمل أن يتمكن من إدخال اسمي في النقاشات، ويتحدث مع الأطراف كلها ليحصل لي على تلك الفرصة."