كان ويليام كرولا قد عاد منذ يوم أو يومين فقط من رحلة ملحمية عبر أوروبا على غرار فيلم Planes, Trains and Automobiles، سافر خلالها لمشاهدة فريقه المحبوب مانشستر يونايتد يخسر أمام توتنهام هوتسبير في نهائي الدوري الأوروبي في بلباو، إسبانيا، وذلك قبل حضوره المؤتمر الصحفي للإعلان رسميًا عن نزاله المرتقب ضد فريزر ويلكنسون.

قال كرولا(8 انتصارات دون هزيمة، 6 بالضربة القاضية) لمجلة ذا رينج عن الساعات الطويلة التي قضاها ممسكًا بزجاجة ماء واحدة على متن الحافلات والطائرات، بينما كان أصدقاؤه والمشجعون الآخرون يستمتعون بكامل طاقتهم:

"ربما أفادتني تلك الرحلة من ناحية الحمية الغذائية."

وأضاف:

"كنت أتدرب هنا بالفعل، لكنني قضيت وقتًا رائعًا مع الشباب، وهذا هو الأهم. المباراة دائمًا هي الجزء الأسوأ، خاصة عندما يقدم يونايتد أداءً كهذا."

لكن الحديث عن نزال نهاية هذا الأسبوع ضد فريزر ويلكنسون(11 انتصارًا، هزيمتان، 2 بالضربة القاضية)، ضمن البطاقة التمهيدية لنزال جاك كاتيرال ضد هارلم يو بانك، أعاد تركيز وزن المتوسط الخفيف الشاب على مهامه داخل الحلبة.

قال كرولا: "هذا النزال خطوة جيدة أخرى للأمام. خصمي بطل اسكتلندا، وخاض 13 نزالًا فاز في 11 منها، وخاض نزالات من عشر جولات أكثر من مرة. أعتقد أنه نزال رائع بالنسبة لي، وسيُظهر للجميع من أكون. أريد من خلاله إعادة تشغيل قطار الضربات القاضية. أعلم أنني قلت سابقًا إن الفوز بالنقاط كان جيدًا، لكنني أريد استعادة الإنهاءات السريعة."

وأضاف:

"أنا أفضل الفوز بالضربة القاضية. أفضل بكثير من الفوز بالنقاط."

كان كرولا يشير إلى فوزه بالنقاط في مارس الماضي، حين خاض ست جولات أمام إيمانويل زيان(6 انتصارات -4 هزائم، 3 بالضربة القاضية)، وهو خصم جيد، لينهي بذلك سلسلة من ستة انتصارات متتالية بالضربة القاضية.

كان كرولا ملاكمًا هاويًا قويًا قبل أن يبتعد عن الرياضة في سنوات مراهقته. لكنه أدرك أنه سيكون كمن يخدع نفسه إن لم يحاول استغلال موهبته، فعاد إلى صالة التمارين وبدأ يتدرب تحت إشراف شقيقه، بطل العالم السابق في وزن الخفيف WBA، أنطوني كرولا.

كرولا شاب واثق ومرح، وينتمي لعائلة لها باع طويل في الملاكمة، لكن التأثير الذي أحدثه خلال فترة قصيرة نسبيًا فاجأ كثيرين.

فابن الـ26 عامًا أثبت أنه يمتلك قوة ضربة قاضية حقيقية بكلتا يديه. والجولات الست التي خاضها ضد زيان كانت الأطول في مسيرته الاحترافية حتى الآن، وكانت تجربة مفيدة للغاية.

قال كرولا:

"كانت تجربة رائعة. تعلمت منها الكثير، ومع ذلك شعرت أنني قدمت أداءً جيدًا. أعتقد أن بطاقة الحكم كانت متقاربة جدًا، لم أشعر في أي لحظة أن الفارق نقطة واحدة فقط. برأيي، فزت بأربع جولات على الأقل مقابل اثنتين."

وأضاف:

"والدي رجل صريح. سيقول لك مباشرة إذا كنت قد قدمت أداءً سيئًا أو إذا لم يكن يعتقد أنك فزت. هو رآها 5-1 لي، وشاهدتها مجددًا، صحيح أن هناك جولات كانت متقاربة، لكني شعرت أنني أنجزت فيها بعض العمل."

وتابع مشيدًا بخصمه:

"لكن كل التقدير لإيمانويل زيان. إذا حصل على إشعار كافٍ قبل أي نزال، سيقلب الطاولة على خصومه أكثر من مرة. صدقني، إنه ملاكم مزعج وصعب. كان من الجيد أن أخوض نزالًا بهذا الشكل، وأُظهر أن لدي ما أقدمه حتى عندما تصبح الأمور صعبة."

واختتم قائلًا:

"كانت مباراة تعليمية رائعة، وأريد الكثير من هذه النوعية. لم تكن ليلة قصيرة في العمل، بل كانت وردية كاملة مع بعض الوقت الإضافي."

شاهد أنطوني كرولا، شقيق ويليام ومدربه، مئات الجولات له في صالة التدريب، لكن رؤيته يخوض ست جولات من الأخذ والرد مع خصم طموح مثل إيمانويل زيان وفّرت له الكثير من النقاط التعليمية المهمة.

ومع ذلك، فإن خوض نزال كامل لا يُظهر دائمًا الجوانب التي تحتاج إلى تعديل أو تغيير. ستكون هناك تعديلات فنية وتكتيكية لا بد من إدخالها مع تقدمه في مسيرته، لكن الثقة بالنفس تظل السلاح الأهم في ترسانة أي ملاكم، وإكمال تلك الجولات بوتيرة عالية من شأنه أن يعزز إيمان كرولا بنفسه بشكل كبير.

كان زيان قادرًا على امتصاص ضربات كرولا، وطرح تساؤلات تتعلق بلياقته، ورغبته، وذكائه داخل الحلبة. وبعد أن تمكّن من الإجابة على كل هذه التساؤلات، يؤمن كرولا بأنه يسير في الطريق الصحيح ويتطلع لإثبات ذلك أمام ويلكنسون.

قال كرولا:

"هناك الكثير للعمل عليه. هذه أول مرة أخوض فيها ست جولات منذ سنوات طويلة، لذا تمكنا من رؤية الكثير أكثر من مجرد جولة واحدة."

وأضاف:

"نعم، هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تطوير، لكن بالمقابل هناك أيضًا العديد من النقاط الإيجابية التي يمكن استخلاصها. وسأدخل الحلبة كما أفعل دائمًا: جاهز، متحمس، وقوي. وأؤمن بأنه إذا حضر أفضل إصدار مني، فسأتمكن من التفوق على خصم جيد مثل ويلكنسون."