نيويورك — كايتي تايلور و أماندا سيرانو على موعد مع كتابة الفصل الثالث من ثلاثيتهما التاريخية، الليلة، في قاعة ماديسون سكوير غاردن بمدينة نيويورك.

لكن قبل هذا النزال المرتقب، تنتظر جماهير الملاكمة أمسية حافلة بالنزالات التمهيدية المثيرة.

تشهد البطاقة القتالية مشاركة أسماء بارزة في الملاكمة النسائية، مثل أليشا بومغاردنر، شانتيل كاميرون، سافانا مارشال، و إيلي سكوتني.

قدّمت الإسبانية جينيفر ميرندا أداءً قتاليًا أمام بطلة العالم الموحدة في وزن السوبر ريشة أليشا برومغاردنر، لكن القوة وحدها لم تكن كافية، حيث احتفظت "ذا بومب" بلقبها عبر فوز مستحق بقرار إجماعي بعد عشر جولات في النزال الرئيسي المساعد.

ظهرت برومغاردنر (16 فوزًا، هزيمة واحدة، و نزال بلا قرار – 7 بالضربة القاضية) بثقة وهدوء في أول جولتين، بينما حاولت ميرندا (12 فوزًا، هزيمة واحدة – 1 بالضربة القاضية) بأسلوبها غير التقليدي جرّها إلى مواجهة فوضوية، دون جدوى. ابتداءً من الجولة الثالثة، بدأت البطلة تزيد من إيقاعها بضربات مباشرة ومجموعات قصيرة من المسافات القريبة، حيث تفوقت بشكل واضح رغم فارق الحجم لصالح منافستها.

في الجولتين السادسة والسابعة، ازدادت هجمات ميرندا اندفاعًا وعشوائية، وردّت برومغاردنر بأفضل ما لديها من ضربات مرتدة، متفاديةً رأس منافستها القادمة نحوها بسرعة تُنذر بخطورة الاصطدام.

ورغم أن ميرندا لم تتوقف عن المحاولة، إلا أنها لم تملك القوة الكافية لإجبار برومغاردنر على التراجع، التي حافظت على جميع ألقابها في وزن 130 رطلاً بفضل بطاقات الحكام: 92-98 (مرتين) و 93-97.

في مفاجأة من العيار الثقيل في وزن السوبر متوسط، انتزعت شاداسيا غرين، بطلة WBO، فوزًا صعبًا بقرار منقسم على البريطانية سافانا مارشال، لتنتزع منها لقبي ذا رينج و الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF).

جاءت نتائج الحكام: 94-95 و 93-96 لصالح غرين (16 فوزًا، هزيمة واحدة – 11 بالضربة القاضية)، بينما منحت بطاقة واحدة مارشال الفوز 93-96. وتعد هذه الهزيمة الثانية في مسيرة مارشال (13 فوزًا، هزيمتان – 10 بالضربة القاضية)، حيث سبق أن خسرت أمام كلاريسا شيلدز.

بدأ النزال بتبادل عنيف للضربات، لكن كثيرًا من اللكمات العشوائية لم تصب أهدافها بدقة. سرعان ما ظهرت مشكلات التمسّك داخل الحلبة، مما دفع الحكم توماس تايلور لتحذير غرين مرتين في الجولة الثانية.

في الجولة الرابعة، تم خصم نقطة من غرين بسبب التثبيت، مما جعلها تتأخر على بطاقات الحكام. لكن الملاكمة القادمة من نيوجيرسي عادت بقوة في الجولة الخامسة، حيث وجّهت ضربات قوية لمارشال غيرت مجرى النزال.

وفي الجولة الثامنة، وجّهت مارشال واحدة من أقوى ضرباتها، حين أصابت وجه غرين بلكمة يمنى مباشرة، لكن غرين قابلتها بنظرة ثابتة دون أن تُظهر أي تأثر. ورغم قوة تلك الضربة وأهميتها في حساب الجولة، فإن النزال بقي متقاربًا، إذ تبادل الطرفان القتال بندية حتى اللحظات الأخيرة.

حافظت إيلي سكوتني، القادمة من لندن، على سجلها الخالي من الهزائم، واحتفظت بألقاب IBF وWBO و مجلة ذا رينج في وزن السوبر بانتم، بعدما تفوّقت على المكسيكية ياميليث ميركادو وانتزعت منها لقب المجلس العالمي للملاكمة (WBC)، وذلك في أول نزال ضمن البطاقة الرئيسية التي ضمّت أربعة نزالات.

ميركادو (24 فوزًا، 4 هزائم – 5 بالضربة القاضية) واجهت صعوبة منذ البداية في التعامل مع سرعة سكوتني (10 انتصارات دون هزيمة)، وحاولت أن تعوّض ذلك بهجمات عشوائية وعنيفة، لكنها لم تُجدِ نفعًا. فكلما هجمت، كانت سكوتني تبتعد بسرعة أو ترد عليها بهدوء وفعالية.

في الجولة الخامسة، ظهرت علامات الإحباط على ميركادو، في وقت عادت فيه سكوتني إلى الزاوية بجرح فوق عينها اليسرى، لكن ميركادو أنهت الجولة بجُرح خاص بها. وبقي السؤال مطروحًا: ماذا تحتاج ميركادو لتدخل أجواء النزال؟

الجواب لم يأتِ، واستمر التفوق لصالح سكوتني حتى النهاية. وجاءت بطاقات الحكام واضحة: 90-100، و 92-98 مرتين.

دخلت الأسترالية شيرنيكا جونسون الحلبة حاملةً لقب رابطة الملاكمة العالمية (WBA) في وزن البانتام، لكنها خرجت منها حاملة جميع الألقاب الكبرى بعد فوزها الساحق على شاريتا ميتكالف في الجولة التاسعة، لتحصد كذلك ألقاب الاتحاد الدولي (IBF)، والمجلس العالمي (WBC)، والمنظمة العالمية (WBO).

أنهى الحكم تشارلي فيتش النزال بعد مرور ثانيتين فقط من الجولة التاسعة، بعد أن رأى أن ميتكالف لم تعد قادرة على مواصلة القتال بأمان.

فرضت جونسون إيقاعها منذ البداية، وبدت الفجوة الفنية بينها وبين ميتكالف واضحة. فقد سقطت الأخيرة في الجولة الرابعة، وتعرضت لعدة ضربات قاسية خلال النزال، دون أن تُظهر مقاومة تُذكر. ومع تدهور حالتها، راقب الحكم والطبيب عن كثب الوضع داخل الحلبة، قبل أن يتخذا قرار الإيقاف رغم اعتراض ميتكالف.

عزّزت شانتيل كاميرون آمالها في خوض نزال ثالث أمام كايتي تايلور، بعدما حققت فوزًا واضحًا بقرار إجماعي من الحكام على جيسيكا كامارا، في دفاعها عن لقب WBC المؤقت في وزن خفيف الويلتر.

بطاقات الحكام كانت: 91-99، 92-98، و 91-99 لصالح كاميرون (21 فوزًا، هزيمة واحدة – 8 بالضربة القاضية).

دخلت كامارا (14 انتصارًا، 4 هزائم، وتعادل واحد – 3 بالضربة القاضية) النزال بثقة، وواجهت كاميرون دون أن تتراجع خطوة. إلا أنها اصطدمت بإصرار الملاكمة البريطانية على القتال من المسافة القريبة، ما جعل النزال مثيرًا من الناحية البدنية، لكنه سار بالكامل لصالح كاميرون.

واصلت كاميرون توجيه الضربات الأنظف والأكثر دقة، ومع تقدم الجولات بدأت آثار النزال تظهر على وجه كامارا، التي بدت مرهقة بعد الجولة السابعة. خضعت لفحص طبي على الحلبة، لكن سُمح لها بإكمال النزال رغم الإنهاك. ورغم شجاعتها، كانت الكلمة العليا لكاميرون حتى النهاية.

نجحت المتحدّية في وزن السوبر بانتم، راملا علي، في تجاوز الأداء القتالي القوي الذي قدّمته البرازيلية ليلا فورتادو، لتحقّق فوزًا بقرار إجماعي من الحكام بعد نزال امتد لثماني جولات.

جاءت البطاقات: 75-77 مرتين، و 74-78 لصالح علي (10 انتصارات، هزيمتان) القادمة من الصومال.

فورتادو (11 فوزًا، 3 هزائم – 2 بالضربة القاضية) بدأت بقوة منذ الجولة الأولى، وضغطت على علي طوال النزال. وبعدما احتاجت علي إلى بعض الوقت لتتكيف مع الإيقاع، بدأت بتوجيه ضربات مرتدة فعّالة من المسافة القريبة، وكادت أن تسقط فورتادو في الجولة الثانية.

ورغم أن النزال لم يشهد أي سقوط رسمي، فإن دقة ضربات علي ونظافتها كانت كفيلة بترجيح كفتها على بطاقات الحكام، حتى وإن لم تلقَ النتيجة رضا بعض الجماهير.

في افتتاح الأمسية داخل قاعة ماديسون سكوير غاردن، وضعت الكندية تامي ثيبولت، بطلة الأولمبياد مرتين، نفسها في موقع يؤهلها للمنافسة على لقب رابطة الملاكمة العالمية (WBA) الشاغر في وزن المتوسط، بعدما تغلّبت بالضربة الفنية القاضية في الجولة الخامسة على الأمريكية ماري كازاماسا، التي كانت لم تتعرض لأي هزيمة قبل هذا النزال.

وقد خُصص هذا النزال ليكون مواجهة إقصائية نهائية على اللقب، وكان من المقرر أن يمتد لثماني جولات، مدة كل منها ثلاث دقائق.

منذ البداية، فرضت ثيبولت، القادمة من كيبيك، سيطرتها وأسقطت منافستها في الجولة الأولى. ورغم أن كازاماسا أبدت روحًا قتالية، فإنها لم تكن نِدًّا لقوة الكندية. ومع تسارع أداء ثيبولت، التي شاركت في أولمبيادي 2020 و 2024، في الجولة الرابعة، بدا واضحًا أن النهاية أصبحت مسألة وقت فقط.

وقد جاءت نهاية النزال عند الدقيقة 2:18 من الجولة الخامسة، عندما تدخّل الحكم تشارلي فيتش ليوقف المواجهة بعد سلسلة من الضربات المتواصلة دون رد من كازاماسا.

وبهذا الفوز، رفعت ثيبولت رصيدها إلى 3 انتصارات دون هزيمة، منها 2 بالضربة القاضية، بينما تراجعت كازاماسا إلى سجل قدره 6 انتصارات مقابل هزيمة واحدة، مع فوز واحد بالضربة القاضية.