غلاسكو، اسكتلندا — إيكو إيسومان يُفسد عودة جوش تايلور إلى بلاده ويتفوّق عليه بالنقاط في نزال مثير من 12 جولة

كما فعل خلال مراسم الوزن يوم الجمعة، تعمّد جوش تايلور إبقاء خصمه إيكو إيسومان في الانتظار، وسط أجواء مشحونة بالفخر الوطني، في واحدة من أبرز عوداته إلى أرضه. بدأ تايلور النزال بحماس واضح وضغط هجومي مبكر، لكن صلابة إيسومان ولياقته العالية، إلى جانب سرعة تنفيذه للكمات المركبة، كانت عوامل حاسمة في النصف الثاني من نزال تكتيكي أشبه بلعبة شطرنج، امتد على مدار 12 جولة متقاربة.

حسم الحكام الثلاثة النتيجة بالإجماع لصالح إيسومان (22 انتصارًا – 1 هزيمة، 8 بالضربة القاضية):

زولتان إينييدي: 112-116

جون لاثام: 113-116

جوليو بيرايس: 113-115

ليحصد إيسومان فوزه الأفضل في مسيرته، ويتوَّج بلقب WBO Global في وزن الويلتر، وسط صدمة جماهيرية اسكتلندية كانت تأمل في انتصار محلي.

قال إيسومان في حديثه على الحلبة بعد النزال لقناة DAZN:

"أتذكّر جيدًا تفاصيل مواجهتنا خلال التدريبات، وأؤكد أن هدفي الآن هو خوض نزال على لقب عالمي في أقرب وقت ممكن."

في بداية النزال، كان جوش تايلور (19 فوزًا – 3 هزائم، 13 بالضربة القاضية) هو الطرف المبادر، محاولًا فرض الإيقاع عبر استخدام يده اليمنى لقياس المسافة، وبدا وكأنه يسعى لاستعادة نسق أدائه بسرعة. مارس ضغطًا لافتًا منذ اللحظات الأولى، وكأنه يسعى لإثبات نفسه مجددًا، لكن السؤال الجوهري ظلّ قائمًا: كيف سيردّ على هجمات إيسومان حين تبدأ؟

في البداية، بدا إيكو إيسومان وكأنه شريك في حصة تدريبية، يكتفي بالدفاع دون مجازفة حقيقية، بينما واصل تايلور استهداف الجسم وتوجيه اللكمات اليمنى بدقة. لكن مع بداية الجولة الثالثة، انقلبت المعادلة؛ إذ باغت إيسومان خصمه بهجوم شرس وضع تايلور في موقف دفاعي واضح، في وقت بدأت فيه هتافات الجماهير تخفت تدريجيًا مع شعورهم بأن بطلهم بدأ يفقد السيطرة تحت الضغط المتزايد.

في الجولة الرابعة، تبادل الملاكمان ضربات قوية أربكتهما معًا، فتراجعا للحظات على أقدام متذبذبة بعد تلقي كلٍ منهما لكمات مباغتة. وبينما ظهرت آثار الضرر بوضوح على وجه إيسومان، بدا دفاع تايلور أقل صلابة مما اعتاد عليه جمهورُه في أيام مجده بوزن 140 باوند.

مع بداية الجولة الخامسة، واصل كلا الملاكمين تقديم أداء قوي ومتقارب، وتمكن تايلور من إنهاء الجولة ببعض اللكمات الجيدة. لكن في الجولة السادسة، عاد إيسومان بأسلوب أكثر عدوانية، مستفيدًا من تشجيع حماسي من فريقه في الزاوية، بعد أن لاحظوا تباطؤًا واضحًا في تحركات تايلور وإرهاقًا بدأ يتسلل إليه.

بحلول الجولة السابعة، أصبح من الواضح أن دفاع تايلور بدأ ينهار، حيث تلقى العديد من الضربات النظيفة، وظهرت عليه آثار القتال بجلاء، مع جرحين بارزين في وجهه: أحدهما فوق عينه اليسرى والآخر أسفلها، مما زاد من صعوبة مهمته في مواصلة المواجهة بنفس الإيقاع.

في الجولة الثامنة، وجه فريق إيسومان تعليمات واضحة له بعدم إظهار أي احترام لتايلور، فواصل الضغط دون تراجع، وتمكن من تسديد ضربات دقيقة ومؤثرة. في المقابل، عجز تايلور عن الرد بفعالية، رغم محاولاته المتقطعة لكسر الإيقاع عبر هجمات قصيرة لم تُحدث الفارق المطلوب.

مع بداية الجولة التاسعة، تراجعت وتيرة تايلور، واستغل إيسومان ذلك بتوجيه سلسلة ضربات أربكت خصمه. كان النزال لا يزال متقاربًا، حيث أشار الملاكم السابق كارل فرامبتون خلال تحليل DAZN إلى أن تايلور يتقدم بفارق نقطة (85-86) بعد الجولة التاسعة.

لكن مع التقدم نحو الجولات الأخيرة، بدأ إيسومان يفرض سيطرته التدريجية. في الجولة الحادية عشرة، سجل سلسلة من اللكمات القوية أربكت تايلور، الذي فشل في ردع أسلوب الضغط المستمر لإيسومان. وواصل فريق الزاوية الشكوى من "إمساك" تايلور المتكرر دون مبادرة واضحة.

في الجولة الثانية عشرة، تبادل كلا الملاكمين لحظات من التفوق، لكن علامات الإرهاق كانت جلية على كليهما. ومع اقتراب الثواني الأخيرة، ارتفعت أصوات الجماهير في محاولة يائسة لتحفيز تايلور، بينما خيّم الغموض على الأجواء، إذ لم يكن أي من الطرفين واثقًا تمامًا من التفوق عند سماع الجرس الختامي.

لكن إعلان النتيجة كان حاسمًا — رفع إيسومان على أكتاف أحد أعضاء فريقه، مرتديًا قميصًا يُكرّم فيه مدربه ومدير أعماله الراحل جيمي غيل، الذي توفي في يناير. وبلا شك، كان ليفخر به اليوم.

تحليل موسّع للنزال قادم قريبًا...