رغم أنه احتفظ بلقب عالمي لأكثر من عقد، كان الاعتقاد السائد – حتى لدى
تيرينس كروفورد نفسه – أنه لا ينال التقدير الذي يستحقه.
أما اختيار خصومه فكان دائمًا أمرًا يسيرًا، لكن مسألة غياب التقدير الجماهيري لم يجد لها تفسيرًا. ومع ذلك، واصل فعل ما يُتقنه: هزيمة أي منافس يُوضع أمامه.
ورغم فوزه الكاسح بالتوقف الفني في الجولة التاسعة على البطل الموحّد آنذاك
إيرول سبنس جونيور في يوليو 2023، وتتويجه ملكًا لفئة 147 رطلاً، ظل كروفورد يطمح إلى ما هو أكبر: إنجاز لا يترك حتى لأشد منتقديه مجالًا للتشكيك.
بعد عامين من إعلانه عن رغبته، واجه كروفورد
كانيلو ألفاريز على أحزمته الخمسة (ذا رينج، والـIBF، والـWBA، والـWBC، والـWBO) في وزن السوبر متوسط، نهاية الأسبوع الماضي على مسرح "أليجانت ستاديوم" في لاس فيغاس، نيفادا.
وبينما دخَل النزال هذه المرة كطرف أضعف نسبيًا في تقديرات المراهنين – ولأول مرة في مسيرته دون أن يكون المرشح الأول – لم يكن لذلك أي أثر، إذ أثبت أن الحجم الأكبر لا يعني الأفضل.
وبفضل فوزه المستحق بقرار إجماعي واضح، أضاف كروفورد (42 انتصارًا – دون هزيمة، 31 بالضربة القاضية) إنجازًا تاريخيًا جديدًا، ليصبح بطلًا موحّدًا للمرة الثالثة في مسيرته. ومنذ ذلك الحين، انهالت عليه الإشادات، لكنه ظل محافظًا على تواضعه.
فرغم أنه يعتقد أن اسمه طالما تعرّض للتشويه، وأن موهبته لم تُنصف كما يجب على مر السنوات، فإن ابن أوماها كان واثقًا أن وقته سيأتي.
وذلك الوقت… قد حان الآن.
قال كروفورد لمجلة Inside The Ring:
"كنت على يقين دائم أن قدري سيقودني إلى هنا… هذا هو مكاني الطبيعي في عالم الملاكمة، و المكان الذي كان مُقدّرًا لي أن أبلغه."