clicked
تامي ثيبولت قد تكون بالفعل الأفضل والأبرز في وزن المتوسط للسيدات.
عمود
كوري إردمان
كوري إردمان
RingMagazine.com
تامي ثيبولت قد تكون بالفعل الأفضل والأبرز في وزن المتوسط للسيدات.
إذا التقيت بتامي ثيبولت للمرة الأولى دون أن تعرف من تكون، فمن المرجّح أن يخطر في بالك أنها تمارس رياضة احترافية. فهي بطول ستة أقدام، تملك حضورًا بدنيًا لافتًا، وتتحرك بخفة و ثقة كما يفعل الرياضيون من النخبة. ومع ذلك، إذا تحدثت معها فقط، حتى لو خمّنت أنها رياضية، فلن يخطر ببالك أنها ملاكمة.

يرجع ذلك جزئيًا إلى الصور النمطية المسبقة حول ما يُفترض أن يكون عليه الرياضيون، وربما بشكل أدق، حول ما يمكن للنساء فعله وما لا يمكن — وهي صورة تُسهم ثيبولت في تفكيكها بقبضتيها. كما أن اهتماماتها تتجاوز حدود الرياضة؛ إذ تجد المتعة في الحديث عن العمارة، واللغويات، والتغذية النباتية، بل ربما أكثر مما تستمتع بالحديث عن الملاكمة.


تعيش ثيبولت حياة مزدوجة؛ فهي طالبة ماجستير في التصميم و التخطيط العمراني في شيفيلد بإنجلترا، وتتحدث ثلاث لغات بطلاقة (وتكاد تصل إلى أربع)، وقد بَنَت ذلك على شهادة بكالوريوس في علم اللغة مع تخصصات فرعية في الإسبانية والماندرين، بالتوازي مع كونها واحدة من أسرع الملاكمات صعودًا في الوزن المتوسط للسيدات.

تقول تامي ممازحة: "أنا في الحقيقة من النوع الذي يُوصف بالـ'مهووس بالعلم'، كنت طفلة ممتلئة لا تمارس الرياضة، أقضي وقتي في المكتبة. إخوتي كانوا يتمتعون بموهبة رياضية أكبر مني بكثير. أقسم أنني لا أعرف كيف انتهى بي المطاف هنا، لا فكرة لديّ إطلاقًا! والداي ما زالا يرويان قصة مضحكة: عندما كنت ألعب كرة القدم في سن الرابعة، كانا ينكران أنني ابنتهما أمام الجميع على أرض الملعب."

يوم الجمعة، ستجد نفسها في موقع لا يُصدّق مرة أخرى، عندما تخوض نزالًا بارزًا ضمن أكبر عرض لملاكمة السيدات في التاريخ، على البطاقة التمهيدية لنزال كاتي تايلور ضد أماندا سيرانو (النسخة الثالثة)، حيث تواجه المصنّفة الأولى عالميًا في الوزن المتوسط، ماري كازاماسا، في نزال من ثماني جولات على نتفليكس.

في ديسمبر الماضي، وقعت ثيبولت عقدًا مع شركة "موست فاليوابل بروموشنز" التي يملكها جيك بول وناكيسا بيداريان، لتنطلق بسرعة نحو قمة المنافسة. ويبدو أن خجلها ما هو إلا سمة كندية أصيلة، فقد نشأت في شاوينيغان، كيبيك، ومثّلت كندا مرتين في الأولمبياد، وتُوّجت ببطولة العالم للهواة عام 2022. ومنذ ظهورها الاحترافي الأول أمام المخضرمة ناتاشا سبينس، بات واضحًا أنها تنتمي للنخبة في وزن المتوسط.


ورغم أن والدها كان لاعب كرة قدم محترفًا، لم تُظهر تامي في طفولتها — خاصة في سن الرابعة — أي مؤشرات على مستقبل رياضي، ناهيك عن أن تصبح بطلة في الملاكمة. و مع ذلك، أصبح واضحًا منذ فترة أن طريق النجاح على الساحة العالمية كان مفتوحًا أمامها في حال اختارت أن تسلكه.

لكن لم تكن فكرة الاحتراف تجذبها حتى وقت قريب. ففي فئة الوزن التي تناسبها، كانت الخيارات المربحة نادرة في أمريكا الشمالية. ومن 2017 إلى 2019، كان الأمر أشبه باختيار وحيد: إما مواجهة كلاريسا شيلدز أو لا شيء.

في ذروة مسيرتها في ملاكمة الهواة، لم تُخفِ ثيبولت عدم حماسها للتحول إلى الاحتراف، بل عبّرت صراحة عن معارضتها للفكرة لأسباب مالية وشخصية. فقد كانت تتلقى منحة حكومية بصفتها رياضية أولمبية، مما مكّنها من المنافسة على أعلى مستوى في فئة الهواة، وفي الوقت نفسه متابعة شغفها الأكاديمي دون ضغوط مادية.

قالت ثيبولت: "لقد بدأ الأمر يصبح أكثر جذبًا للسيدات. قبل خمس سنوات، لم يكن هناك ما يدعو للحماس. لكن بعد عام 2020 تغيّرت الأمور. المزيد من النساء اتّجهن نحو الاحتراف، ودخلت ملاكمات موهوبات الساحة، وهذا أمر رائع لأنه يزيد من قوة المنافسة ويوفّر لنا فرصًا أكبر لتحقيق الإنجاز."


وكما هو الحال مع معظم بطلات العالم في فئة الهواة، تملك ثيبولت القدرة على التفوق بسهولة على خصوماتها في البدايات، حتى أثناء تكييف أسلوبها مع طبيعة الملاكمة الاحترافية. غير أن توقها الدائم للتحدي في مختلف جوانب حياتها لا يزال حاضرًا، ولهذا اختارت، برفقة مديرتها كاتيا بانيل، خوض المواجهات الكبرى منذ البداية. فمنافستها كازاماسا تحتل المركز الأول في تصنيفين من التصنيفات الأربعة الكبرى، ما يجعل هذا النزال بمثابة بوابة مباشرة نحو توحيد الألقاب — أو حتى نيل لقب "المطلقة". و تُعد ديزلي روبنسون حاملة اللقبين الوحيدين حاليًا (IBF وWBO)، فيما لا تزال بقية الألقاب شاغرة، أما كلاريسا شيلدز، بطلة ذا رينج، فتنافس حاليًا في الوزن الثقيل.

وجدت ثيبولت موطنًا تدريبيًا جديدًا في شيفيلد داخل صالة "ستيل سيتي" التي تضم أيضًا البطلة الكبيرة شانتيل كاميرون، والتي تواجه مواطنتها الكندية جيسيكا كامارا الجمعة أيضًا.

تقول تامي إن مدربها، سمير الميس، يساعدها على تطوير مهارة لطالما وجدت صعوبة في اكتسابها: التركيز على أمر واحد في كل مرة. وتوضح قائلة: "أتعلم كيف أبطئ من وتيرتي، أن أُوجّه اللكمات بتركيز وتكرار، وأن أتحكم بإيقاع النزال أثناء التحرك. لست بحاجة إلى التحرك بسرعة جنونية، فذكائي هو سلاحي، وسأستخدمه."


ورغم أنها نجحت في تطبيق هذه الفلسفة داخل الحلبة — كما ظهر في فوزها السريع بالضربة القاضية في الجولة الأولى أمام سونيا درايلينغ — إلا أن نمط حياتها اليومي لا يزال مزدحمًا ومليئًا بالأنشطة، ولا يسمح لها بنفس الهدوء.

ورغم أنها أوقفت مؤقتًا فكرة الدكتوراه، فإن طموحاتها تتعدى الحلبة. إذ تقول: "أحلم بالعمل في التنمية المستدامة، وأتمنى أن أملك شركة تصميم عمراني خاصة بي في المستقبل. الملاكمة وظيفتي، لكن أريد أن أكون أذكى كذلك. فأنت لا تبقى رياضيًا للأبد."

وتختتم بالقول: "أحب أن أقدّم شيئًا للمجتمع بعد دراستي. كوني رياضية وشخصية عامة أمر رائع، لكن الأهم أن أُحدث فرقًا. لا فائدة من كل هذا الإنجاز إن لم أترك أثرًا يجعل العالم أفضل مما وجدته عليه."

تعليقات

0/500
logo
انضم إلى عالم ذا رينج المميز! عش اثارة الملاكمة مع تقاريرنا الحصرية عن القتالات حول العالم.
logo
قم بتحميل تطبيقنا
logologo
الشريك الاستراتيجي
sponsor
شركاء الوزن الثقيل
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن المتوسط
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن الخفيف
sponsor
sponsor
sponsor
الشركاء
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
المروجون
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
قنوات وسائل التواصل الاجتماعي
logologologologologologologo
© RingMagazine.com, LLC. 2025 جميع الحقوق محفوظة.