تبلغ رياضة الملاكمة ذروتها حين يتقابل اثنان من نخبة الملاكمين في فئتهم الوزنية، أو في فئات متقاربة، في نزالٍ متكافئ يصعب التنبؤ بنتيجته.
من بين من يرون أن النزال متكافئ بنسبة 50-50، يبرز كلٌ من المدرب ستيفن "برد مان" إدواردز والمعلّق الأسطوري وعضو قاعة المشاهير جيم لامبلي، إذ
وصف كلاهما المواجهة بأنها مفتوحة على جميع الاحتمالات، دون وجود أفضلية واضحة لأي من الطرفين.قال إدواردز ل
مجلة ذا رينج:
"أعشق النزالات المتكافئة التي تجمع بين ملاكمين في ذروة عطائهما. وبوصفي من عشاق الملاكمة، فإن هذا النوع من المواجهات يلفت انتباهي، لأننا غالبًا ما نشهد خلاله أفضل ما يمكن لكل طرف أن يقدّمه. وبما أن كليهما لم يُتوَّج بعد بلقب عالمي، فإنني أتوقع أن يبذل كل منهما أقصى جهد، بل ويكون مستعدًا لتجاوز حدوده."
أما لامبلي، فقال:
"شيراز يريد أن يستغل فارق الطول وقدرته على الرد بالهجمات المضادة أمام خصمٍ اعتاد في السابق أن يهاجم بشكل مباشر دون تنوّع في الأسلوب. السؤال هنا: هل أصبح لدى برلانغا مهارات أخرى في جعبته إلى جانب قوته الهجومية المباشرة؟ إن كان كذلك، فقد تكون له أفضلية أمام شيراز. إنها مواجهة مثيرة لأنها ستكشف لنا الكثير عن الطرفين."
كلا الملاكمين يدخلان هذا النزال وسط العديد من علامات الاستفهام. ف
شيراز، الذي يبلغ طوله 6 أقدام و3 إنشات، يتمتع بأفضلية في الطول والطول الموازي (المدى)، وسيخوض أول نزال له في وزن 168 رطلًا وتحت إشراف المدرب أندي لي.
وكان آخر نزال خاضه شيراز في وزن 160 رطلًا قد انتهى
بالتعادل أمام بطل العالم في وزن المتوسط (WBC) كارلوس أداميس في 22 فبراير بالرياض، السعودية. وقد رأى الكثيرون أن
أداميس كان الأحق بالفوز بقرار النقاط.
شيراز، البالغ من العمر 26 عامًا، يمتلك فرصة كبيرة لتأكيد مكانته كأحد أبرز منافسي هذا الوزن المزدحم بالمواهب في حال فوزه. كما يُعد برلانغا ثاني أصعب خصم يواجهه حتى الآن.
أما
برلانغا، ابن بروكلين – نيويورك، والبالغ من العمر 28 عامًا، فهو أكثر خبرة في وزن 168، وقدم أداءً قويًا أمام بطل العالم بلا منازع في وزن السوبر متوسط،
كانيلو ألفاريز، رغم خسارته بقرارٍ إجماعي في 14 سبتمبر. وهو الآن أمام فرصة لإثبات تطوره.
وفي ظهوره الوحيد منذ ذلك اللقاء، تمكّن برلانغا من إسقاط خصمه المتواضع، جوناثان غونزاليس أورتيز، بالضربة القاضية في الجولة الأولى، خلال نزال أُقيم في أورلاندو بولاية فلوريدا بتاريخ 15 مارس. وكان هذا هو فوزه السابع عشر بالضربة القاضية، والأول منذ انطلاق مسيرته الاحترافية التي شهدت 16 انتصارًا متتاليًا بالضربة القاضية في الجولة الأولى.
وبغض النظر عن هوية الفائز، فإن المنتصر سيجد نفسه في موقع مثالي لخوض نزال كبير في المرة القادمة.
واختتم إدواردز حديثه قائلًا:
"من الصعب جدًا التنبؤ بنتيجة هذا النزال. أعتقد أن شيراز أكثر مهارة، لكن أرى أن برلانغا يتمتع بقوة بدنية وتفوق رياضي."