بعد جولة طويلة في تكساس وطوكيو...
كيرون كونواي يتوج ببطولة بريطانيا ويصوّب أنظاره نحو العرش الأوروبي
بعد مسيرة مليئة بالتحولات والانعطافات، تضمنت محطات في ولايتي تكساس ونيفادا الأمريكيتين، وأخرى في اليابان، حقق كيرون كونواي أخيرًا حلمًا طال انتظاره: التتويج بلقب بريطانيا في الوزن المتوسط. والآن، يطمح ابن نورثهامبتون لأن يكون هذا التتويج مجرد بداية نحو مجد أكبر على الساحة الأوروبية وربما العالمية.
كونواي(23 انتصارا -3 هزائم - تعادل واحد ، 7 بالضربة القاضية) خاض معركة من 12 جولة ضد تيد تشيزمان في يونيو 2019 انتهت بالتعادل المنقسم، بعد أسبوعين فقط من خسارته الأولى كمحترف أمام ديريك أوسازي بقرار منقسم أيضًا. ومع ذلك، واصل صعوده، واكتسب خبرات ثمينة من تلك التحديات.
في 17 مايو الماضي، ظهر كونواي على حلبة أمسية جوني فيشر ضد ديف ألين، حيث قدّم أداءً قويًا
أنهى به المواجهة في الجولة الرابعة أمام الويلزي
جيروم واربورتون. قال كونواي لمجلة ذا رينج:
"نفّذت الخطة بدقة. كنت أعلم تمامًا ما سيفعله جيروم، وبعد الجولة الثالثة قررت الضغط وإنهاء الأمر، وقد فعلت ذلك بالضبط."
وأضاف:
"يداه كانتا ملاصقتين لرأسه، فواصلت الضرب عليهما، ثم تحركت نحو الجسد، وبعدها جاء الحسم — كان تنفيذًا لما تدربنا عليه حرفيًا."
بالعودة إلى عام 2015، حين أصبح نيك بلاكويل أصغر من يحقق لقب بريطانيا في وزن 160 رطلاً بعد فوزه على جون رايدر، تغيّر اللقب بين ثمانية ملاكمين مختلفين. والآن، أصبح كونواي البطل التاسع، بعدما كان قد تنقل بين الأوزان حتى عام 2021.
وتابع:
"هذا هو الجزء الجميل. لقد طال انتظاره. تخطيت هذه الفرصة أكثر من مرة، قبلت بعروض التنازل لأخوض نزالات أخرى. خضت نزالات في تكساس، لاس فيغاس، اليابان، وكان الوقت قد حان لأجلب هذا الحزام إلى نورثهامبتون."
كونواي سبق أن أسقط الفرنسي
سليمان سيسوكو في جولة متأخرة خلال نزال أقيم ضمن
أمسية كانيلو ألفاريز ضد بيلي جو ساوندرز في مايو 2021، لكنه لم يقم بما يكفي في الجولات الأولى ليقلب الحكم لصالحه، وخسر بقرار نقاط. وفي سبتمبر 2022، خسر مرة أخرى أمام أوستن "آمو" ويليامز على بطاقة نزال كان يترأسه أيضًا ألفاريز، بعد أن سقط في الجولة قبل الأخيرة.
بعد 16 شهرًا، عاد كونواي للظهور على بطاقة أخرى
يتصدرها بطل العالم الموحد في وزن المتوسط الفائق، كانيلو ألفاريز، حيث سقط في الجولة قبل الأخيرة خلال نزال من 10 جولات، انتهى بخسارته بقرار نقاط أمام
أوستن "آمو" ويليامز.
منذ ذلك الحين، انتقل سليمان سيسوكو(18 انتصارا بدون هزيمة، 9 بالضربة القاضية) إلى فئة وزن أقل، وأصبح المصنف الثاني عالميًا في وزن الويلتر بحسب تصنيف المجلس العالمي للملاكمة (WBC). في المقابل، سيخوض أوستن "آمو" ويليامز(18 انتصارا -هزيمة واحدة، 12 بالضربة القاضية) — والمدعوم من ماتش روم —
نزالًا حاسمًا نهاية الأسبوع المقبل أمام الإيطالي غير المهزوم إيتينوسا أوليها(21 انتصارا بدون هزيمة، 9 بالضربة القاضية) في تصفية نهائية على لقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) لتحديد التحدي الإلزامي الأول.
عند النظر إلى الأمر ببساطة، نجد أن كيرون كونواي قد أحاط نفسه بمنافسين من أعلى طراز، ومن الطبيعي تمامًا أن يرغب في العودة إلى المستوى النخبوي، خاصة بعد أن قدّم أداءً مشرفًا رغم الهزائم التي تلقاها.
"تلك التجارب لا تُقدّر بثمن، نعم، أخفقت مرتين على المستوى العالمي، لكن بمجرد أن تتذوق ذلك المستوى، تدرك أنك بحاجة للعودة إليه. يجب أن أعود هناك، وهذا هو دافعي الكامل الآن. هذا الطموح لا يُقلل من قيمة هذا الفوز — لقب بريطانيا في وزن المتوسط كان دائمًا يحمل أهمية تاريخية لكثير من الملاكمين، ولي أنا أيضًا — لكن نعم، الآن أنا أعرف تمامًا ما أريده."
إذًا، ليس دفاعًا عن اللقب البريطاني أمام المتحدي الإلزامي
جورج ليدارد إذن؟
"أنظر، اسمه يُذكر كثيرًا، لكن بالنسبة لي، هذا فيه شيء من قلة الاحترام وخطوة في الاتجاه الخاطئ. هو شاب صاعد ويلاحقني، لكن تركيزي سيكون على من يُوضع أمامي. أنا التالي في ترتيب المنافسة على لقب أوروبا من الاتحاد الأوروبي للملاكمة (EBU)، وهذا حزام ضخم، سأتحدث مع فريقي ونرى ما الخطوة القادمة."
عند عرض هذه التصريحات على فريق جورج ليدارد، جاءت ردودهم متفهمة للوضع، دون أي مشاعر سلبية تجاه الشريك السابق في الحلبات التدريبية.
قال توني سيمز، المدرب الرئيسي لليدارد، لمجلة ذا رينج:
"كيرون يمتلك خبرة كبيرة، وهو حالياً حامل اللقب البريطاني، لذلك لا يوجد أي شيء شخصي ضده. جورج فقط يريد النزال على الحزام."
وأضاف:
"لقد تدربا معًا في أكثر من مناسبة ويعرف كل منهما الآخر جيدًا من تلك الجلسات، وبالطبع الأمور تختلف داخل نزال رسمي، لكن لنرَ إن كانا سيتفقان على خوضه، لأن جورج يريد شرف التتويج البريطاني."
أما ليدارد نفسه، فقد أبدى تفهمه لرغبة كونواي في التقدم لمستوى أعلى بعد ليالٍ كبيرة خاضها في أمريكا، لكنه في الوقت نفسه طالبه بعدم عرقلة مسيرته.
قال ليدارد:
"الوضع غير محسوم حتى الآن، ومن الواضح أنه يريد لقب أوروبا، وأنا أتفهم تفكيره تمامًا — فقط لا تُبطئ تقدمي أو تعرقل طريقي. أنا مستعد لمواجهة أي أحد، سواء تخلّى عن الحزام أو خضنا النزال، أنا أريد تلك الفرصة. دينزل مش هيواجهه، صح؟ هو منتظر فرصة أخرى على لقب عالمي، وهذا حقه."
دينزل بنتلي، بطل بريطانيا ثلاث مرات(21 انتصارا -3 هزائم -تعادل واحد ، 17 بالضربة القاضية)،
لا يزال ثابتًا في سعيه للحصول على نزال إعادة أمام
جانبيك أليمخانولي، بصفته المصنف الأول في تصنيف منظمة WBO.
لا توجد أي مستجدات حتى الآن بشأن موعد عودة البطل الموحد غير المهزوم في وزني WBO وIBF، جانبيك أليمخانولي، رغم أن
مدير أعماله إيجيس كليماس صرّح لمجلة ذا رينج بأنهم يأملون في عودته إلى الحلبة مجددًا قبل نهاية الصيف، وذلك بعد فوزه بالضربة القاضية
في الجولة الخامسة على متحديه أناول نغاميسينغي في 5 أبريل الماضي.
دينزل بنتلي، الذي تفوّق بالنقاط على حامل اللقب البريطاني السابق براد بولز في 7 ديسمبر، تُوّج في تلك الليلة بلقب أوروبا (EBU) الذي كان قد تنازل عنه
حمزة شيراز.
وقد طُلِب مؤخرًا من بنتلي الدفاع عن ذلك اللقب أمام كيرون كونواي، بقرار من الاتحاد الأوروبي للملاكمة، مع تحديد موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق بين المعسكرين بحلول ظهر اليوم بتوقيت بريطانيا الصيفي، قبل الدخول في مناقصات مالية (purse bids).
وأفادت عدة مصادر لمجلة ذا رينج بأن محادثات استكشافية قد جرت بالفعل، لكن بما أن كلا الطرفين يتبع مروّجًا مختلفًا، فمن المرجح أن تتجه الأمور نحو خيارات بديلة.
كيرون كونواي يضغط علنًا لنزال أوروبي: "بطل بريطانيا والكومنولث الشهر الماضي... أوروبا تاليًا؟"
نشر كيرون كونواي منشورًا على إنستغرام قبل أسبوعين، اختصر فيه طموحه برسالة واضحة:
"الشهر الماضي بطل بريطانيا والكومنولث، أوروبا تاليًا؟"
مُرفقًا ذلك بالإشارة إلى مدير أعماله ومروّجه، في دعوة علنية لتسريع خطوته التالية نحو اللقب الأوروبي – سواء قرر دينزل بنتلي التنازل عنه أم لا.
الحديث عن مواجهة محتملة بين كونواي وبنتلي يعود إلى أوائل عام 2023، لكن صاحب الـ29 عامًا لا يريد تضييع الوقت الآن، خصوصًا بعد الزخم الكبير الذي ناله بتتويجه المحلي. ويأمل أن تواصل شركة Matchroom دعمه وتحريكه بذكاء، كما فعلت في محطات سابقة، حتى مع وجود منافسين شباب يطاردون مكانه.
قال كونواي:
"أرغب في العودة إلى الحلبة نهاية الصيف – أغسطس أو سبتمبر. النشاط مهم بالنسبة لي، خوض نزالين فقط في السنة ليس كافيًا، ثلاثة سيكون الأفضل. لكن عندما تبدأ السنة بنزال في مايو... فالأمر يتأخر كثيرًا. سآخذ وقتًا مع ابنتي، ثم أعود للعمل."
وبالفعل، بعد احتفاله بعيد ميلاد ابنته "أوفيليا" الأول، أوفى بوعده. فقد نشر هذا الأسبوع مقاطع له على مضمار الجري، يتدرب إلى جانب زميله في صالة الملاكمة، إيثان جيمس(13انتصارا -مقابل هزيمتان)، المصنف في وزن الولتر.
وفي انتظار الحسم بشأن اللقب الأوروبي، فإن كونواي لا ينتظر خلف الكواليس — بل يستعد، ويتحرك، ويُعلن نواياه بوضوح: العودة إلى القمة تبدأ الآن.