لندن، إنجلترا — بعد أقل من أسبوع على
فوزه الساحق بالضربة القاضية على جاستيس هوني، والذي جعله منافسًا حقيقيًا على لقب العالم في يونيو، استقبل
فابيو ووردلي، ابن الثلاثين عامًا من سوفولك، مولودته الأولى، حيث رزق بطفلة.
كانت هناك بعض المخاوف من أن قدوم الطفلة قد يحدث مبكرًا ويعطل استعدادات ووردلي لأهم نزال في مسيرته. لكن الأمور سارت على نحو مثالي، إذ جلس ووردلي حاملاً طفلته بين ذراعيه قبل ساعات قليلة من بداية يوم الأب لعام 2025.
قد لا يُقال بصوتٍ عالٍ، لكن فابيو ووردلي بدأ يُؤمن بنفسه أخيرًا — ليس فقط لقناعته بامتلاكه القوة الكافية لإسقاط أي خصم مهما كانت ظروف النزال، بل لأنه بات يشعر أن الحظ بدأ يميل لصالحه أيضًا.
وقال ووردلي لمجلة
ذا رينج : "الأمر غريب... كل شيء يحدث بشكل مثالي للغاية".
ربما يكون السبب هو نشأته في مدينة إنجليزية صغيرة، أو ظروف طفولته، أو إصابات الكاحل التي أنهت مسيرته الكروية الواعدة. مهما كان السبب، لا ينكر ووردلي أن صوته الداخلي كان دائمًا أقرب إلى الشكّ من الإيمان.
وأوضح قائلًا: "لطالما راودتني هذه الفكرة لسنوات: هذه هي الخطوة التي ستكشفني، الحاجز الذي لن أتجاوزه. كنت أقول لنفسي: 'يا فاب، أحسنت، مجرد وصولك إلى هذه المرحلة إنجاز، لكن هذه هي النهاية... اللحظة التي تنهار فيها.'"
"لكن في كل مرة، لا أكتفي فقط بالنجاح، بل أحقق لحظة فارقة. يتحدث الناس عنها. سواء كان ذلك نزالًا ملحميًا من 12 جولة ضد
فرازر كلارك، أو ضربة قاضية جنونية في الجولة الأولى في النزال المعاد، أو عندما أكون متأخرًا على بطاقات الحكام وأفاجئ الجميع بلكمة قاتلة في اللحظات الأخيرة. هذه لحظات كبيرة فعلًا".
"ثم يأتي بعدها ولادة طفلتي، بعد أعظم نزال لي على الإطلاق في ملعب بورت مان رود، وكل ذلك بتوقيت مثالي. يبدو أن الأمور تسير وفق خطة مرسومة. ربما حان الوقت لأتوقف عن الشكّ، و أدع الأمور تأخذ مجراها."
حتى الآن، تسير الأمور على أفضل ما يرام مع ووردلي، الذي يملك سجلًا خاليًا من الهزائم بـ19 انتصارًا وتعادل واحد (18 انتصارًا بالضربة القاضية)، وقد أجاب بوضوح على كل التساؤلات المتعلقة بغياب خبرته في الملاكمة الهاوية.
و
إلى جانب تتويجه بلقب WBA المؤقت، دفعه انتصاره على هوني في 7 يونيو إلى احتلال المركز السابع في تصنيف "ذا رينج" لوزن الثقيل، كما رسّخ مكانته كأحد أكثر الملاكمين إثارة في هذه الفئة، بفضل قوته التدميرية التي أسفرت عن نسبة ضربات قاضية بلغت 90%، وهي من الأعلى على الإطلاق في عالم الملاكمة.
لكن منذ ولادة طفلته، لم يخطُ ووردلي بعد إلى صالة المدرب بن دافيسون، ولم يبدأ التفكير في العودة إلا مؤخرًا، مع وجود "سلاح سري" بانتظاره في منزله بإبسويتش.
وعن تأثير الأبوة عليه، قال: ""الأبوة منحتني راحةً نفسية لا توصف." الملاكمة صاخبة، ليس فقط الضرب، بل كل ما يدور حولها. لكنني أعود للبيت، أجلس مع طفلتي، ولا أهتم بأي شيء آخر لساعات".
"هي تلهيني بالطريقة المثالية، وتمنحني كل ما أحتاجه نفسيًا. زوجتي قالت لي: هل تعتقد أن وجود طفلة سيزيد من توترك؟ قلت لها لا، لأنني في اللحظة التي أحملها فيها، أنسى كل شيء".
"وعندما أعود للتدريب ولدي نزال قادم، لن يؤثر ذلك على تركيزي. كل شيء سيعود كما كان، لدي عملي، وعليّ أن أدفع الفواتير، ويجب أن أكون في أفضل حال، وزوجتي أم رائعة، لذا كل شيء سيسير بسلاسة".
لكن ما لا يسير بسلاسة هو طريق ووردلي نحو نزاله المقبل. فبحسب موقعه في تصنيف رابطة الملاكمة العالمية (WBA)، فإن الخطوة المنطقية التالية تتمثل في خوض نزال على اللقب "المنتظم"، في حين يُعد الأوكراني
أولكسندر أوسيك حامل اللقب "الخارق".
وعلى الجهة الأخرى، لا تزال الضبابية تحيط بالمواجهة المنتظرة بين حامل لقب WBA المنتظم
كوبرات بوليف و
مايكل هانتر، إذ كان من المفترض أن تُقام بعد فوز المروّج المخضرم دون كين ب
حقوق تنظيمها في مايو، كجزء من احتفالات عيد ميلاده الرابع والتسعين في 20 أغسطس، غير أن أي إعلان رسمي لم يصدر حتى الآن.
وفي تلك الأثناء، ينتظر ووردلي بصبر فرصته لمواجهة بوليف، ويؤكد أنه لا ينوي تغيير مساره.
وقال: "أعلم أن نزال بوليف-هانتر محدد، لكن هل سيُقام فعلاً؟ هذا أمر آخر. أنا أريد ذلك اللقب، لذا أنا أنتظر ما سيحدث".
"أعتقد أن الـWBA ذكرت أنه يجب حسم هذا الأمر قبل نهاية العام. ومن يملك اللقب المؤقت يجب أن يواجه حامل اللقب المنتظم. وإذا لم يحدث ذلك، فعلينا مراجعة الاتحاد و نسألهم : ما الخطة؟"
"أنا لست من يعطل الأمور. لقد أنجزت المطلوب، فزت بالضربة القاضية، فماذا بعد؟ نحن نتابع الموضوع عن كثب. هذا هو عالم الملاكمة في القمة، دائمًا يوجد توقفات و تأجيلات".
"أحيانًا عليك أن تنتظر وتُثبت مكانك. لقد وصلت إلى مرحلة لا حاجة لي فيها بخوض نزالات لمجرد البقاء نشطًا. هدفي واضح الآن: نزال على اللقب المنتظم، ولا أفكّر بأي خيار آخر. القرار بيد الـWBA، لكن موقفي واضح — لقد أنجزت ما طُلب مني، أنا نشيط، ومستعد للانطلاق."
"فلماذا لا تدعمون الملاكم الذي يريد فعلاً الترويج لمنظمتكم وتتركوني أقاتل؟"
أما عن خصميه المحتملين، فبوليف لم يخض سوى نزال واحد في الـ18 شهرًا الماضية، عندما فاز على محمود شار في ديسمبر، بينما يعود آخر نزال لمايكل هانتر إلى نفس الشهر، حين أسقط كريستيان لاروندو غارسيا في الجولة الخامسة.
"لنرَ ما سيحدث معهما، لكن الأمور أصبحت هادئة"، ختم ووردلي. "أنا متأكد بنسبة 100٪ أنني سأخوض نزالًا قبل نهاية العام. سأكون في صالة التدريب، وأبقى مستعدًا. ربما ستسير الأمور كما أتمنى تمامًا."