لندن، إنجلترا –
ديف ألين يثأر بقوة من
جوني فيشر ويوجه له واحدة من أبرز الضربات القاضية في العام، خلال نزال الإعادة الذي جمعهما في صالة "كوبر بوكس".
بعد مرور 147 يومًا على نزالهما الأول في ملعب "المملكة أرينا" بالرياض، والذي انتهى
بفوز مثير للجدل لصالح فيشر بقرار منقسم، عاد ديف ألين إلى الأراضي البريطانية مصممًا على ألا يترك شيئًا للصدفة. وعلى عكس المرة السابقة، لم يحتَج هذه المرة إلى بطاقات الحكام.
في نزال الإعادة المنتظر، وجّه ألين لكمة يسارية قوية أعقبها بضربة صاعدة يمينية (Uppercut) في الثواني الأخيرة من الجولة الخامسة، أسقطت فيشر وجهًا لوجه على أرض الحلبة، قبل أن تُلقى المنشفة من زاويته، معلنة نهاية النزال. ضربة الحسم تلك كانت قاسية بالقدر الكافي لترشّحها بقوة لجائزة "الضربة القاضية للعام".
في لقائهما الأول الذي أُقيم في ديسمبر الماضي بالرياض، خاض ألين وفيشر عشر جولات متقاربة، وتمكّن فيشر من النهوض بعد سقوطه وانتزع الفوز بقرار منقسم، ما أثار جدلًا واسعًا بين جماهير الملاكمة، رغم أن ألين لم يعترض على النتيجة.
لكن في نزال الإعادة، قرّر ألين أن يحسم الأمور بنفسه، ولم ينتظر حكم الحكام هذه المرة.
دخل فيشر، الملقب بـ"ثور رومفورد"، النزال بأسلوب حذر، معتمدًا على حراسة عالية واستخدام الذراع الأمامي لإبقاء ألين على مسافة آمنة. في المقابل، حاول ألين الوصول إليه من بعيد عبر توجيه ضربته الشهيرة "Overhand Right" ثلاث مرات خلال الجولة الأولى، دون أن ينجح في إصابته بدقة.
في الجولة الثانية، بدأ فيشر يجد إيقاعه، موجّهًا عدة ضربات أمامية قوية، إحداها اخترقت دفاعات ألين وأثارت حماس جمهوره الصاخب.
لكن ألين، الملقب بـ"دي لا هويا دونكاستر"، كان قد زاد وزنه بسبعة أرطال مقارنة بالنزال الأول، مشيرًا إلى أن هدفه من ذلك هو تعزيز ضرباته الجسمانية لحسم النزال مبكرًا.
ورغم الأداء التكتيكي الذكي من فيشر ومواظبته على استخدام الجاب الطويل، إلا أنه ارتكب خطأً فنيًا حين وجّه خطافًا أيسرًا بعد أن أمره الحكم بالتوقف، ما دفع الحكم ماركوس ماكدونيل إلى توبيخه شفهيًا.
في الجولة الرابعة، كاد ألين أن يصيب هدفه بضربة يمينية قوية، لكنه لم ينجح في توجيهها بدقة، في حين واصل فيشر تألقه عبر توجيه جاب حاد إلى الرأس والجسم، قبل أن يختتم الجولة بضربة مستقيمة صلبة في قلب الحلبة.
لكن كل ذلك لم يكن سوى هدوء يسبق العاصفة.
الجولة الخامسة: ضربة لا تُنسى
مع بداية الجولة الخامسة، بدأت معاناة فيشر تظهر. تلقى ضربة يمينية ثم خطافًا يساريًا بعد مرور دقيقة، فتراجع بشكل واضح.
ثم تلقى ضربة أخرى أثّرت على توازنه، قبل أن يسقط أرضًا بعد 23 ثانية من نهاية الجولة، إثر لكمة مزدوجة (يمينية ويسارية). ورغم نهوضه ونجاحه في تجاوز العدّ، إلا أنه بدا غير مستقر على قدميه.
استغل ألين الفرصة ولم يرحم. وجّه خطافًا يساريًا أنهى مقاومة فيشر، ثم ضربه بلكمة صاعدة قوية أسقطته أرضًا على وجهه، في مشهد درامي أنهى المواجهة بشكل قاطع.
ألين بعد الفوز: "لقد خاطرت... وربحت"
قال ألين عقب النزال:
«تعمدت زيادة وزني لأنني شعرت أن ذلك سيمنحني قوة إضافية لحسم النزال بالضربة القاضية. كانت مخاطرة محسوبة، لكنها أثمرت كما أردت.
النزال الأول كان مفيدًا جدًا لي؛ فقد ساعدني على إدراك ما أحتاج إليه. زدت الوزن تحديدًا لتحسين فعاليتي في ضربات الجسم، وقد أثبتت الخطة نجاحها».
وأضاف مازحًا:
«أطفالي سيحصلون أخيرًا على حمّام خاص بهم، وهذا بحد ذاته حلم تحقق بالنسبة لي.
في هذا المستوى من المنافسة، أنا خصم لا يُستهان به. هذا الانتصار يعني لي الكثير، فقد تعرّضت للتقليل من شأني مرارًا، لكنني أثبت للجميع أنني الأقوى – حتى وإن لم أكن الأكثر رشاقة!»
كشف المروّج إيدي هيرن أن هناك بندًا لإعادة ثالثة في العقد بين الطرفين، مع تعادل الأرقام الآن (1-1)، لكنه ألمح إلى أن تنفيذها سيكون "في وقت لاحق".
وأضاف أن مسيرة ألين، التي كانت تبدو في وقت سابق على وشك الانتهاء، قد استعادت زخمها بهذا الفوز، وأنه بات الآن في موقع يؤهله لتصدّر أمسية كبرى في شيفيلد.