توفي مايك ماكولوم، بطل العالم السابق في أوزان خفيف المتوسط، المتوسط، و فوق المتوسط ، وعضو قاعة مشاهير الملاكمة الدولية منذ عام 2003، يوم السبت في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا، عن عمر يناهز 68 عامًا. ويُعد ماكولوم أحد أبرز الملاكمين في تاريخ اللعبة، بعدما توّج بألقاب عالمية في ثلاث فئات وزنية، وخلّد اسمه كأحد أعمدة جيله بفضل مهاراته الفريدة وأسلوبه القتالي المميز.

بفضل مهاراته التي مكنته من حصد الألقاب في ثلاث فئات وزنية، لم يكن غريبًا أن يُتجنب "قناص الأجسام" من قبل العديد من ملاكمي عصره.

انطلق مايك ماكولوم من جذوره المتواضعة في جامايكا ليبلغ أعلى مراتب الملاكمة العالمية. وعلى الرغم من قدراته الفنية العالية وأدائه المتميز، إلا أنه كان يُنظر إليه طوال مسيرته كملاكم يشكل تهديدًا كبيرًا دون أن يقابله عائد تسويقي كافٍ، مما أدى إلى تجنبه من قبل أبرز الأسماء في جيله.

وُلد ماكولوم في كينغستون، جامايكا، في 7 ديسمبر 1956، وكان الابن الوحيد لعائلته. عاش طفولة هادئة على الجزيرة قبل أن يكتشف الملاكمة في سن الخامسة عشرة.

يقول ماكولوم لمجلة ذا رينج عن بداياته:

"كنت أذهب إلى الكنيسة كل أحد مع والديّ، أذهب إلى المدرسة وأعود لألعب مع الأطفال. كنت أتشاجر أحيانًا، وذات مرة ذهبت إلى نادٍ للملاكمة في الحي وكان معروفًا في جامايكا. بدأت أوجه لكمات دون أن أعرف شيئًا عن الملاكمة، فقال لي أحدهم: ’مايك، هل ترى هذا؟ أنت موهوب بالفطرة.‘"

لاحقًا، أصبح ماكولوم ملاكمًا هاويًا ناجحًا، ومثّل بلاده في بطولة العالم 1974، والألعاب الأولمبية عام 1976، ونال الذهب في ألعاب الكومنولث عام 1978. وكان يأمل المشاركة في أولمبياد 1980، لكن إصابته بالتهاب الزائدة الدودية حالت دون ذلك. سجّل في مسيرته الهاوية 240 انتصارًا مقابل 10 هزائم قبل أن يتحول إلى الاحتراف مطلع عام 1981.

تولى الثنائي الأسطوري جورج بينتون وإيدي فاتش مهمة صقل مهارات ماكولوم وتطوير أدائه داخل الحلبة، وعن ذلك يقول:

"كانا عبقريين بكل ما للكلمة من معنى."

حقق ماكولوم 21 انتصارًا متتاليًا قبل أن يواجه شون مانيون على لقب الـWBA في وزن خفيف المتوسط ضمن أمسية تضمنت مواجهة مارفين هاغلر ومصطفى حمشو في خريف 1984. قدّم أداءً فنيًا مميزًا وفاز بقرار إجماعي. ثم دافع عن لقبه ست مرات أمام أسماء مثل ديفيد براكستون (بالضربة القاضية الفنية في الجولة 8)، وجوليان جاكسون (بالضربة القاضية الفنية في الجولة 2)، ودونالد كوري (بالضربة القاضية الفنية في الجولة 5).

كان "قناص الأجسام" يأمل في مواجهة أحد "الرباعي الكبير" (هاغلر، شوجر راي ليونارد، توماس هيرنز، وروبرتو دوران)، لكن دون جدوى.

وعندما سُئل إذا ما كان يشعر بأنه تم تجنبه، أجاب:

"لا أظن، بل أنا على يقين. لقد ارتكبت خطأً كبيرًا عندما التحقت بالتدريبات مع إيمانويل ستيوارد، وتوماس هيرنز، وميلتون ماكروري، وغيرهم. واجهت براكستون وماكروري في نزالات رسمية، وتدربت مع هيرنز، لكن بعد ذلك لم يرغب أيٌّ منهم في منازلتي مجددًا، ولا حتى في خوض تدريبات مشتركة معي."

تخلّى مايك ماكولوم عن لقبه في وزن خفيف المتوسط وصعد إلى فئة الوزن المتوسط، حيث توجه مباشرة إلى إيطاليا لمواجهة سومبو كالامباي على لقب رابطة الملاكمة العالمية (WBA) في مارس عام 1988. ورغم دخوله النزال بوصفه المرشح الأبرز للفوز، إلا أنه عانى أمام أسلوب كالامباي القائم على الحركة والمراوغة، وتعرض لأول خسارة في مسيرته الاحترافية.

لكن الهزيمة لم تُثنه، فعاد إلى الانتصارات بانتظار فرصة جديدة، والتي جاءت بعد أن تم تجريد كالامباي من لقبه لاختياره مواجهة مايكل نان بدلًا من متحديه الإجباري هيرول غراهام. تقابل ماكولوم مع غراهام على اللقب الشاغر، وفاز بقرار منقسم في نزال حماسي، ليصبح بطلًا في فئتين وزنيتين. ثم هزم ستيف كولينز (قرار إجماعي) وأسقط مايكل واتسون بالضربة القاضية، قبل أن يثأر من كالامباي بقرار منقسم كذلك.

سعى ماكولوم لاحقًا إلى الفوز بلقب الـIBF في الوزن المتوسط، وخاض نزالين ضد النجم الصاعد جيمس توني في أوائل التسعينيات. وعلى الرغم من تقارب النزالين، فقد تعادل في الأول وخسر الثاني بقرار الأغلبية.

في صيف عام 1994، كتب مايك ماكولوم اسمه في سجلات التاريخ عندما أصبح بطلًا عالميًا في ثلاث فئات وزنية، بعد فوزه على جيف هاردينغ وانتزاعه لقب المجلس العالمي للملاكمة (WBC) في وزن خفيف الثقيل. وقد دافع عن لقبه مرة واحدة بنجاح، قبل أن يخسره لاحقًا لصالح الفرنسي فابريس تيوزو.

وفي آخر نزالين له، خسر أمام روي جونز جونيور بقرار إجماعي، ثم خسر النزال الثالث ضد توني، قبل أن يعتزل عن عمر 40 عامًا، بسجل بلغ 49 فوزًا مقابل 5 هزائم وتعادل واحد، بينها 36 بالضربة القاضية.

أبرز ست مواجهات في مسيرته:

شون مانيون – 19 أكتوبر 1984، ماديسون سكوير غاردن، نيويورك

اللقب: بطولة رابطة الملاكمة العالمية (WBA) لفئة وزن خفيف المتوسط

"كنت دائمًا أتساءل لماذا لم يقبل الرباعي الكبير في مواجهتي. لم أجد جوابًا. لو واجهوني، لكانوا أصبحوا ’الخماسي الكبير‘. كنت محبطًا وغاضبًا من الجميع. تمنيت نزال ليونارد، لكنه كان في فئة أخف، ودوران أعطى اللقب لهيرنز بدلًا من مواجهتي، أما هاغلر فلا أعلم لما تهرب."

عن مانيون قال:

"لم يكن خصمًا مخيفًا في المظهر، لكنه كان شجاعًا بكل معنى الكلمة. كان يحاول الرد بعد كل لكمة قوية أوجهها إليه. سيطرت على أغلب الجولات، وكنت أتمنى أن أحسم النزال بالضربة القاضية، لكن ما كان يهمني حقًا هو الفوز باللقب. أن تصبح أول بطل عالم في تاريخ جامايكا؟ ذلك شعور يفوق الوصف، ولا يُضاهى."

النتيجة: فوز ماكولوم بقرار إجماعي من 15 جولة

جوليان جاكسون – 23 أغسطس 1986، ميامي بيتش

اللقب: بطولة رابطة الملاكمة العالمية (WBA) لفئة وزن خفيف المتوسط

"كنت أعلم أنه يملك ضربة قاضية، ولم أرد أن أتلقى إحداها. عندما شعرت بقوته، قررت أن أهاجمه أولًا. سقط بعد لكمتي، فقلت: ’أنت تضرب بقوة ولا تتحمل؟ الآن سأُنهيك.‘"

النتيجة: فوز ماكولوم بالضربة القاضية الفنية في الجولة الثانية

دونالد كوري – 18 يوليو 1987، لاس فيغاس

اللقب: بطولة رابطة الملاكمة العالمية (WBA) لفئة وزن خفيف المتوسط

"كان كوري ملاكمًا ذكيًا وخطيرًا، لكني تدربت جيدًا مع جورج بينتون الذي رسم خطة الفوز. واحدة من أفضل الضربات القاضية التي حققتها كانت في هذا النزال."

النتيجة: فوز ماكولوم بالضربة القاضية الفنية في الجولة الخامسة

هيرول غراهام – 10 مايو 1989، لندن

اللقب: بطولة رابطة الملاكمة العالمية (WBA) لفئة وزن خفيف المتوسط

"الملاكمة في إنجلترا ليست سهلة، خاصة عندما تواجه نجمهم المحلي. هيرول غراهام كان ملاكمًا ماهرًا ومراوغًا من الطراز الرفيع، وقد اعتمدت على الضربات إلى الجسد لإبطاء حركته. كان نزالًا صعبًا وشاقًا، لكنه في النهاية كان لي."

النتيجة: فوز ماكولوم بقرار منقسم من 12 جولة

جيمس توني – 13 ديسمبر 1991، أتلانتيك سيتي

اللقب: بطولة الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) لفئة الوزن المتوسط

"النزال الأول كان نزالًا تقليديًا وصعبًا في آنٍ واحد، وأشعر أنني كنت الطرف الأفضل فيه. جيمس توني كان قويًا، وواصل التحسن في المواجهتين التاليتين. أعتقد أنني انتصرت في واحد على الأقل من تلك النزالات."

النتيجة: تعادل

جيف هاردينغ – 23 يوليو 1994، نورث داكوتا

اللقب: بطولة المجلس العالمي للملاكمة (WBC) لفئة الوزن خفيف الثقيل

"كنت أعلم أن جيف هاردينغ لا يتوقف عن اللكم، لذلك كان علي أن أتحرك باستمرار وأعتمد على الهجمات المرتدة. بذلت جهدًا كبيرًا لأحقق حلمي بأن أصبح بطلًا في ثلاث فئات وزنية، وهذا الإنجاز يعني لي الكثير؛ لأنه ثمرة سنوات من العمل والتضحية."

النتيجة: فوز ماكولوم بقرار إجماعي من 12 جولة

ملاحظة المحرر: نُشر هذا المقال لأول مرة في عدد فبراير 2020 من مجلة ذا رينج. وقد تحدث ماكولوم في ذلك الحين عن أبرز لحظاته في الحلبة.

للتواصل مع الكاتب أنسون، يمكنكم مراسلته عبر البريد: elraincoat@live.co.uk

أو متابعته على منصة X: @AnsonWainwr1ght