غلاسكو، اسكتلندا — بعد أن انتهت عودة جوش تايلور إلى موطنه في مايو بنتيجة مخيبة، يأمل ناثانييل كولينز في تقديم عرض كبير جديد عندما يواجه الإسباني كريستوبال لورينتي في نزال على لقب أوروبا في وزن الريشة، والذي يُعد أيضًا نزال تصفية نهائية للحصول على فرصة المنافسة على لقب العالم لمجلس الملاكمة العالمي (WBC) الذي يحمله الأمريكي ستيفن فلتون.

وسط أجواء غائمة وعواصف مطرية، يعود كولينز البالغ من العمر 29 عامًا إلى الحلبة بعد فوزه المثير بالضربة القاضية في الجولة الرابعة على زميله السابق في التمارين لي ماكغريغور، متصدرًا أمسية تضم 11 نزالًا بين مجموعة من أبرز المواهب الصاعدة وثلاث مواجهات على الألقاب.

يُنقل العرض عبر منصة DAZN حول العالم، فيما يبدأ البث الرئيسي عند الساعة السابعة مساءً بتوقيت بريطانيا (الثانية ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، بينما تُعرض الفقرة التمهيدية Before The Bell مجانًا على يوتيوب. أما نزالات القمة، فتُقدّر بدايتها بعد الساعة العاشرة والنصف مساءً بتوقيت بريطانيا (الخامسة والنصف مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة).

بعد أن شدّد طوال الأسبوع على أنه سيُظهر الفارق الكبير في المستوى بينه وبين خصمه، نجح أستون براون في تحقيق وعده، إذ توّج بلقب سيلتيك للوزن المتوسط بعد فوزه بالضربة القاضية الفنية في الجولة الثانية على بول كين، قبل أن يُجدّد مطالبته بالحصول على عقد رسمي مع شركة Queensberry عقب عرض جديد من العيار الثقيل.

بدأ براون (9 انتصارات دون هزيمة، 4 بالضربة القاضية) النزال بقوة، ضاغطًا على منافسه القادم من دندي، ودافعًا إياه نحو الحبال من خلال مجموعات متتالية من اللكمات والخطافات الصاعدة الثقيلة في الجولة الافتتاحية، مع إبقاء يديه منخفضتين بثقة.

هذا الأسلوب منح كين (19 انتصارًا – 5 هزائم، 2 بالضربة القاضية) انطباعًا بامتلاكه فرصة ولو ضئيلة للعودة إلى أجواء النزال، فردّ بالفعل ببعض اللكمات القوية خلال تبادل قريب المسافة.

لكن مقاومته العنيدة لم تزد براون إلا إصرارًا، إذ وجّه له لكمة قوية إلى الجسد بعد دقيقة واحدة من بداية الجولة الثانية، أسقطت الملاكم الأسكتلندي الأصغر أرضًا.

ورغم أن كين تمكن من النهوض قبل انتهاء العدّ، فإن النتيجة كانت محسومة؛ فقد تدخّل الحكم لي إيفري ليُنهي النزال بعدما واصل براون توجيه سيل من اللكمات دون أي رد من خصمه.

لم يستطع جون جو كاريغان، الملاكم الهاوي المرموق، إخفاء انزعاجه بعد أن تلقى لكمة عشوائية مباشرة على عينه اليمنى أثناء استعراضه في الحلبة، لكنه رغم ذلك أنهى المهمة بنجاح، موجّهًا سيلًا من الضربات المتتالية أنهت النزال قبل أربع ثوانٍ فقط من نهاية الجولة الأولى أمام البولندي داويد برزيبيلسكي (4 انتصارات- هزيمتان ).

حقق كاريغان (1 انتصار – دون هزيمة، 1 بالضربة القاضية) بداية احترافية مثالية، آملاً أن تكون بقية الليالي أسهل، بعدما اعترف بأنه شعر ببعض التوتر قبل النزال داخل غرفة الملابس، لكنه سرعان ما فرض سيطرته على خصمه القادم من بوزنان بفضل سرعته الكبيرة في الحركة ودقته في اختيار اللكمات، ما جعل الأخير عاجزًا عن مجاراته.

في مواجهة بين ملاكمين غير مهزومين في وزن الخفيف على لقب بريطانيا الشاغر، خرج لوي أودوهيـرتي (11 انتصارًا دون هزيمة، 3 بالضربة القاضية) منتصرًا بعد نزال شاق بدنيًا لم يبلغ مستوى الإثارة المأمول، لكنه أثبت تفوقه بوضوح.

جاءت نهاية النزال عند الدقيقة 2:33 من الجولة العاشرة عندما قرر فريق الملاكم المحلي ريغان غلاكن (16 انتصارًا، هزيمة واحدة، 3 بالضربة القاضية) إيقاف المواجهة بعد أن تلقى كمًّا هائلًا من اللكمات دون أن يُظهر أي مؤشر على قدرته على قلب الموازين في النصف الثاني من النزال.

دخل أودوهيـرتي النزال وسط اهتمام إعلامي كبير بعد أدائه المميز في نزالات التدريب أمام عدد من المواهب الواعدة، وبدأ المواجهة بسرعة ضد خصم أكبر سنًا بدا محبطًا، بعدما انتظر طويلًا فرصته للتنافس على حزام لونسديل الشهير إثر تعثر نزاله السابق أمام سام نوكس.

واجه أودوهيـرتي بعض اللحظات الصعبة في بداية النزال، إذ كان يوجّه لكماته بتسرّع، لكنه سرعان ما وجد إيقاعه، موجّهًا ضربات دقيقة عبر الخطافات واللكمات الصاعدة (Uppercuts) في الجولة الثانية، بعد جولة أولى سيطر عليها تبادل اللكمات الأمامية (Jabs).

واصل الملاكم القادم من إيسيكس تفوقه خلال الجولات الأربع الأولى بفضل استخدامه الفعّال ليده اليمنى، غير أن غلاكن بدأ الجولة الخامسة بقوة أكبر، ونجح في جرّ خصمه إلى قتال قريب المسافة — وهو الأسلوب الذي يناسبه أكثر.

بدأ الدم ينزف من أنف غلاكن في منتصف الجولة السادسة، بينما واصل أودوهيـرتي الضغط دون اكتراث باللكمات المرتدة في وجهه. ومع تقدم الجولات، ظل الإيقاع على حاله: أودوهيـرتي يوجه الضربات، وغلاكن يرد بشجاعة، لكن دون فعالية كافية أو قوة مؤثرة.

وبينما تفاقم التورم فوق عين غلاكن اليسرى، استمر أودوهيـرتي في السيطرة بيمناه، قبل أن يُلقي فريق الملاكم المحلي المنشفة تحت الحبال معلنًا نهاية النزال. كان غلاكن قد فاز بجولة أو اثنتين على الأكثر، ولم يُظهر أي تحسن مع مرور الوقت.

رغم أن أداء ويلي هوتشينسون كان فوضويًا وخشنًا و بعيدًا عن مستواه المعهود في أول نزال له بعد العودة من الإصابة، فإن ذلك لم يُؤثر على النتيجة؛ إذ نجح متحدّي اللقب العالمي المؤقت السابق (19 انتصارًا مقابل هزيمتين، 14 بالضربة القاضية) في استعادة طريق الانتصارات، بعد أن أنهى النزال لصالحه بالضربة القاضية الفنية في الجولة السابعة أمام مارك جيفرز، وذلك في افتتاح البث المباشر عبر منصة DAZN.

وجاءت النهاية عند الوقت 2:15 من الجولة السابعة، بعدما تلقى جيفرز سلسلة من الضربات القوية التي جعلته في حالة سيئة دفعت الحكم لإيقاف النزال.

في أولى النزالات، احتاج ماركوس ساذرلاند (9 انتصارات دون هزيمة، 6 بالضربة القاضية) إلى أقل من دقيقتين ليحسم نزاله أمام كريم أجويس بالضربة القاضية الفنية في الجولة الأولى، بعد وابل من اللكمات المتتالية التي لم يجد منافسه ردًا عليها.

في وزن السوبر متوسط، فاز الاسكتلندي أليكس آرثر جونيور (انتصاران-دون هزيمة) بقرار إجماعي (36-40) على البولندي غريغورز ماردلا، في نزال أظهر فيه ثقة كبيرة وتحكمًا واضحًا بإيقاع اللقاء، بينما كان والده البطل الأوروبي السابق أليكس آرثر الأب يوجهه من الركن.

حقق الأسكتلندي ريس لينش (انتصاران-دون هزيمة، 1 بالضربة القاضية) فوزًا بالنقاط (54-60) على ياكوب لاسكوفسكي بعد أداء منضبط من ست جولات في وزن خفيف الويلتر، ليواصل بدايته القوية بعد فوزه بالضربة القاضية في ظهوره الاحترافي الأول في مايو الماضي ضمن عرض Queensberry في صالة OVO Hydro.

في وزن الويلتر ، تمكن درو ليموند (5 انتصارات-دون هزيمة، 2 بالضربة القاضية) من تحقيق فوز متأخر بالضربة القاضية الفنية على المكسيكي أليكسي ميخائيل أريلانـو ليون (4 انتصارات-14 هزيمة- تعادل واحد، 2 بالضربة القاضية).

أوقف الحكم كيني برينغل النزال في الجولة الرابعة بعد أن واصل ليموند توجيه سيل من اللكمات القوية، دون رد فعلي من خصمه الذي اكتفى بالدفاع والتشابك.

ورغم اندفاعه الزائد أحيانًا، خصوصًا عند اقترابه من إنهاء النزال، إلا أن ليموند أظهر حدة هجومية واعدة، وسيحتاج مستقبلاً إلى تحسين دقته أمام منافسين أكثر خبرة.

في وزن السوبر ريشة، قدّم ياندييل لوزانو – أوكويندو من بورتو ريكو (انتصاران-دون هزيمة) أداءً أنيقًا أمام المكسيكي ماريو فيكتورينو فيرا، لكنه فشل في إنهائه بالضربة القاضية رغم البداية القوية، ليكتفي بالفوز بالنقاط (54-60). الموهبة البالغة 18 عامًا أظهرت جودة عالية لكنها احتاجت لثبات أكبر في الإيقاع.

في النزال الافتتاحي، تفوق الإسباني خافيير سانتانا (4 انتصارات-هزيمتان- تعادلان ، 1 بالضربة القاضية) على الأيرلندي ستيف كولينز جونيور (15 انتصاراً-6 هزائم-تعادل واحد، 4 بالضربة القاضية) في وزن خفيف الثقيل، محققًا فوزًا بالنقاط (55-60) بعد ست جولات، ليحرم ابن الأسطورة الأيرلندية ستيف كولينز من نهاية سعيدة في عودته بعد غياب دام 15 شهرًا.

وزن المتوسط: أستون براون فاز بالضربة القاضية الفنية في الجولة الثانية (عند الدقيقة 1:33) على بول كين، ليتوَّج بلقب سيلتيك.

وزن خفيف متوسط: جون جو كاريغان فاز بالضربة القاضية الفنية في الجولة الأولى (عند الدقيقة 2:56) على داويد برزيبيلسكي.

وزن الخفيف: لوي أودوهيـرتي فاز بالضربة القاضية الفنية في الجولة العاشرة (عند الدقيقة 2:33) على ريغان غلاكن، ليتوَّج بلقب بريطانيا.

وزن خفيف الثقيل: ويلي هوتشينسون فاز بالضربة القاضية الفنية في الجولة السابعة (عند الدقيقة 2:15) على مارك جيفرز.

وزن السوبر ريشة: ماركوس ساذرلاند فاز بالضربة القاضية الفنية (1:58 من الجولة الأولى) على كريم أجويس

وزن السوبر متوسط: أليكس آرثر جونيور فاز بالنقاط (36-40) على غريغورز ماردلا

وزن خفيف الويلتر : ريس لينش فاز بالنقاط (54-60) على ياكوب لاسكوفسكي

وزن الويلتر : درو ليموند فاز بالضربة القاضية الفنية (1:43 من الجولة الرابعة) على أليكسي ميخائيل أريلانـو ليون

وزن السوبر ريشة: ياندييل لوزانو – أوكويندو فاز بالنقاط (54-60) على ماريو فيكتورينو فيرا

وزن خفيف ثقيل: خافيير سانتانا فاز بالنقاط (55-60) على ستيف كولينز جونيور