مانشستر، إنجلترا – زاك ميلر وزاك باركر حققا انتصارات بقرارات متباينة، حيث فاز ميلر بذهبية وزن الريشة في مفاجأة مدوية، وذلك خلال أول عرض ترويجي لشركة كوينزبري في جدولها المزدحم لعام 2025، والذي أقيم في صالة Co-Op Live Arena.

وفي نزال آخر ضمن البطاقة التمهيدية، وجّه الملاكم غير المهزوم جاك رافيرتي (25 انتصارًا دون هزائم، 16 بالضربة القاضية) صدمة قوية لبطل المنطقة الجنوبية ريس ماكميلان (17 انتصارًا-هزيمتان، 2 بالضربة القاضية)، ليحتفظ بألقابه البريطانية، والكومنولث، ولقب الفضة الدولي للوزن الخفيف-المتوسط من WBC.

ويتصدر هذا العرض نزال إقصائي على لقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) للوزن الثقيل بين ديريك تشيسورا وأوتو والين، ويُبث حاليًا على TNT Sports في المملكة المتحدة، وعلى DAZN في الولايات المتحدة وأيرلندا.

بعدما فجّر مفاجأة بإلحاق الهزيمة بالملاكم غير المهزوم هنري تيرنر الشهر الماضي، استغل جاك رافيرتي ظهوره الأول تلفزيونيًا كبطل مدافع عن لقبه، مُظهرًا إصراره منذ البداية.

ورغم انتصاره الصعب بقرار الحكام على كاين غاردنر في 30 نوفمبر، لم يتمكن ريس ماكميلان من إيجاد أي حلول لمواجهة قوة خصمه، باستثناء لحظات جيدة في منتصف النزال.

نجح رافيرتي في فرض سيطرته باللكمة الأمامية، لكن الجولة الرابعة شهدت تحسنًا واضحًا في أداء ماكميلان، الذي قرر تبادل اللكمات مع البطل، وتمكن من إصابة الهدف بدقة متزايدة.

في الجولة الخامسة، بدأ رافيرتي بتنفيذ مجموعات هجومية مكونة من ضربتين وثلاث، وواصل التنويع بين الهجوم على الرأس والجسد في الجولة السادسة، مما زاد من إرهاق خصمه ودفعه للتراجع تحت الضغط المتواصل.

مع تبقي 30 ثانية على نهاية الجولة، حذّر فريق ماكميلان ملاكمهم بأنهم سيتدخلون إذا لم يُظهر تحسنًا، بينما كان الحكم مارك بيتس يراقب الوضع عن كثب استعدادًا لإيقاف النزال.

وفي النهاية، ألقى فريقه المنشفة، متزامنًا مع اللحظة التي كان فيها الحكم بيتس يستعد لإنهاء النزال بنفسه.

بعد ثلاث أداءات متفاوتة تمامًا منذ عودته من كسر في اليد، والتي جاءت خلال أهم فرصة في مسيرته أمام متحدي اللقب العالمي المعتزل الآن جون رايدر، شكل هذا النزال نقطة فاصلة في مسيرة زاك باركر (26 انتصارًا - هزيمة واحدة، 18 بالضربة القاضية) في وزن خفيف الثقيل.

لكن بدلاً من مواجهة ويلي هاتشينسون، الذي تعرض لخلع وتمزق في كتفه أثناء التدريبات، اضطر ميكائيل ديالو (21 انتصارًا - هزيمتان - تعادلان، 18 فوزًا بالضربة القاضية) من فرنسا إلى قبول التحدي في أقل من أسبوع، حيث تمكن من إرباك باركر وإبطاء إيقاعه على مدار عشر جولات.

كلا الملاكمين عانى من جروح فوق العين اليمنى، حيث أصيب ديالو نتيجة اصطدام بالرأس في وقت مبكر، بينما تعرض باركر لضربة مباشرة أدت إلى نزفه سريعًا، مما جعله غير مرتاح أمام خصم أوروبي آخر.

لم يستغرق الأمر طويلًا حتى تلطخ قميص الحكم فيكتور لوفلين بالدماء، حيث كانت التبادلات القتالية بينهما مرهقة، واشتدت حدتها كلما تقدم النزال.

بعد تفوق واضح في الجولات الوسطى، بدأ ديالو الجولة الثامنة بقوة بالقرب من زاويته، لكن باركر رد عليه بلكمة يمنى متقنة، وسط تزايد تفاعل الجمهور. إلا أن باركر سقط مرتين على الأرض - وكلاهما تم اعتباره انزلاقًا - ليصبح النزال أكثر فوضوية وإجهادًا.

في الجولة التاسعة، تلقى باركر تحذيرًا بسبب الإفراط في الإمساك، في حين كانت لكماته تفتقد الدقة، بينما واصل ركن ديالو حثه على إنهاء النزال بقوة، مدركًا أن المواجهة لا تزال في المتناول إذا تمكن من تسديد ضربات نظيفة في الدقائق الأخيرة.

سقط باركر مرة أخرى مرتين في الجولة الأخيرة، مما أثار استياء الحكم، لكن في النهاية، تمكن من تحقيق انتصار بفارق نقاط كبير بعد نزال شاق ومتذبذب.

بعد إخفاقه في هذا المستوى أمام البطل السابق ناثانييل كولينز في نوفمبر 2023، حصل زاك ميلر (16 انتصارًا - هزيمة واحدة، 3 انتصارات بالضربة القاضية) على فرصة ثانية للمنافسة على لقبي بريطانيا والكومنولث في وزن الريشة، وهذه المرة ضد منافس غير مهزوم آخر، مسعود عبد الله (11 انتصارًا - هزيمة واحدة، 7 انتصارات بالضربة القاضية).

قدم ميلر أداءً منضبطًا ومتماسكًا على مدار 12 جولة، مستعرضًا براعة دفاعية مميزة، لينتزع فوزًا صعبًا على الملاكم اللندني وسط حماس الجماهير المتعطشة للإثارة، ويحصد عن جدارة لقبي وزن 126 رطلاً.

جاءت بطاقات الحكام بعد نزال ممتع بواقع 114-114، 114-115، 113-115، ليحسم ميلر الفوز بقرار الأغلبية، بعد أداء قتالي لم يعرف الاستسلام. بدعم من جماهيره الحماسية في مسقط رأسه، بدأ ابن الـ27 عامًا النزال بقوة، حيث كان المبادر في توجيه اللكمات مع الحفاظ على حذر دفاعي واضح.

بعد تلقيه تحذيرًا صارمًا بسبب الضرب من الخلف مع نهاية الجولة الأولى الحماسية، واجه عبد الله مشكلة أكبر لاحقًا. ففي آخر 30 ثانية من الجولة الثالثة المتكافئة، أدرك عبد الله أنه تعرض لجرح، وسرعان ما بدأ الدم يسيل بالقرب من عينه اليمنى، بينما أشار الحكم مارك لايسون إلى أن الإصابة نتجت عن تصادم بالرأس.

"توقف عن التفكير الزائد، وجّه لكماتك مبكرًا، عليك أن تؤمن بنفسك"، كانت هذه التعليمات من فريق عبد الله قبل بداية الجولة الرابعة، ومع أنه حاول التقدم هجوميًا في البداية، استغل ميلر إصابة عينه اليمنى كهدف واضح.

في الجولة الخامسة، واصل عبد الله التقدم بثبات، ورغم تفوقه في القوة، تلقى لكمة يمنى مرتدة حادة خلال تبادل آخر متكافئ. ومع انتهاء الجولة الخامسة، بدا النزال متقاربًا بنتيجة 2-3 لأي من الطرفين، لكن عبد الله بدأ يجد ثغرات لضرباته الصاعدة، حيث تفوق في الاشتباكات القريبة، مستهدفًا الجسم ثم الرأس.

بدأت جماهير ميلر تخفت تدريجيًا،، بينما ظهر على وجهه جرح قرب عينه اليمنى مع نهاية الجولة السادسة. وربما حفزته هذه الإصابة، ليقدم أداءً قويًا في الجولة السابعة، ضاغطًا على خصمه بعمل متواصل وضربات دقيقة أربكت إيقاع عبد الله.