لا يزال لاري هازارد يتذكر مدى الثقة التي كان يتمتع بها دوايت محمد كاوي عندما عاد على مضض إلى سجن راهواي في سبتمبر عام 1981.

وُلد كاوي باسم دوايت براكستون، وكان سجينًا في هذا السجن سيئ السمعة في ولاية نيوجيرسي عندما تعلّم الملاكمة في سبعينيات القرن الماضي. وبعد أن غيّر اسمه الأخير وتفرغ تمامًا لتغيير مجرى حياته، اضطر كاوي للعودة إلى السجن نفسه لأن نزاله في وزن خفيف الثقيل أمام السجين والمنافس جيمس سكوت كان منقولًا على الهواء مباشرة من داخل جدران راهواي التي كان كاوي يتمنى نسيانها.

وكان كاوي، الذي لم يتجاوز طوله 5 أقدام و6 إنشات، يُعرف بلقب "منشار كامدن"، وتدرّب هو وسكوت معًا داخل السجن. وكان كاوي، الذي قضى خمس سنوات بتهمة السطو المسلح، يعلم أن الفوز على سكوت يمكن أن يسرّع من حصوله على فرصة للمنافسة على لقب عالمي.

وقال هازارد، الذي كان حكمًا في نزال كاوي وسكوت، لمجلة "ذا رينج" يوم الأحد: "نادراً ما تراجع خطوة إلى الوراء أمام سكوت. لا أعلم إن كان ذلك بسبب تدريبهما معًا لسنوات في السجن، لكن ثقته بنفسه في ذلك النزال كانت طاغية، وتمكن من حسم الأمر. كان مسيطرًا تمامًا على النزال من الجرس الأول حتى الأخير".

وقد منح فوز كاوي على سكوت فرصة لمواجهة بطل مجلس الملاكمة العالمي في وزن 175 رطلاً ماثيو سعد محمد في نزاله التالي. وفاز كاوي، الذي توفي يوم الجمعة عن عمر 72 عامًا، على محمد بالضربة القاضية الفنية في الجولة العاشرة في ديسمبر 1981، ليكمل واحدة من أكثر قصص الخلاص إثارة في تاريخ الملاكمة.

قال لاري هازارد، مفوض الملاكمة المخضرم في ولاية نيوجيرسي: "أكثر ما أعجبني في كاوي هو أنه قضى تلك السنوات في السجن وغيّر حياته من خلال الملاكمة. لقد كان مثالًا حيًّا لشخص قرر أن يسلك الطريق المستقيم. استخدم رياضة الملاكمة كوسيلة، وأدرك أنه يمتلك المهارات التي تمكّنه من تحقيق شيء في حياته من خلالها".

دافع كاوي بنجاح عن لقب مجلس الملاكمة العالمي (WBC) في وزن خفيف الثقيل ثلاث مرات، قبل أن يتعرض لأول هزيمة على يد مايكل سبينكس، الذي لم يكن قد خسر أي نزال آنذاك، بقرار جماعي في مارس 1983. ثم عاد لاحقًا ليتوج بلقب رابطة الملاكمة العالمية (WBA) في وزن الكروزرويت بعد أن هزم بيت كروس بالضربة القاضية في الجولة الحادية عشرة في يوليو 1985.

وفي العام التالي، خاض كاوي مواجهة لا تُنسى ضد إيفاندر هوليفيلد، وصفتها مجلة "ذا رينج" بأنها أفضل نزال في وزن الكروزر خلال الثمانينيات. فاز هوليفيلد في تلك المعركة التي استمرت 15 جولة بقرار منقسم في يوليو 1986.

وفي نزال الإعادة بينهما في ديسمبر 1987 على لقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) في وزن الكروزرويت، تمكن هوليفيلد من إسقاط كاوي بالضربة القاضية في الجولة الرابعة. ثم خسر كاوي أيضًا بالضربة القاضية أمام جورج فورمان في الجولة السابعة من نزالهما في الوزن الثقيل في مارس 1988.

اعتزل كاوي الملاكمة بسجل احترافي بلغ 41 انتصارًا مقابل 11 خسارة وتعادل وحيد، منها 25 فوزًا بالضربة القاضية. وبعد 19 عامًا من بداية مسيرته التي شهدت تعادلًا وهزيمة في أول ثلاث نزالات، تم إدراجه في قاعة مشاهير الملاكمة في نيوجيرسي عام 1997، ثم في قاعة مشاهير الملاكمة الدولية عام 2004.

وقال هنري هاسكوب، رئيس قاعة مشاهير الملاكمة في نيوجيرسي، لمجلة "ذا رينغ": "كان يذكرني دائمًا بصنبور إطفاء الحريق. كان قصير القامة، ممتلئ البنية، وصلبًا كالصخر. لا أظن أنني كنت أرغب في مواجهته في زقاق مظلم. كانوا يشبهونه بجو فريزر، وقد تدرب بالفعل في صالة جو لفترة. وقد قال إيفاندر هوليفيلد بنفسه إنه كان أصعب خصم واجهه، وهذا يعني الكثير".

قالت واندا مارفي كينغ، شقيقة دوايت محمد كاوي، لموقع bmorenews.com — الذي كان أول من نشر خبر وفاته — إن شقيقها عانى من الخرف في السنوات الأخيرة.

وأضافت كينغ أن كاوي، بعد اعتزاله الملاكمة، أصبح مستشارًا للتعافي من تعاطي المخدرات والكحول في مركز "ذا لايتهاوس" في منطقة ميز لاندينغ بولاية نيوجيرسي.

وقالت كينغ: "كان ينصحهم بالابتعاد عن المخدرات والكحول وتجنب المشاكل. لقد كان مليئًا بالحب".

وأشارت إلى أن كاوي واجه الخرف بنفس العزيمة التي أظهرها داخل الحلبة — وهو ما لم يفاجئ لاري هازارد على الإطلاق.

وقال هازارد، الذي أدار أيضًا نزال كاوي ضد مايكل سبينكس: "كان ملاكماً ممتازًا. أكثر ما أتذكره عنه أنه كان من أولئك الذين أتقنوا أسلوب الانحناء والمراوغة أثناء التقدم للأمام. كان بالفعل قصير القامة، لكن من الصعب جدًا على الخصوم أن يوجّهوا له ضربة نظيفة ومباشرة. معظم نزالاته التي خسرها كانت بسبب الإرهاق أو عدم الجاهزية البدنية الكاملة".

وتابع: "لكني لا أذكر أنه تلقى ضربة قاضية واضحة أبدًا، لأنه كان يستخدم أسلوب bob-and-weave التقليدي، دائم الانخفاض والحركة للأمام. وخصوصًا في بداياته، عندما كان يصعد نحو القمة، كان دائمًا في حالة بدنية ممتازة. لقد كان ببساطة ملاكمًا قويًا وموهوبًا".