clicked
جوني فيشر يعود إلى مدرسة الملاكمة بعد خسارته بالضربة القاضية أمام ديف ألين
Ring Magazine
مقال
دكلان تايلور
دكلان تايلور
RingMagazine.com
جوني فيشر يعود إلى مدرسة الملاكمة بعد خسارته بالضربة القاضية أمام ديف ألين

لندن، إنجلترا — كما تقول المقولة القديمة: "للنجاح آباء كُثر، أما الفشل فدائماً يتيم".

وغالباً ما يُقال إن غرفة خاسر النزال في الملاكمة تكون مكاناً قاتماً ووحيداً، خصوصاً عندما يعود إليها الملاكم بعد أن يُطرح بالضربة القاضية.

المتوسط الأرجنتيني العظيم سيرخيو مارتينيز قال ذات مرة إنه تلقى أكثر من 1000 مكالمة فائتة على هاتفه عقب انتصاراته، بينما بعد هزيمته أمام ميغيل كوتو عام 2014 لم يتلق سوى أربع مكالمات: واحدة من رقم مجهول، والثلاث الأخرى من والدته.

لكن هذا سيناريو لا ينطبق على جوني فيشر، وزن الثقيل القادم من إسيكس، رغم قسوة هزيمته أمام ديف ألين في مايو الماضي، وهي الأولى في مسيرته. فقد كانت "إكسبريس فيشر" تسير بثبات، تزداد سرعة مع كل انتصار، وتكسب مؤيدين أكثر على طول الطريق.



عاد “ثور رومفورد” البالغ من العمر 26 عاماً متثاقلاً إلى غرفة ملابسه. لكنه إن كان يتوقع أن يجد المكان خالياً في أروقة "كوبر بوكس"، أو هاتفه بلا رسائل دعم، فقد كان مخطئاً.

قال فيشر لمجلة ذا رينج:
«بعد النزال، ربما كانت غرفة الملابس أكثر امتلاءً من أي نزال آخر فزت به. وهذا دليل على عائلتي، وإدارتي، وفريقي، كما أنه شهادة على مارك وجيمي تيبس، وكل من حولي».

وأضاف:
«كان لدي دائماً أشخاص رائعون يدعمونني في كل المراحل. لدي شبكة دعم قوية، وجيش من المشجعين سيتبعونني سواء فزت أو خسرت أو تعادلت، لأن هذا هو نوع الناس الذين يحيطون بي».

وتابع:
«إنهم أناس طيبون وبسطاء لن يتغيروا أبداً، لأنهم أشخاص حقيقيون. قد يبتعد البعض القليل، لكنك تتوقع ذلك على أي حال. معظم من حولي أشخاص صادقون فعلاً».


كان أحد زوار غرفة ملابس فيشر في تلك الليلة ديريك شيسورا، الذي يعرف جيداً معنى العودة بعد الهزائم، إذ تجرع طعمها 13 مرة في 49 نزالاً احترافياً. ومع ذلك، أصبح شيسورا واحداً من أبرز الأسماء المحبوبة في الملاكمة البريطانية في السنوات الأخيرة.

قال فيشر:
«قال لي ديريك: "انظر، هذه ستكون فترة مظلمة وصعبة". وبالفعل كانت مظلمة وصعبة في أول أسبوعين. ثم قال ما كنت أعرفه لاحقاً بالنظر إلى الأمور بأثر رجعي، وهو أنه في الملاكمة عليك أن تلعب على نقاط قوتك».

وأضاف:
«كنت ربما أركز على الجانب الفني بشكل مبالغ فيه وأُضحي بالوقت المخصص لأن أكون في لياقة بدنية فائقة. عليك أن تجمع بين الاثنين في الوقت نفسه، وهذا هو النقاش الذي دار بيني وبين ديريك».

وبعد تلك الهزيمة، قرر فيشر أن التغيير ضروري، فانفصل بود عن مدربه القديم جيمي تيبس بعد سنوات طويلة من العمل معاً. لكنه بقي قريباً من منزله، فعبر إسيكس ليتعاون مع المدرب توني سيمز. ومنذ أول محادثة بينهما، شعر فيشر أن القرار كان صائباً.

وقال فيشر:
«اتصل بي، وكان أول ما سألني إياه: "ما رأيك كان الخطأ في ذلك النزال؟" أعتقد أنه كان مهماً بالنسبة له أن يعرف أننا على الموجة نفسها، وأن يتفهم طريقة تفكيري ويعرفني أكثر كإنسان. أعتقد أن هذا ما يميز المدربين الجيدين».


قال فيشر:
«بدأنا بتلك المناقشة، ثم نزلنا مباشرة إلى الصالة. بعد المرة الثانية فقط، أدركت أنني أريد أن أتدرب هناك، وتوني قال بالفعل: لن نضيع الوقت، فلنُنْهِ الأمر ونبدأ العمل».

الخبر السار لفريق المقاتل والمدرب الجديد هو أن كلاهما متفق على ما حدث خطأً ضد ألين، ومن الناحية النظرية سيكون إصلاحه أمراً مباشراً نسبياً.

وأضاف فيشر:
«أعتقد أننا ابتعدنا كثيراً عما أوصلني إلى ما كنت عليه في المقام الأول. ذهبنا بعيداً في الجانب الفني وأزلنا كل السمات الرئيسية من شخصيتي كملاكم».

وتابع:
«ما قلته لتوني في هذا السياق هو أنني لا أريد أن أبتعد كثيراً عن نقاط قوتي. المسألة تتعلق فقط بتطوير ما أملكه بالفعل، بدلاً من محاولة تحويل نقاط ضعفي إلى نقاط قوة».

وأردف:
«عليك أن تدرك ما أنت عليه وما تجيده. ما أجيده هو أن أكون شرساً، قوياً، متفجراً، وفي لياقة بدنية عالية. أعتقد أننا ذهبنا بعيداً في التفاصيل الفنية وأزلنا كل الصفات الأساسية من نفسي. الآن أجعل الأمور أكثر إحكاماً في كيفية تحريك قدمي، أين أضع يدي، وكيف أدور بجسدي عند التسديد».

«المسألة تتعلق بتفكيك التفاصيل الدقيقة لما يجعل الملاكم الهجومي المتقدم ملاكماً متفجراً وفعالاً. ولهذا السبب من الجيد أن لدي بعض الوقت قبل نزالي المقبل، حتى نتمكن من وضع الأساس».

«دائماً ما أشبّه الأمر بالحصول على شهادة جامعية، صحيح؟ تقوم بقراءة مراجعك الأساسية قبل أن تدخل الامتحان. نحن الآن في مرحلة القراءة الأولية، نتعلم ونبني قاعدة المعرفة قبل أن ندخل الامتحان».

ومن المثير للاهتمام أن فيشر نفسه مثقف للغاية، إذ يحمل شهادة جامعية في التاريخ من جامعة إكستر. وقد ركّزت أطروحته في صلب دراسته على القصف الجوي لألمانيا عامي 1944-1945.



لذلك، كان فيشر دائماً مفكراً ناقداً يحب أن يستخلص العِبر من الماضي. ويبدو أن هذه الصفات ساعدته على تقبّل ما حدث في كوبر بوكس.

قال فيشر:
«بعد الفوز، تكون في قمة السعادة طوال الوقت، وكأنك تطير من الفرح. لكن عندما تكون أنت من حدث له العكس، تشعر بالكراهية، إنه أمر فظيع ومظلم».

وأضاف:
«لكن بعد ذلك تدرك أنه مجرد نزال ملاكمة، يا إلهي. لقد خضت نزال ملاكمة، وتلقيت أجراً جيداً عليه، وهذه هي طبيعة اللعبة التي نحن فيها».

وتابع:
«لقد فعلتُ أنا ذلك بالآخرين مرات عديدة. كانوا هم من يشعرون بالإحباط لأسابيع بعد النزال. وهذه المرة جاء دوري لأتعرض لذلك».

«يكفي أن تنظر في كتب التاريخ وجميع الأبطال الذين سبقونا. تقريباً كلهم، مع استثناءات قليلة جداً، تعرضوا للهزيمة في نزال. إنها جزء لا يتجزأ من اللعبة».

«الآن أعتبر الأمر في صالحي لأنه أزال عني ضغط تلك الرحلة الصاعدة بلا توقف. كنا نصعد من نزال كبير إلى نزال أكبر، والجميع يتساءل: "ما الذي يمكنه أن يفعله بعد ذلك؟" بينما أنا لم أملك خبرة الآخرين».

«لقد خضت 24 نزالاً، بين الهواة والاحتراف. والآن حان وقت وضع الأساس، وبناء القاعدة، والتفكير بعمق أكبر، والقيام بالقراءة، ثم الدخول إلى الامتحان وأنا واثق مما يجب علي فعله. لا أن أعتمد على العفوية فقط».

وكما ذكرت ذا رينج في وقت سابق من هذا الشهر، سيعود فيشر في ديسمبر المقبل. ومهما كانت النتيجة، فغرفة ملابسه ستكون مزدحمة بالداعمين.
0/500
logo

انضم إلى عالم ذا رينج المميز!

عش اثارة الملاكمة مع تقاريرنا الحصرية عن القتالات حول العالم.
logo
قم بتحميل تطبيقنا
logologo
الشريك الاستراتيجي
sponsor
شركاء الوزن الثقيل
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن المتوسط
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن الخفيف
sponsor
sponsor
sponsor
الشركاء
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
المروجون
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
قنوات وسائل التواصل الاجتماعي
logo
logo
logo
logo
logo
logo
logo
© RingMagazine.com, LLC. 2025 جميع الحقوق محفوظة.