سيُحسم قريبًا لقب "أفضل ملاكم في هذا العصر" عندما يلتقي كانيلو ألفاريز و تيرينس “باد” كروفورد على ألقاب كانيلو الموحدة في وزن السوبر متوسط، يوم 13 سبتمبر على ملعب أليجيانت في لاس فيغاس، في نزال يبث عبر نتفليكس.

ألفاريز (63 انتصارًا – هزيمتان – تعادلان، 39 بالضربة القاضية) وكروفورد (41 انتصارًا – دون هزيمة، 31 بالضربة القاضية) هما بطلان عالميان في أربع فئات وزنية مختلفة، وقد حققا إنجاز التتويج بألقاب موحدة، مع بقائهما لسنوات طويلة في قمة قوائم باوند فور باوند.

كانيلو، ابن غوادالاخارا – المكسيك، توج بألقاب عالمية في أوزان: السوبر ويلتر، المتوسط، السوبر متوسط، و الخفيف الثقيل. بينما بدأ كروفورد من وزن الخفيف، ثم حصد ألقابًا في الخفيف المتوسط (140 رطل)، الويلتر (147 رطل)، والآن السوبر ويلتر (154 رطل).

كروفورد، المنحدر من أوماها – نبراسكا، نجح في توحيد الألقاب في وزني الخفيف والويلتر، بينما تمكن كانيلو من تحقيق الإنجاز نفسه مرتين في وزن 168 رطلًا.

ورغم الفارق الكبير في الوزن بينهما على مرّ السنوات، فإن ألفاريز سبق له أن واجه خصومًا يشبهون كروفورد في الأسلوب والحجم، وهو ما يمنحه تصورًا عن كيفية تعامله مع مثل هذا التحدي.

على مدار 15 عامًا، واجه كانيلو (طوله 1.71 م، مدى ذراعه 70.5 إنش) ستة ملاكمين ساوثبو، وخرج منتصرًا في جميعها (6 انتصاراً -دون هزيمة، 3 بالضربة القاضية).

تفاوتت هذه الانتصارات بين أداء مسيطر ضد جيمس كيركلاند و جون رايدر، ونزالات متقاربة جدًا أمام أوستن تراوت و إريسلاندي لارا.

أما كروفورد، فرغم امتلاكه القدرة على التبديل بين الوضعيتين، فإنه استقر في معظم مسيرته على القتال من وضعية الساوثبو، وهنا يُعد لارا وتراوت و بيلي جو ساوندرز الأقرب إلى أسلوبه

ما جمع هؤلاء الثلاثة هو القدرة على المحافظة على المسافة وإجبار كانيلو على المبادرة بالهجوم، ما فتح أمامهم فرصًا للصد و الهجوم المرتد مع الاستفادة من الدفاع وحركة القدمين لتفادي ضغط المكسيكي.

في عام 2014، تفوّق كانيلو على أوستن تراوت بقرار منقسم، ثم تغلّب على لارا بقرار إجماعي بعد 15 شهرًا. أما بيلي جو ساوندرز، فقد أسقطه بالضربة القاضية الفنية في الجولة الثامنة، ليحصد حزام الـWBO ويمهّد طريقه نحو التتويج كبطل موحّد.

كروفورد يتمتع بسرعة ملحوظة ستمنحه ميزة، شرط ألا يتأثر بصعوده إلى وزن 168 رطل. على عكس لارا وتراوت، يقاتل كروفورد باندفاع أكبر ويبقى في موقعه كثيرًا.

إن وجد المسافة مبكرًا، قد يفتح الباب أمام ضرباته المرتدة الثقيلة، لكنه في المقابل يخاطر بالتعرض لقوة كانيلو.

من الناحية الجسدية، يُشبه كروفورد (طوله 1.73 م، مدى ذراعه 74 إنش) كثيرًا لارا، الذي يتفوق عليه بإنش واحد في الطول وبـ 1.5 إنش في مدى الذراع. أما خارج وضعية الساوثبو، فتبدو أبعاد كروفورد أقرب إلى فلويد مايويذر (طوله 1.73 م، مدى ذراعه 72 إنش)، وهو نفسه من ألحق بكانيلو أول هزيمة في مسيرته عام 2013.

مايويذر حينها سيطر على النزال كاملًا وفاز بقرار أغلبي من 12 جولة، مؤكدًا أن الذكاء والخبرة يمكن أن يتغلبا على فارق القوة.

منذ مواجهتيه أمام تراوت ولارا عامي 2013 و 2014، اكتسب ألفاريز خبرة أكبر وقوة أوضح، لكنه عانى في مواجهة الملاكمين ذوي الحركة الأسرع بالقدمين، وهو ما كان له دور كبير في الطريقة التي جرى بها نزاله الأخير أمام بطل الـIBF السابق ويليام سكول.

كروفورد، كونه الأصغر حجمًا طبيعيًا، سيكون مطالبًا بالاعتماد على الحركة والمراوغة لتفادي ضغط المكسيكي. أما كانيلو، فعليه أن يبقي خصمه أمامه، عبر قطع الحلبة واستغلال ضرباته الشهيرة للجسم وخاصة الخطاف الأيسر، مع الضغط المستمر لإجبار كروفورد على التراجع.

لم يتمكّن لارا وتراوت وساوندرز من إسقاط كانيلو، لكنهم أظهروا كيف يمكن لملاكم ساوثبو أن يربكه. أما مايويذر، فقدّم الخطة الكاملة، متفوقًا عليه بمهارته الفنية و ذكائه رغم فارق الحجم.

الفائز في هذا النزال سيكون هو من يتمكن من التغلب على نقاط ضعفه أكثر من الآخر:

كروفورد يحتاج إلى الحركة المستمرة والسرعة ليحد من قوة كانيلو.

على كانيلو أن يفرض إيقاعًا أبطأ، ويجبر كروفورد على القتال من المسافة القريبة، حيث تفقد سرعته في اليدين والقدمين الكثير من فعاليتها.

إن نجح كانيلو في فرض أسلوبه، فقد يكون أول من يلحق الهزيمة بـكروفورد.