الفضي الأولمبي
ريتشارد تورّيز جونيور لا يزال في بدايته كمحترف، إذ خاض فقط 13 نزالًا خلال ثلاث سنوات، وحقق فيها 13 فوزًا(11 منها بالضربة القاضية) دون أي هزيمة، لكن الملاكم الأعسر من كاليفورنيا بدأ يوجّه أنظاره نحو مواجهات محتملة أمام ثنائي كوينزبيري البريطاني:
موزيس إيتاوما و
فابيو ووردلي، على الأراضي البريطانية.
موزيس إيتاوما(12 انتصار، 10 بالضربة القاضية، دون هزائم) سيخوض أكبر اختبار في مسيرته
عندما يواجه البطل المؤقت السابق لـWBC مرتين، ديلان وايت(31 فوزًا، 21 بالضربة القاضية، مقابل 3 هزائم)، وذلك يوم 16 أغسطس في الرياض، السعودية، في نزال رئيسي يُعرض مباشرة عبر منصة
DAZN بنظام الدفع مقابل المشاهدة.
أما تورّيز، فقد خاض في أبريل الماضي نزالًا كاملاً
من 10 جولات لأول مرة في مسيرته الاحترافية، وفاز فيه بالنقاط على غيدو فيانييلو، رافعًا سجله إلى 13 انتصارا بدون هزيمة(11 بالضربة القاضية). ورغم إدراكه لوجود بعض الجوانب التي يحتاج إلى تحسينها – مثل الحركة، والتحكم، والهدوء تحت الضغط – إلا أن الآمال ما زالت معلّقة عليه، خاصة في ظل حاجة الولايات المتحدة الماسّة لنجم جديد في الوزن الثقيل.
تورّيز انضمّ أيضًا إلى قائمة من يعتقدون أن الوقت قد يكون عنصرًا مهمًا لجعل نزال بين البطل الموحّد
ألكسندر أوسيك وإيتاوما أكبر من حيث القيمة، كما أبدى رغبته في مواجهة أيٍّ من الثنائي البريطاني.
وقال تورّيز (26 عامًا) في حديثه للإعلامي شون زيتل:
"أعطوا إيتاوما وقتًا أكبر للتطور، وسيصبح النزال أكبر. أعلم أن أوسيك في طريقه للاعتزال، وقد أقول هذا لأنني أريد أن أكون في الصورة. سمعت أن اسمي مطروح كذلك، وأنا أرغب في مواجهة كليهما. أفكر في داخلي: لا تفعلوا ذلك، واجهوني بدلًا منه، أيًّا كان."
وتابع:
"أعرف اسم إيتاوما وأداؤه؛ هو ملاكم شاب وسريع وموهوب. سيكون أمرًا مجنونًا أن أسافر لبريطانيا (أقفز عبر المحيط) وأخوض نزالًا كبيرًا هناك، أمريكا ضد هؤلاء الملاكمين."
واختتم قائلًا:
"أعقد آمالي على ذلك، لأن هناك نزالين أو ثلاثة من الوزن الثقيل قد يكونوا ضِخامًا فعلاً في الفترة القادمة. هناك مجموعة من الشباب الصاعدين الذين يودّ الناس رؤيتهم في مواجهات قوية. أمريكا ضد مجموعة من المقاتلين الإنجليز، هذا شيء يريده الجمهور فعلًا."
قال ريتشارد تورّيز:
"فابيو ووردلي، إيتاوما، أو أي من الملاكمين في التوب 10. [أغيت] كاباييل ستكون مواجهة مليئة بالإثارة، لأننا ملاكمان من نوعية الضغط المستمر. هناك العديد من النزالات الممكنة، وأنا متحمس جدًا ومستعد لها، لأنني أبحث عن التحدي."
فابيو ووردلي،
الذي حقق فوزًا بالضربة القاضية بعد تأخره في النزال أمام جاستيس هوني يوم 7 يونيو، هو بطل WBA المؤقت حاليًا. وكان من المقرر أن يواجه في الأصل الأمريكي جاريل ميلر، لكن الأخير انسحب قبلها بشهر بسبب إصابة أثناء التدريب.
أما موزيس إيتاوما،
فقد تفوق بسهولة على لاعب كرة القدم الأمريكية السابق مايك بالوغن في جولتين فقط، وكان قد ارتبط سابقًا بمواجهات محتملة مع عدد من الملاكمين الأمريكيين الأكثر خبرة، مثل جيرمين فرانكلين، والبطل السابق في وزن الـIBF تشارلز مارتن.
تورّيز حاليًا يحتل المركز الثامن في تصنيف الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF)، والتاسع في تصنيف مجلس الملاكمة العالمي (WBC)، ومن الواضح أنه سيحتاج إلى تحقيق انتصار أو اثنين على أسماء بارزة في التصنيف من أجل التقدّم أكثر في السُلّم العالمي.
الموهبة المدعومة من شركة Top Rank تواجه معضلة بسبب طموحات تورّيز العالية، إذ يتردد صُنّاع النزالات في الزج به مبكرًا في مواجهات النخبة العالمية — كما حصل مع جاريد أندرسون — رغم أن مثل هذه التصريحات دائمًا ما تثير الانتباه وتسلّط الضوء عليه.
تورّيز لا يلوم جاريد أندرسون(18 فوزًا، 15 بالضربة القاضية، وخسارة واحدة) على سقوطه في المستوى العالمي، لأنه هو نفسه خسر في مسيرته الطويلة كهاوٍ أمام أسماء مثل هوني، وداينيير بيرو (المصنف رقم 13 في WBA)، والبطل الأولمبي
باخودير جلالوف.
لكن تلك الخسارات أصبحت من الماضي، والآن، رغم الغموض المحيط بخطوة Top Rank القادمة على صعيد الشراكة الإعلامية، لا ينشغل تورّيز بذلك.
فبمواصلة النشاط المدروس والتقدم التدريجي في مستوى الخصوم — كما هو الحال حتى الآن — سيبدأ اسمه بالظهور أكثر فأكثر، حتى لا يكون مجرد طامح للانضمام إلى صفوة الوزن الثقيل، بل يصبح بالفعل جزءًا منها.