رغم أن
ليو أتانغ احتاج إلى خمس دقائق فقط للتخلص من أول خصمين في مسيرته الاحترافية، فإن ما جذب الأنظار حقاً هو هدوؤه وصبره داخل الحلبة.
ففي يوليو الماضي،
أنهى أتانغ نزال ميلين باونوف سريعاً، وليلة السبت أطاح بـ كريستيان أوواكا من الجولة الأولى.
ورغم أن نتائجه على الورق قد تبدو عادية، أو حتى متوقعة، فإن الأسلوب الهادئ والمحسوب الذي أظهره الملاكم الشاب من يورك (2 انتصار – دون هزيمة، كلاهما بالضربة القاضية) هو ما جعله محط الأنظار.
قد يتمكن أي ملاكم وزن ثقيل محترف من إحداث دويّ مدوٍ على كيس الملاكمة داخل الصالة، لكن الاختبار الحقيقي يظهر عندما يواجه خصماً يرد الهجوم، ولا يُمنح الوقت الكافي لتثبيت أقدامه وتقدير المسافة.
الكثير من الملاكمين الشباب في الوزن الثقيل يحققون سلسلة انتصارات سريعة على خصوم ضعفاء، لكنهم يتوقفون عند أول اختبار حقيقي أمام منافسين أذكى وأكثر خبرة.
ورغم أننا لا نعرف بعد كيف سيتعامل أتانغ أمام خصوم أقوى وأكثر خبرة، إلا أنه أظهر بالفعل مواهب نادرة قد يستغرق تطويرها سنوات لدى آخرين.
قال أتانغ لـ DAZN بعد فوزه:
"أنا والفريق عملنا بوضوح على التزام الهدوء، البحث عن الثغرات، وعدم الاندفاع. وعندما وجدت اللحظة المناسبة، هاجمت في التوقيت الصحيح."
اللافت أن أتانغ دخل عالم الاحتراف من دون أن يخوض أي نزال على مستوى الهواة الكبار، و مع ذلك سرعان ما بدأ يُقارن بأسماء لامعة مثل فرانك برونو، بطل الـWBC في الوزن الثقيل سابقاً، و
أنطوني جوشوا، البطل الموحّد مرتين.
لم يقع أتانغ في فخ السعي المفرط وراء لفت الأنظار، كما أن ضغط التوقعات لم يثقل كاهله. بل ظهر مسترخياً، يستمتع بكل لحظة في مسيرته كملاكم محترف."
وقال: "بالطبع كنت متوتراً، فهذا يعني لي الكثير. الملاكمة هي حياتي. هي في مقدمة ذهني وفي خلفيته، بل في كل مكان. لذلك أنا دائماً مركز عليها. ومع كل من جاء لدعمي الليلة، كان علي أن أُقدّم أداءً يليق بهم ويجعلهم يشعرون أن أموالهم لم تذهب سدى."
نجاحات أتانغ المبكرة ستؤدي حتماً إلى
مقارنته بالموهبة الصاعدة مويسس إيتاوما، وربما يطالب البعض بتسريع مسيرته نحو القمة. لكن أتانغ لا يسمح لنفسه بالانجراف وراء الضغوط، فهو يدرك أن أمامه طريقاً طويلاً.
وعندما سُئل عن خطوته التالية أجاب:
"كل ما أحتاجه هو الاستمرارية. سأعود مباشرة إلى الصالة يوم الإثنين لأعمل بجد وأعالج الأخطاء التي ارتكبتها الليلة. ما زلت بعيداً عن النسخة الكاملة التي أطمح إليها، لكننا، بعون الله، نقترب منها خطوة بخطوة كل يوم."