يبدو الأمر كما لو أن حملًا ثقيلًا قد أُزيح عن كاهل تشورديل بوكر.
بالنسبة للملاكم البالغ من العمر 33 عامًا، اعتاد دائمًا دخول الحلبة وهو يشعر بضغط هائل. فهو يسعى باستمرار لتقديم أداء مميز، مدركًا أن أي خطأ صغير، كما حدث معه عام 2022، قد يؤدي إلى التشكيك في قدراته. لكن هذه المرة، يسير بوكر بخطى واثقة، متحررًا من أي توتر.
ليلة السبت، في قاعة ميكلوب أرينا بمدينة لاس فيغاس، نيفادا، سيقف بوكر في مواجهة الملاكم طويل القامة و النحيف سيباستيان فوندورا. لو سألت الجماهير، أو المحللين، أو الملاكمين، أو حتى بعض أفراد معسكر بوكر، فسيخبرونك أن فوندورا هو المرشح الأبرز للفوز. و بما أن الجميع تقريبًا يراهن ضده، فإن بوكر يدخل هذه المواجهة و هو يشعر بأنه ليس لديه ما يخسره.
"لا يوجد أي ضغط"، قال بوكر لمجموعة من الصحفيين. "أنا متأكد أن الجميع يعتقد أنني سأخسر. الجميع يظن أنني سأتلقى ضربة قاضية."
و لم يكن بوكر يبالغ في حديثه. فحين سنحت له الفرصة لمواجهة أوستن ويليامز، انتهت المواجهة بهزيمة قاسية له بالضربة القاضية في الجولة الأولى. و مع ذلك، تمكن من التعافي، محققًا ستة انتصارات متتالية، لكن فوندورا خاض مسيرة أكثر إثارة للإعجاب.
باستثناء تعثره الوحيد أمام بريان ميندوزا، حافظ فوندورا على سجله شبه المثالي، متفوقًا على أسماء بارزة مثل إريكسون لوبين، سيرجيو غارسيا، و تيم تسزيو، و هو الانتصار الذي منحه ألقاب الوزن المتوسط الخفيف الموحدة.
بالنسبة لفوندورا، فإن احتفاظه بحزامي WBO و WBC يُعد إنجازًا كبيرًا، لكنه يسعى لإسكات الشكوك التي أُثيرت حول نزاله ضد تزو. خلال تلك المواجهة، تعرض تزو لجرح غائر في رأسه بسبب ضربة غير مقصودة من فوندورا، و مع تدفق الدم على وجهه، استغل الأخير الوضع وحقق الانتصار.
و رغم أن ما حدث كان مجرد حادث عرضي و من غير المرجح أن يتكرر، إلا أن بوكر لا يبدو قلقًا على الإطلاق. فبينما يستبعده الجميع من حسابات الفوز، يترقب هذه اللحظة بشغف ليثبت خطأهم جميعًا.
"سأصدم العالم."