في مارس 2018، كان كيرون كونواي، الذي لم يُهزم بعد، يستعد لنوع من الاختبارات المبكرة التي يمكن أن تحدد بشكل قاسٍ مسار مسيرته المهنية كلاعب شاب.

في ذلك الوقت، كان سجل كونواي(6 انتصارات – 0 هزائم)، وقد وافق على مواجهة كريس "فت بوي" موناخان، الشاب الطموح الذي خسر نحو 85 رطلاً من وزنه، ودخل الحلبة بسجل(6 انتصارات – 1 هزيمة – 1 تعادل) وحلم بأن يصنع اسمه. بعيدًا كل البعد عن الأضواء والكاميرات، اجتاز كونواي هذا الاختبار بنجاح بعدما أنهى النزال بالضربة القاضية في الجولة السابعة.

بعد 15 شهرًا، تعادل مع تيد تشيزمان في نزال على لقب بريطانيا للوزن المتوسط الخفيف. ومنذ ذلك الحين، شارك في اثنين من النزالات ضمن بطاقات كانيلو ألفاريز في الولايات المتحدة، وفي 17 مايو، أنهى نزال جيروم واربورتون في أربع جولات ليُتوج أخيرًا ببطولة بريطانيا في فئة وزنية جديدة هي 160 رطلاً.

أما "فت بوي"، فلم يصعد إلى الحلبة مرة أخرى.

هذا الأسبوع، يتصدر كونواي(23 انتصارًا – 3 هزائم – 1 تعادل، 7 انتصارات بالضربة القاضية) أمسية تبث على DAZN عندما يدافع عن لقبي بريطانيا والكومنولث أمام الموهوب جورج ليدارد(12 انتصارًا – 0 هزائم، 7 بالضربة القاضية) في صالة يورك هول بلندن.

وقال كونواي لمجلة "ذا رينج":

"يبدو وكأن الأمر استغرق دهراً".

"من النزال في الفنادق والمسارح الصغيرة بعيدًا عن الكاميرات، نعم، إنه أمر جنوني. لكن بالنسبة لي، كان هذا دائمًا جزءًا من الرؤية. أما للآخرين، فربما كان من الصعب تصديقه بالتأكيد."

ورغم أنه لا يزال في التاسعة والعشرين من عمره، فإن كونواي عاش تجارب داخل الحلبة تفوق ما مر به كثيرون في مسيرتهم.

في مايو 2021، أوقف كانيلو ألفاريز خصمه بيلي جو سوندرز أمام 73 ألف متفرج في ملعب AT&T في تكساس. وبينما كانت المدرجات الضخمة تمتلئ، خسر كونواي بقرار منقسم من 10 جولات أمام الملاكم الفرنسي العالمي سوليمان سيسوكو.

في العام التالي، خسر كيرون كونواي بالنقاط على مدار عشر جولات أمام أوستن "آمو" ويليامز، وذلك في النزال التمهيدي للمواجهة الثلاثية بين كانيلو ألفاريز وغينادي غولوفكين في لاس فيغاس.

العديد من الملاكمين كانوا سيتوارون عن الأنظار بعد خسارة كهذه، غير قادرين على تحفيز أنفسهم للقيام بالصعود الشاق مجددًا نحو المستوى الأعلى للمرة الثالثة.

لكن كونواي لم يذهب إلى أي مكان. فمنذ تلك الهزيمة، حقق خمسة انتصارات متتالية، وظهر – بحسب كثيرين – في أفضل حالاته خلال الجولات الأربع التي أمضاها في تفكيك خصمه جيروم واربورتون. وإذا تمكن من تجاوز جورج ليدارد هذا الأسبوع، فسيكون قد كسب عن جدارة فرصة جديدة في الأضواء وعلى الساحة الكبرى.

وقال كونواي:

"أعتقد أنني أُظهر تطورًا في كل نزال أخوضه، وما زلت بعيدًا عن الوصول لقمة جاهزيتي البدنية. أؤمن أن الأفضل لم يأتِ بعد."

"أحب أن أتعلم من كل نزال، سواء فوز أو خسارة، لأنني أقول دائمًا: أنت لست جيدًا بقدر ما تظهره انتصاراتك، ولست سيئًا بقدر ما تعكسه خسائرك، لذلك يجب أن تعود وتشاهد الأمور بعين ناقدة."

"الكثير من الناس يشاهدون نزالاتهم التي فازوا بها، ويركزون فقط على ما فعلوه بشكل جيد. وحتى عند مشاهدة الخسائر، يحاولون البحث عن لحظات إيجابية فقط، لكنني أراجع كل شيء، وأشاهد النزال مرات ومرات، أبحث عن تفاصيل مختلفة. أعتقد أن هذا هو سبب تحسني في كل نزال."

في فترة من الفترات، كان كونواي يعتقد أنه سيخوض نزالًا على لقب أوروبا للوزن المتوسط قبل نهاية عام 2025، لكنه، وبعد أن شق طريقه مجددًا إلى الواجهة بشق الأنفس، لم يسمح لأي شيء أن يشتت تركيزه خلال التحضيرات لمواجهة هذا الأسبوع.

حتى الان ، اجتاز جورج ليدارد، الواثق من نفسه، جميع التحديات التي وُضعت أمامه. فقد تفوق بسهولة على خصوم من مستوى أقل، لكنه أظهر أيضًا استعداده لتحمّل المشقة والانغماس في نزال صعب، كما حدث عندما صمد ديريك أوسازي أمام هجومه المبكر وجرّه إلى عشر جولات شاقة.

لكن كيرون كونواي يُعد قفزة كبيرة في مستوى المنافسة بالنسبة لليدارد البالغ من العمر 23 عامًا. فهو لا يُعد فقط الخصم الأفضل فنيًا وبدنيًا الذي يواجهه ليدارد منذ دخوله عالم الاحتراف، بل هو أيضًا مقاتل يتمتع بإصرار حاد على بلوغ مستويات أعلى وتحقيق إنجازات أكبر.

وقال كونواي:

"السبب الوحيد الذي يمكنني تخيّله لاختيارهم خوض هذا النزال في هذا التوقيت، هو أنهم يرونه كالتالي: 'لو خسرت، فخسارتي جاءت أمام كونواي، بطل بريطانيا. لقد شارك في نزالات تحت بطاقات كانيلو، وحقق هذا وذاك، وله خبرة طويلة'."

"أعتقد أنه يرى أن الخسارة أمامي لن تكون كارثية، لأن كل الأعذار موجودة سلفًا. غير ذلك، لا أجد سببًا لاختيارهم هذا النزال بالذات."

وأضاف:

"ليس لأنني أقلل منه إطلاقًا. أعلم أنه شاب، نشيط، سريع، وجائع للنجاح. أنا واثق من نفسي، لكن أعتقد أنه واثق أكثر مما ينبغي."