لم يبدُ براين نورمان جونيور مقتنعًا بأن جيرون إنيس كان جادًا فعليًا في خوض نزال أمامه في المرحلة المقبلة، ولا سيما في ظل اشتراط المروّج إدي هيرن توقيع نورمان على العقد قبل خوضه نزالًا أمام جين ساساكي، وهو ما اعتبره نورمان دلالة على غياب الالتزام الجاد من الجانب المقابل.

وقد أبلغ فريق براين نورمان مروّج جيرون إنيس بأنهم على استعداد لإعادة فتح باب التفاوض بعد أن يُنهي نورمان مهمته في الدفاع عن لقبه العالمي في وزن الويلتر أمام جين ساساكي ليلة الخميس في طوكيو.

إلا أن إيدي هيرن أبدى شكوكًا تجاه نوايا نورمان، بعدما علم أن الأخير يرغب في التركيز الكامل على نزاله المرتقب ضد ساساكي، قبل الدخول في أي مفاوضات تتعلق بنزال توحيد محتمل أمام إنيس.

نورمان وصف نهج هيرن بأنه مجرد حيلة ترويجية، وذلك في مقابلة مع مجلة ذا رينج بعد فوزه العنيف بالضربة القاضية في الجولة الخامسة أمام ساساكي في صالة "أوتا سيتي" العامة. وأكد ابن مدينة كونيرز بولاية جورجيا أن إنيس كان يدرك جيدًا أنه سينتقل إلى وزن المتوسط الخفيف، ولم يكن ينوي مواجهته أصلًا.

قال براين نورمان لمجلة ذا رينج:

"أدركت حقيقة الأمر بمجرد أن قال إيدي هيرن إن عليّ التوقيع على العقد قبل نزال ساساكي. قلت لنفسي: يا للعجب! ألسنا نتحدث عن نزال في أكتوبر أو نوفمبر؟ ألم يكن بالإمكان التفاوض الآن؟ لماذا الإصرار على توقيع مبكر؟

أشعر أنهم خططوا لذلك مسبقًا، وحاولوا تصويري وكأنني أتهرب من المواجهة، ليتمكنوا من مغادرة فئة وزن الويلتر بكل سلاسة، من دون خوض نزال ضدي."

هيرن وجّه انتقادات حادة لنورمان (28 انتصارًا دون هزيمة، منها 22 بالضربة القاضية، وتعادل واحد دون نتيجة)، ولفريقه، بسبب رفضهم العام الماضي عرضًا كان سيمثّل أعلى عائد مالي في مسيرته، يُقدّر بـ1.7 مليون دولار، لمواجهة إنيس (34 انتصارًا دون هزيمة، منها 30 بالضربة القاضية، وتعادل واحد دون نتيجة) في نزال توحيد ألقاب وزن الويلتر يوم 9 نوفمبر في قاعة "ويلز فارجو" بمدينة فيلادلفيا، مسقط رأس إنيس.

لكن إنيس خاض في تلك الليلة دفاعًا إلزاميًا غير مفسر عن لقبه في الاتحاد الدولي (IBF) أمام الأوكراني كارين تشوكهادزيان (25 انتصارًا مقابل 3 هزائم، 13 بالضربة القاضية)، الذي سبق له أن خسر أمام إنيس قبل 22 شهرًا بقرار إجماعي من الحكام.

وقد كرر إنيس فوزه على تشوكهادزيان في نزال الإعادة من 12 جولة، وبدأ بعدها يفكر في الانتقال إلى وزن 154 رطلًا، بعدما واجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى حد وزن الويلتر (147 رطلًا).

.ورغم ذلك، بقي جيرون إنيس مدفوعًا بطموحه في أن يُصبح ثاني ملاكم يُحقق التوحيد الكامل لألقاب وزن الويلتر في عصر الأحزمة الأربعة

وفي 12 أبريل، نجح في إضافة لقبي ذا رينج والرابطة العالمية للملاكمة (WBA) إلى حزام الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF)، بعدما قدّم أداءً مهيمنًا أمام الليتواني إيمانتاس ستانيونيس (15 انتصارًا، هزيمة واحدة، 9 بالضربة القاضية، وتعادل بلا نتيجة)، في نزال أُقيم بصالة بوردووك هول في أتلانتيك سيتي، نيو جيرسي.

وقد أسقط إنيس خصمه في الجولة السادسة، ثم قرر فريق ستانيونيس إيقاف النزال بعد تعرضه لكمية كبيرة من الضربات.
ومع ذلك، كان لا يزال يتعين على إنيس الفوز بحزام منظمة WBO من نورمان، وبحزام مجلس الملاكمة العالمي (WBC) من الفائز في نزال ماريو باريوس ضد ماني باكياو الشهر المقبل، لتحقيق هدفه المُعلن.

لكن إنيس قرر في نهاية المطاف أن التضحيات البدنية المطلوبة للبقاء ضمن فئة 147 رطلًا تؤثر سلبًا على أدائه، وأعلن يوم الأربعاء أنه سينتقل إلى وزن 154 رطلًا في نزاله المقبل.

وقال نورمان:
"شعرت بخيبة أمل بسيطة. كنت أرغب حقًا في مواجهته في وزن 147، لكن ربما يحدث ذلك مستقبلًا في 154. أعتقد أنه سيبقى هناك لبعض الوقت، وسألتحق به لاحقًا.

لكن في الوقت الحالي، سأُحدث ضجة في وزن 147، وسأُطيح بكل الأسماء من قائمتي واحدًا تلو الآخر، لأُثبت للجميع أن "بي-نورم العاصفة" قد وصل. تجربة نورمان قد بدأت... وأنتم على وشك السقوط!

جين ساساكي (19 انتصارًا، هزيمتان، 1 تعادل، بينها 17 انتصارًا بالضربة القاضية) سقط مرتين في الجولة الأولى، قبل أن يتلقى ضربة قاضية مروّعة بيسرى ساحقة من براين نورمان في مطلع الجولة الخامسة، أنهت النزال بشكل حاسم.

ومع انتقال جارون إنيس إلى فئة وزن 154 رطلاً، بات نورمان يُركّز الآن على الفائز من المواجهة المرتقبة بين ماريو باريوس وماني باكياو،

إلا أنه لم يُخفِ شكوكه بشأن جدّية عرض إدي هيرن بإقامة نزال توحيد أمام إنيس في شهري أكتوبر أو نوفمبر.

قال براين نورمان:

"أجبني، هل هذا منطقي؟ لماذا يُطلب مني توقيع العقد قبل نزال ساساكي؟ إذا كان من المقرر أن نخوض النزال بعد ذلك، فما الداعي لكل هذا الاستعجال؟ ولماذا أعلن إنيس عن صعوده إلى وزن أعلى مرتين خلال نفس الأسبوع الذي أُقاتل فيه؟ أعتقد أن هيرن قال ذلك أولًا، ثم كررها إنيس بنفسه يوم الأربعاء."

وأضاف:

"ثم قالوا إن الطبيب أخبرهم أنه لا يُقدّم أفضل مستوياته. لكن سؤالي هو: ما الذي يختبره الطبيب تحديدًا؟ ما المؤشرات التي يمكنه قياسها ليقرر أنك تؤدي فقط بنسبة 30 أو 40%؟ هل يقيس السكر في الدم؟ الغلوكوز؟ ما هي هذه الفحوصات التي يمكن أن تحدد مدى جودة أدائك القتالي؟"

كيث آيدك هو كاتب أول ومُعلق في مجلة ذا رينج. يمكن متابعته على X

@idecboxing.