نيويورك – أظهر حمزة شيراز احترامًا كبيرًا لكانيلو ألفاريز ليلة السبت، احترامًا يراه البريطاني المتواضع مستحقًا لملاكم لطالما اعتبره قدوته ومصدر إلهامه منذ بداياته في الملاكمة.

فقد تمكّن شيراز، المتألق حديثًا في وزن السوبر متوسط، من تحطيم إدغار برلانغا، الذي كان قد صمد أمام كانيلو لاثنتي عشرة جولة قبل نحو 10 أشهر في لاس فيغاس.

وإذا أسفر هذا الأداء الرائع عن منحه فرصة لمواجهة بطل العالم بلا منازع في وزن السوبر متوسط، فقد تعهّد شيراز خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب النزال بأنه سيقاتل بكل ما أوتي من قوة أمام ألفاريز — حتى لو انتهى به الأمر إلى السقوط بالضربة القاضية أمام النجم المكسيكي.

قال شيراز:

"لن أُسيء إلى شخص مثل كانيلو، ولكن سيكون شرفًا لي أن أشاركه الحلبة. صدقوني، لقد نشأت وأنا أعتبره قدوة، وفجأة تجد نفسك تقف أمامه في الحلبة – هل تتخيل ذلك؟ هذه لحظة عظيمة بحد ذاتها.

لكن الشيء الوحيد الذي أعدكم به هو أنه إذا خضت نزالًا ضد كانيلو، فلن يكون مثل نزاله الأخير [ضد ويليام سكول]، حيث كان خصمه يهرب.

أعدكم – هذا مصور بالكاميرا – حتى لو تلقيت ضربة قاضية، سأبقى واقفًا وأتبادل معه اللكمات حتى النهاية. سأقدّم عرضًا رائعًا، لأن هذا هو جوهر العظمة… أن تجرؤ على أن تكون عظيمًا. وأنا أعلم أنني سأفعل ذلك."

خلال نزال "ذا رينج 3" في ملعب لويس أرمسترونغ بكوينز، وقف شيراز (22 فوزًا، دون هزيمة 1 تعادل – 18 بالضربة القاضية) أمام برلانغا (23 فوزًا، هزيمتان– 18 بالضربة القاضية) وتبادل معه الضربات، رغم قوة خصمه. وقد نجح برلانغا في بعض اللحظات الأولى من النزال، لا سيما عبر استخدام الجاب السريع والدقيق، وهو ما اعترف شيراز بأنه فاجأه.

لكن شيراز، محافظًا على هدوئه، وجّه إلى برلانغا خطافيّة يسرى أطاحت به تحت الحبال قبل 42 ثانية من نهاية الجولة الرابعة. ورغم أن برلانغا نجح في النهوض بعد عدّ الحكم ديفيد فيلدز، عاد شيراز وطرحه أرضًا مجددًا بمزيج يساري-يميني عنيف قبل 16 ثانية فقط من نهاية الجولة نفسها.

أنقذه الجرس من السقوط القاضي في الجولة الرابعة، لكنه لم يصمد طويلًا في الخامسة. إذ سدّد شيراز يمينية تلتها يسارية جعلت برلانغا يضع يده على الأرض ليتفادى السقوط، وهو ما يُعتبر سقوطًا فنيًا، لكن الحكم فيلدز أنهى النزال عند الثانية 17 من الجولة الخامسة، معلنًا فوز شيراز.

هذا الفوز اللافت في أول ظهور لشيراز في وزن السوبر متوسط جعل اسمه مطروحًا على الفور كخيار محتمل لمواجهة كانيلو. وأكد تركي آل الشيخ أن الأداء الباهر لشيراز أمام برلانغا يؤهله لمنافسة كانيلو على ألقابه الخمسة في وزن 168 رطل: "ذا رينج"، والـIBF، والـWBA، والـWBC، والـWBO.

لكن كانيلو (63 فوزًا، هزيمتان، 2 تعادل – 39 بالضربة القاضية) عليه أولًا أن يواجه بطل العالم في أربعة أوزان تيرينس كروفورد (41 فوزًا دون هزيمة – 31 بالضربة القاضية) في نزال مرتقب يوم 13 سبتمبر على ملعب أليجيانت في لاس فيغاس.

وبحسب التوقعات، حتى في حال تفوّق كانيلو على كروفورد، يُرجّح أن يخوض شيراز نزالًا إضافيًا على الأقل ليحافظ على جاهزيته قبل حصوله على تلك الفرصة المصيرية. وقد عبّر شيراز، البالغ من العمر 26 عامًا، عن امتنانه لكون اسمه بات يُطرح بجدية كخيار محتمل لمواجهة كانيلو، لا سيما بعد التعادل المُحبط الذي خرج به في فبراير الماضي أمام بطل وزن المتوسط بحسب تصنيف WBC، كارلوس أداميس (24 فوزًا، هزيمة واحدة، 1 تعادل – 18 بالضربة القاضية).

وأضاف شيراز:

"دعونا لا نستبق الأمور. أنا شخص متواضع – وهذا ما كنت عليه دائمًا. وكانيلو أحد أبطالي في الملاكمة، وقلت ذلك مرارًا. يكفيني فخرًا أن يُذكر اسمي إلى جانب اسمه.

"اسمعوا، عليكم أن تتذكروا من أين أتيت... لقد انطلقت من العدم، والله، من لا شيء على الإطلاق."

"الجميع يظن، بسبب الطريقة التي أُقدّم بها نفسي، أنني وُلدت وفي فمي ملعقة من ذهب، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا. لقد بدأت من الصفر، فقط لا أُظهر ذلك.

لكن هذه هي طبيعة الملاكمة، أليس كذلك؟ لقد علمتني الكثير."

كييث آيديك هو كاتب وصحفي كبير في مجلة ذا رينج. يمكن متابعته على منصة X عبر: idecboxing@