الساعة تجاوزت العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي في أوكلاند، نيوزيلندا، وزوجة جوزيف باركر، لاين، دخلت مرحلة المخاض بطفلهما السادس.

ومع ذلك، وبينما يستعد بطل العالم السابق في الوزن الثقيل لجمع أطفاله وترتيب المنزل قبل التوجّه إلى المستشفى، لا يزال يجد متسعًا من الوقت لإجراء مقابلة صحفية، يبدأها باعتذار لا داعي له.

يقول باركر ضاحكًا:

"آسف، الأمور بدأت تتسارع... هذا هو الطفل السادس – السادس والأخير. إنه صبي آخر، لدي أربع بنات وصبي بالفعل، وهذا سيكون الصبي الثاني. وهكذا نكون قد أتممنا الستة. العائلة القبلية اكتملت، وانتهى الأمر."

باركر (36 انتصارًا، 3 هزائم، 24 فوزًا بالضربة القاضية)، رجل عائلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وشخصية محبوبة في رياضة يصعب أحيانًا أن تُحب حتى أكثر ملاكميها شجاعة، يبدو كما لو أنه من النوع الذي يمكنك أن تجلس معه في حانة لتبادل الأحاديث بود.

ورغم أن الحديث سيدور في معظمه حول تعقيدات الملاكمة وإحباطاتها، فإن مجرد استعداده للتحدث عن اللعبة قبل ساعات من واحدة من أهم لحظات حياته الشخصية، يكشف عن سخائه وأصالته.

وربما لا يوجد على الساحة اليوم ملاكم أكثر استحقاقًا لفرصة التتويج من جوزيف باركر.

لكن، وبعد مسيرة امتدت لـ13 عامًا من الاحتراف و39 نزالًا في رصيده، يدرك باركر (33 عامًا) أن الصبر هو الطريق الأنجح نحو المكافأة. أما الانشغال بالغضب والانفعال، فلن يجلب له سوى استنزاف الطاقة الإيجابية التي يؤمن بأنها ضرورية لتحقيق حلمه في انتزاع لقب عالمي ثانٍ.

يقول باركر لمجلة ذا رينج:

"إذا استهلكت طاقتك في الإحباط أو الغضب أو غيره، فسينتقص ذلك من متعة ما أقوم به الآن. أنا في مكان رائع، سواء على مستوى الأسرة أو التدريبات، وأحظى بتوازن مثالي. وقت القتال على اللقب العالمي سيأتي."

آخر مرة خاض فيها باركر نزالًا على لقب عالمي كانت في مارس 2018، حين خسر حزام WBO لصالح أنطوني جوشوا في ملعب برينسيبالتي بكارديف. وبعدها بأربعة أشهر، خسر أمام ديليان وايت. لكن منذ عام 2021، انضم باركر إلى المدرب آندي لي، ومنذ ذلك الحين، فازا معًا في 8 من أصل 9 نزالات، كان آخرها أمام ديونتاي وايلدر، وجانغ جيلاي، ومارتن باكوليه.

في فبراير الماضي، واجه جوزيف باركر الملاكم مارتن باكوليه وتمكّن من إيقافه في الجولة الثانية. وكان من المفترض أن يواجه في الأصل حامل لقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) دانيال دوبوا، إلا أن الأخير انسحب في اللحظات الأخيرة بسبب وعكة صحية، ما ترك باركر في حالة من الترقّب دون خصم واضح أو مسار محدد لمستقبله القريب.

يضيف باركر:

"[بعد نزال باكوليه] ذهبت إلى ساموا لزيارة العائلة، ثم قضيت بعض الوقت في فيجي، حيث استرحت مع أفراد الأسرة، واستمتعنا بوقتنا."

"الأطفال يعشقون المسبح. كل صباح أذهب إلى البوفيه وآكل كل ما فيه، ثم نقضي اليوم بالكامل في السباحة والمشاركة في مختلف الأنشطة. فيجي مكان رائع، وشعبه ودود للغاية. كنا نسبح يوميًا، ونستمتع بكل لحظة، وحرصت على تذوّق كل ما يقدّمه البوفيه، حتى الحلويات... لقد استمتعت فعلًا."

"ثم عدت إلى نيوزيلندا وكنت مستعدًا للعودة مباشرة إلى التدريبات. لدي هنا المدرب جورج لوكهارت، وهو المسؤول عن اللياقة البدنية والتغذية، وكنا نعمل بجد في الخلفية، نبني ونُطوّر باستمرار."

"الانتقال إلى آندي لي كان تحولًا كاملًا، وأعاد لي شغفي بالملاكمة. فعندما تمارس شيئًا لفترة طويلة، وتتبع نفس الروتين، يبدأ الأمر في التكرار. لكن مع آندي لي، شعرت وكأنني أبدأ رحلة جديدة، وكأنني أعيش مسيرة ثانية."

"ومع وجود جورج، أنا واثق أن الفريق الثلاثي الذي نشكّله معًا يُعد من بين أفضل الفرق في العالم."

وبعد أسابيع من انتهاء عطلته في جزر المحيط الهادئ، أُعلن أن دانيال دوبوا سيعود إلى الحلبة، لكن لمواجهة ألكسندر أوسيك، حامل ألقاب The Ring وWBC وWBA وWBO، في نزال ثأري على لقب العالم بلا منازع، في 19 يوليو على ملعب ويمبلي. يأمل باركر، حامل لقب WBO "المؤقت"، أن يكون ضمن نزال تمهيدي في تلك الأمسية، لكن هدفه الأكبر هو مواجهة الفائز، والذي يرجّح أن يكون الأوكراني.

يقول باركر:

"أعتقد أن دوبوا سيكون ملاكمًا مختلفًا عمّا كان عليه في النزال الأول، لكنه سيواجه أوسيك، وهو ملاكم فني من الطراز الرفيع، يعرف تمامًا كيف يفتّت خصومه بأسلوبه الذكي. لقد شاهدت العديد من نزالاته، وهو يتمتع بحركة قدمين ممتازة، وتحريك يدين بارع، وخداع بصري متقن، وضربات متنوعة في المستويات. إنه ملاكم شديد الذكاء، ويتمتع بحنكة عالية داخل الحلبة."

"أعلم أن دوبوا يملك القوة التي تمكّنه من إصابة أوسيك بشكل مؤثر، لكن تنفيذ ذلك على أرض الواقع ليس بالأمر السهل. أوسيك يتمتع بحركة ذكية، ويعرف كيف يتفادى الضربات، وكيف يرد عليها بقوة وفعالية. لذلك، أرجّح فوز أوسيك مرة أخرى."

قبل خمسة أسابيع ونصف، التقى باركر وجهًا لوجه مع أوسيك خلال إحدى فعاليات "بطولة القتال بالأيدي العارية" (BKFC) في مدينة فلورنسا الإيطالية، لكنه قوبل بالرفض عندما اقترح عليه أن يلتقيا مستقبلًا. وبعدها بيوم واحد فقط، أُعلن رسميًا نزال أوسيك ودوبوا.

يروي باركر:

"اقتربت منه وقلت له: أمامك نزالان، على الأرجح التالي ضد دوبوا، ويجب أن يكون أنا آخر من تواجهه. لكنه أجابني: 'لا، لا، لا'. أعتقد أن أوسيك يبحث عن النزالات الكبيرة. يريد مواجهة دوبوا، ثم ربما جوشوا أو تايسون فيوري مجددًا. قال لي: 'ركّز على مسيرتك، لا تقلق، بعد اعتزالي يمكنك أن تأخذ فرصتك'… أو شيء من هذا القبيل."

"أما أنا، فعلى المستوى الشخصي أتمنى أن أحظى بفرصة لاختبار نفسي أمامه. وأعتقد أنه، في الوقت الحالي، يُعد أفضل ملاكم في جيلنا، أو على الأقل أفضل ملاكم في فئة الوزن الثقيل ضمن هذا الجيل."

وبعد أن أنهى حديثه عن تعقيدات النزالات الكبرى والفرص الضائعة، عاد باركر ليتحدّث عن عائلته. فمع خمسة أطفال في المنزل وسادس في الطريق، من الطبيعي أن تكون الأجواء مليئة بالحيوية والنشاط. لكن، كما يقول، أطفاله يفرّغون طاقتهم بأسلوبهم الخاص — داخل الحلبة.

يضيف باركر:

"بناتي الثلاث الأكبر سنًا يتدربن على الجوجيتسو يومي الإثنين والجمعة، والكيك بوكسينغ يوم الأربعاء، والملاكمة يومي الثلاثاء والخميس. إنهن نشيطات جدًا، ومهتمات برياضات القتال، ويتعلّمن كيفية الدفاع عن أنفسهن، إلى جانب المهارات والتقنيات."

وقبل أن ينهي المكالمة، بادر باركر الصحفي بسؤال شخصي:

"هل لديك أطفال؟"

فأجابه الصحفي: "ليس بعد".

ضحك باركر وقال:

إذا احتجت أي نصيحة، لا تتردد… أنا جاهز للمساعدة يا أخي.