مع اقتراب النزال المنتظر بين إدغار بيرلانغا وحمزة شيراز في 12 يوليو، تتزايد التساؤلات ويتصاعد الترقب.

كيف سيتأقلم شيراز مع وزن السوبر متوسط، وهو يخوض أول نزال له في هذه الفئة أمام ملاكم قوي ومتمرس مثل بيرلانغا؟ وهل الأداء الذي قدمه بيرلانغا في النصف الثاني من نزاله ضد كانيلو ألفاريز يُعد مؤشرًا على تطوّره وأنه أصبح من نخبة ملاكمي وزن 168 رطلاً؟

لكن من بين كل التساؤلات، قد يكون السؤال الأهم هو: كيف تأقلم شيراز (21 فوزًا، تعادل واحد، 17 بالضربة القاضية) مع مدربه الجديد آندي لي، قبل خوضه نزال تصفية لقب مجلس الملاكمة العالمي (WBC) في وزن السوبر متوسط ضد بيرلانغا (23 فوزًا، هزيمة واحدة، 18 بالضربة القاضية)، في عرض ذا رينج 3 الذي تنظمه مجلة ذا رينج بنظام الدفع مقابل المشاهدة.الذي سيُقام في ملعب لويس أرمسترونغ في كوينز، نيويورك، ويُبث عبر DAZN .

وكان شيراز قد قرر الانفصال عن مدربه السابق ريكي فونييز بعد تعادله المثير للجدل مع بطل وزن المتوسط (WBC) كارلوس أداميس في 22 فبراير، مبررًا ذلك بالحاجة إلى تغيير فني يرفع مستواه إلى مرحلة جديدة.

قال شيراز لمجلة ذا رينج:

"أنا من الأشخاص الذين يحتاجون باستمرار إلى أفكار جديدة لتحفيز العقل. دائمًا ما أطمح لكسر الحواجز وبلوغ آفاق جديدة. وأشعر أن آندي لي هو الرجل القادر على مساعدتي في ذلك. شاهدت إحدى جلساته التدريبية مع بن ويتيكر، وأعجبتني كثيرًا. إنه رجل محترم للغاية ويحظى بتقدير واسع، خاصةً كونه بطل عالم سابق، ولديه هدوء وثقة تنعكسان في حضوره. أؤمن أن هذه الخطوة مناسبة تمامًا لمسيرتي."

يضم فريق آندي لي عددًا من الأسماء البارزة، من بينهم بطل الوزن الثقيل المؤقت وفقًا لمنظمة WBO جوزيف باركر، و الحاصل على الميدالية الأولمبية في أولمبياد طوكيو 2020 بن ويتيكر، ومنافس وزن الويلتر المتقدّم بادي دونوفان. آندي لي، البالغ من العمر 41 عامًا، اعتزل بسجل احترافي بلغ 35 فوزًا، 3 هزائم، وتعادل واحد، منها 24 انتصارًا بالضربة القاضية، وتُوّج بلقب وزن المتوسط لمنظمة WBO خلال مسيرته الممتدة من 2006 إلى 2017.

وقد سار لي في مسيرته التدريبية على خُطى معلمه الأسطوري ومدرب قاعة المشاهير إيمانويل ستيوارد، أحد أعظم المدربين في تاريخ الملاكمة، والذي أشرف على تدريب نخبة من الأبطال مثل تومي هيرنز، ولينوكس لويس، وفلاديمير كليتشكو. كما درّب ستيوارد بنفسه آندي لي ونشأت بينهما علاقة مهنية وثيقة امتدت حتى وفاته في عام 2012.

وقد وصف المعلّق الأسطوري في قاعة المشاهير جيم لامبلي، الذي رافق ستيوارد في تغطية العديد من النزالات على مدار ثلاثة عقود في شبكة HBO، خطوة شيراز بالاستعانة بـ آندي لي بأنها "رائعة" نظرًا لإرث ستيوارد الكبير وتأثيره المباشر على أسلوب لي كمدرب.

قال لامبلي:

"كان آندي لي تلميذًا لأعز أصدقائي، ولمن أعدّه شخصيًا أعظم مدرب في العصر الحديث، إيمانويل ستيوارد. ولهذا، فإنه يحمل إرث ستيوارد معه في كل ركن يتواجد فيه. ولو قدّر لي أن أصبح ملاكمًا محترفًا غدًا، واضطررت لاختيار مدرب من بين مجموعة من الأسماء التي أعرفها وأحترمها، فإن آندي لي سيكون بلا شك على رأس تلك القائمة — بل وقد يكون خياري الأول دون تردد، ببساطة لأنه يمنحني الثقة الكاملة كونه تتلمذ على يد إيمانويل."

مع ذلك، أشار لامبلي إلى أن العديد من الأسئلة الجوهرية حول مدى التفاهم بين شيراز ولي لن تُحسم إلا عندما يدخل شيراز الحلبة فعليًا في نزال بيرلانغا.

قال لامبلي:

"لا يمكنك أبدًا التنبؤ بما سيحدث في أول نزال مع مدرب جديد. ربما تبدأ في تكوين صورة أوضح بعد مرور خمس أو ست جولات. عليه أن يأمل في أن يتمكن من تجاوز تلك الجولات الأولى أمام خصم يمتلك قوة ضربات حقيقية."

وعلى الرغم من أن المثالي لأي ثنائي (ملاكم ومدرب) أن يخوضا نزالًا تمهيديًا قبل التورط في مواجهة من هذا الحجم، فإن المدرب الأمريكي الشهير ستيفن "برِدمان" إدواردز، الذي درّب أسماء مثل جوليان ويليامز، وكاليب بلانت، وكيرون ديفيس، يرى أن الأمر لن يكون صعبًا على شيراز من حيث الاستماع والتفاعل مع آندي لي يوم 12 يوليو. لكنه وافق أيضًا على وجهة نظر لامبلي، مؤكدًا أن الانسجام الحقيقي لا يظهر إلا حين يبدأ النزال.

قال برِدمان:

"من خلال خبرتي، فإنك تحصل على أقصى طاقة من الملاكم في الفترة الأولى بعد انضمامه إليك، لأنه يحاول أن يثبت نفسه. الملاكمون عادةً يرتاحون مع المدربين الذين قضوا معهم وقتًا طويلًا، وقد يتساهلون في بعض الجوانب. أما عندما يكونون مع مدرب جديد، فإنهم يتحولون إلى أكثر الطلبة التزامًا. رأيت ذلك يحدث كثيرًا. الملاكمون يحاولون إثبات جدارتهم للمدرب الجديد."

وأضاف:

"يُعد آندي لي مدربًا بارعًا دون أدنى شك، إلا أنه من غير الممكن الجزم مسبقًا بمدى الانسجام الفني الذي قد يتشكّل بينه وبين شيراز."