لندن، إنجلترا — وضع جاك كاترل نفسه بقوة في دائرة المنافسة على لقب عالمي بعد فوزٍ عنيف وحاسم بالضربة القاضية في الجولة الحادية عشرة على إيكو إيسومان، وذلك في ملعب توتنهام هوتسبير.

كان هذا أول فوز يحققه كاترل داخل المسافة منذ أكثر من ست سنوات، ورفعه مباشرة إلى المركز الأول في تصنيف الـWBO.

وبعد فوزه غير المقنع بقرارٍ تقني على هارلم يوبانك في الصيف، قرر كاترل تغيير مساره والانتقال إلى الولايات المتحدة للعمل تحت إشراف المدرب ديريك "بوزي" إنيس.

إيسومان كان قد حقق أكبر انتصار في مسيرته في مايو حين هزم الأسطورة الاسكتلندية و بطل وزن 140 رطلاً بلا منازع سابقًا، جوش تايلور، وكان يأمل في مواصلة الزخم أمام خصم بمستوى عالمي.

لكن كاترل—الذي حُرم من التتويج بلا منازع عام 2022—أثبت مستواه وقيمته في نزالٍ كان عليه الفوز به ليعيد نفسه إلى سباق المنافسة على الألقاب، وهذه المرة في وزن الـويلتر.

جاء النزال كالمواجهة المشتركة الرئيسية على بطاقة يوبانك جونيور–كونور بين، في بث مباشر عبر DAZN PPV.

بدأ كاترل النزال بأسلوبه المعتاد: الملاكمة على القدم الخلفية والصبر في اصطياد الجاب واليسارية المباشرة.

إيسومان واجه صعوبة في تفعيل جابه الخاص، ودفع ثمن هذا البطء بتلقّي ضربة يسار–يمين صلبة على وجهه في منتصف الجولة الثالثة. وبعد هذا النجاح، أنهى كاترل الجولة متقدّمًا، باحثًا عن مزيد من الضربات المؤثرة.

الخطر الحقيقي ظهر على إيسومان في الجولة الرابعة.

فقد كان ينزف من جسر أنفه، وعندما حاول توجيه خطافٍ يساري، ردّ عليه كاترل بخطافٍ أيمن مضاد، ثم أتبع ذلك بيسارية مستقيمة قوية أسقطت الملاكم القادم من نوتينغهام على ظهره مباشرة.

كانت الجولة الخامسة قاسية بدورها؛ إذ واصل إيسومان التقدّم بلا هوادة، وهو ما صبّ في مصلحة كاترل تمامًا. فقد أمطره الملاكم القادم من تشورلي بسلسلة من اليساريات المتتابعة، بينما كان الدم والعرق يتطايران مع كل ضربة.

وبمنتصف النزال، كان كاترل قد فرض سيطرته بالكامل، مستخدمًا الجاب إلى الجسم لإرهاق إيسومان الذي أنهكه النزيف. ومع ذلك، واصل إيسومان التقدّم بعناد رغم كل ما تلقّاه.

مع بداية الجولة السابعة، كان الجفن الأيمن لإيسومان شبه مغلق، ولم يبقَ أمامه سوى الإرادة وحدها ليحصل على أي فرصة.

أما كاترل فكان يظهر كل الحِدّة التي سافر لأجل استعادتها عبر معسكره في فيلادلفيا.

وفي الجولة الثامنة، حافظ كاترل على سيطرته في مركز الحلبة، وكانت ضرباته اليمنى واليسرى تصل إلى هدفها بسهولة، بينما لم يكن أمام إيسومان، الذي تراجعت رؤيته، سوى أن يضرب الهواء.

وبدا إيسومان مستنزفًا جسديًا في الجولة التاسعة، حتى أنه ترنّح للخلف على ساقين غير ثابتتين بعد يسارية صلبة أخرى من كاترل. أما الجولة العاشرة فكانت دامية بدورها، إذ تلقّى إيسومان مزيدًا من العقاب، رغم شجاعته وإصراره على مواصلة القتال.

وفي الجولة الحادية عشرة، عاد إيسومان إلى الأرض… وهذه المرة لم ينهض.

وجه كاترل مجموعة نارية من الضربات دفعته عبر الحبال وكاد يسقط خارج الحلبة، ما دفع الحكم لي إفري لإيقاف النزال فورًا.

ورغم الجدل الذي دار حول أسلوب كاترل في نزالاته الأخيرة، فقد أثبت في هذا النزال أنه ملاكم شرس وفعّال في وزن 147 رطلاً، وأن انتقاله إلى فيلادلفيا كان خطوة موفّقة أعادت إليه حدّته القتالية.