جوش بادلي يستمتع بالضغط الناتج عن تحوله من منافس مغمور إلى المرشح الأبرز للفوز.

فمنذ 13 شهرًا فقط، لم يكن هناك كثيرون خارج أرمثورب في يوركشاير يعرفون شيئًا عن هذا الملاكم المحترف غير المهزوم، المعروف بين أصدقائه باسم "بادي"، والذي كان يعمل في تركيب الألواح الشمسية خلال النهار.

لكن حياته تغيرت في 21 سبتمبر من العام الماضي، عندما تمت مواجهته مع الملاكم القوي من بورتسموث، مارك تشامبرلين، الذي كان يُنظر إليه كمنافس قادم على أعتاب فرص التتويج بلقب عالمي، وكان يُعتبر المفضل لدى تركي آل الشيخ.

وقد كانت احتمالات فوز بادلي أمام تشامبرلين في ويمبلي تقدر بـ12 إلى 1، لكنه قلب التوقعات رأسًا على عقب، وحقق فوزًا واضحًا بقرار إجماعي بعد عشر جولات، مسقطًا المرشح الأبرز في طريقه، وممنحًا أصدقاءه الذين راهنوا عليه عائدًا مجزيًا.

يقول بادلي لمجلة "ذا رينج":

"كنت واثقًا جدًا عندما ذهبت إلى ويمبلي. كنت أعلم أن هذه فرصتي الحقيقية لقلب الأمور رأسًا على عقب."

"كنت أعتقد أنني سأفوز، ثم أُوقّع عقدًا، وأمضي في الطريق المعتاد كما يفعل معظم المحترفين، أبني مسيرتي تدريجيًا، لكن هذا ليس ما حدث."

بدلاً من ذلك، وبعد مرور خمسة أشهر فقط، كان بادلي يُعتبر من المرشحين الأضعف بشكل أكبر عندما استجاب لنداء في اللحظة الأخيرة لمواجهة شاكور ستيفنسون في صالة ANB بالرياض، بعد انسحاب خصمه الأول فلويد سكوفيلد في أسبوع النزال بسبب المرض.

كان بادلي يعمل عندما تلقى المكالمة التي عرضت عليه فرصة مواجهة ستيفنسون، فركب أول رحلة متاحة وواجه ستيفنسون وجهًا لوجه. تعرض للهبوط ثلاث مرات قبل أن يرمي فريقه المنشفة، لكنه خرج من اللقاء بمصداقية كبيرة بالنظر إلى قصر المدة التي دخل بها النزال.

قال بادلي:

"لم أكن أتوقع هذه الفرصة في الرياض أو أن أسلك هذا الطريق. وبالنظر لذلك، كانت مسيرتي المهنية غير معتادة حتى الآن، لكنها في النهاية سارت بشكل رائع."

وبعد أدائه أمام ستيفنسون، المصنف الثامن عالميًا في ترتيب الأوزان المتساوية من مجلة ذا رينج، وقع الشاب البالغ من العمر 29 عامًا عقدًا ترويجيًا مع شركة ماتشروم، ما مكنه من ترك عمله والاحتراف في الملاكمة بدوام كامل.

كان قد تغلب على تشامبرلين في وزن 140 رطلاً، ثم نزل إلى وزن الخفيف لمواجهة ستيفنسون، ومرة أخرى في نزال عودته ضد ماركو تسفيتانوفيتش في 19 أبريل. لكن نظامه التدريبي الجديد سمح له الآن بالتدريب للنزول إلى وزن الريشة الفائقة الذي يصل إلى 130 رطلاً.

سيكون نزاله الأول في هذه الفئة الجديدة يوم السبت في صالة شيفيلد، ولم يعد يعتبر المنافس الضعيف. بل أصبح المرشح الأوفر حظًا للفوز على ريس بيلوتي، الذي كان من المنافسين الخارجيين بنسبة 4/1 وخسر أمام رايان غارنيير قبل 11 أسبوعًا فقط.

قال بادلي:

"بصفتي المنافس الضعيف، لا يوجد ضغط وأعرف ذلك جيدًا. إذا كنت تحت الضغط الشديد مثلما كنت أمام شاكور، أو أمام تشامبرلين، لم يكن هناك أي ضغط عليّ على الإطلاق. الجميع كان يتوقع خسارتي. وإذا قدمت أداءً أفضل من الخسارة، فذلك كان مكسبًا إضافيًا."

"لكن في نزالي الأخير شعرت بالضغط لأن الجميع توقع مني أن أنجز المهمة، وشعرت بهذا الضغط بالفعل في تلك المباراة."

"أما الآن، في هذا النزال، هناك ضغط عليّ للاستمرار في الأداء الجيد، لكنني واثق جدًا، لقد خضعت لمعسكر تدريبي جيد أعتقد أنه يتجاوز ذلك الضغط. أعلم أن شعوري في المعسكر وكيفية أدائي في التمرين يعني أنني قادر على إنجاز المهمة ليلة النزال."

"لقد مررت بمعسكر تدريبي ممتاز هذه المرة، لذا أي ضغط أشعر به يتلاشى بسبب شعوري الجيد هذه المرة."

"لطالما أردت أن أكون في وضع لا أحتاج فيه للذهاب إلى العمل لأنني كنت أعلم أنه مع مرور الوقت سأصبح أفضل. كنت أعرف أن هناك مستوى آخر يمكنني الوصول إليه، وكان هذا دائمًا الهدف."

"والآن، بعد مرور عام على تلك النقطة التي تغيّر فيها كل شيء بالنسبة لي، تمكنت من إثبات عدة مرات نوعية الملاكم الذي أنا عليه وما أستطيع تحقيقه."