بنغازي، ليبيا — توَّج ميركو كوييو بلقب الاتحاد العالمي للملاكمة المؤقت في وزن الريشة، بعد أن أسقط سيرجيو ريوس بالضربة القاضية في الجولة الثانية، في النزال الرئيسي الذي أُقيم مساء الجمعة على ملعب شهداء بنينا في بنغازي.

ودخل كوييو، المصنَّف ثامنًا عالميًا في وزن الريشة بحسب مجلة ذا رينج، المواجهة وهو يملك الكثير لإثباته، بعد فوزه المثير في اللحظات الأخيرة على كريستيان بارييدا في الجولة العاشرة من نزالهما في أمسية ديفيد بينافيديز – ديفيد موريل في لاس فيغاس بتاريخ 1 فبراير.

ويبدو أن ذلك كان بمثابة جرس إنذار للملاكم الأرجنتيني المتألق سابقًا في الهواة.

كوييو(16 انتصار، منها 13 بالضربة القاضية، دون هزيمة) بدأ النزال بسرعة وكفاءة، موجّهًا رسالة قوية إلى ريوس(19 انتصار، 7 بالضربة القاضية، وخسارة واحدة) بلكمة يمينية قوية قبل دقيقة تقريبًا من نهاية الجولة الأولى، ليلفت انتباه خصمه المكسيكي. وفي الثواني الأخيرة من الجولة نفسها، وجَّه لكمة يمنى أخرى مباشرة أطاحت بريوس أرضًا.

ولم يكن النجم الأرجنتيني في مزاج يمنح ريوس فرصة للبقاء، فأضاف إسقاطًا ثانيًا مرة أخرى بلكمة يمينية. ورغم أن ريوس نهض، إلا أن النهاية كانت وشيكة. اندفع كوييو سريعًا نحو خصمه واستغل فرصة سانحة لتوجيه لكمة يسارية مثالية إلى الجسم، جعلت منافسه ينحني من الألم، بينما كان الحكم روبرت راميريز جونيور يعدّ عليه حتى أعلن النهاية.

منح هذا الفوز كوييو، البالغ من العمر 24 عامًا، لقب الاتحاد العالمي للملاكمة المؤقت.

ويأمل في التقدّم لمواجهة البطل الكامل نيك بول قريبًا، والذي يستعد لخوض دفاعه الثالث عن اللقب أمام الأسترالي غير المهزوم سام غودمان(20 انتصار، 8 بالضربة القاضية) في عرض DAZN PPV يوم 16 أغسطس. وبناءً على ما قدّمه كوييو في هذا النزال، يبدو أنه بات لاعبًا جديدًا بارزًا في فئة الـ126 رطلاً المليئة بالمواهب.

في النزال المساند الرئيسي لسهرة الملاكمة، تمكَّن متحدّي الوزن الثقيل الخفيف المصنَّف عالميًا، ألبيرت راميريز، من إنهاء خصمه المولود في بريطانيا والمقيم في نيوزيلندا، جيروم بامبلون، في الجولة السابعة.

اضطر راميريز، المصنَّف سادسًا في فئة 175 رطلاً بحسب مجلة ذا رينج، للتعامل مع أسلوب بامبلون الحذر في البدايات، حيث جرت المواجهة بوتيرة بطيئة مع سعي كل منهما لمباغتة الآخر بالهجمات المرتدة.

ومع محدودية التبادل الهجومي، تراجع راميريز(22 انتصار، منها 19 بالضربة القاضية، دون هزيمة) للخلف في محاولة لدفع بامبلون(19 انتصار، 3 هزائم، 12 بالضربة القاضية) إلى المبادرة بالهجوم. ومع مرور الجولات، بدا النزال متجهًا نحو الرتابة حتى قرر راميريز فجأة رفع نسق القتال في أواخر الجولة السادسة، متقدمًا بهجمات متواصلة.

أتت تلك الاندفاعة ثمارها، حيث أسقط خصمه في الثواني الأخيرة من الجولة، وكان بامبلون، البالغ 29 عامًا، محظوظًا بالنجاة حتى جرس النهاية.

في الجولة السابعة، اندفع الفنزويلي البالغ 33 عامًا نحو خصمه منذ البداية، مسجّلًا إسقاطًا ثانيًا سريعًا. وبمجرد أن شعر برائحة الفوز، وجَّه وابلًا من اللكمات جعل منافسه يترنح بوضوح قبل أن يسقط مجددًا.

هذه المرة، تدخل الحكم جاني جوزمان وأوقف النزال عند الدقيقة 1:19 من الجولة، ليحصد راميريز لقب الاتحاد العالمي للملاكمة المؤقت، مواصلًا مساعيه للحصول على نزالات أكبر. وفي الوقت الراهن، يبدو أن بقية كبار المقاتلين في الفئة مشغولون بمواعيد أخرى، لكن المؤكد أن مواجهة راميريز لن تكون سهلة لأي منهم.

الملاكم الأرجنتيني الصاعد في وزن السوبر ريشة، خوسويه أغيرو(14 انتصار، 7 بالضربة القاضية، دون هزيمة)، حقق فوزًا سهلًا على دييغو أليمان(20 انتصار، 4 هزائم، تعادل واحد، 14 بالضربة القاضية) بقرار جماعي بعد 10 جولات.

أغيرو كان الأقوى وسيطر على مجريات النزال بفضل الجاب القوي الذي كان يتبعه غالبًا بلكمة يمنى صلبة. أما أليمان، فلم يسعَ للانخراط في تبادل اللكمات، مفضلًا أسلوب الحذر، ما جعل النزال يبدو أحيانًا وكأنه حصة تدريبية.

ورغم أن الملاكم المكسيكي صمد حتى جرس النهاية، فإن سلسلة انتصاراته الثمانية توقفت فجأة، بعدما منح الحكام الثلاثة النتيجة 100-90 لصالح أغيرو الشاب.

وفي ما كان نزال الليلة الأبرز، تمكن المنافس الدائم فرانسيسكو فونسيكا من مفاجأة وصيف البطل الأولمبي، سفيان أوميه، وإلحاق أول هزيمة به عبر فوزٍ بالنقاط بفارق ضئيل في نزالهما من 10 جولات ضمن وزن الخفيف.

أغلب فترات النزال جرت على مسافة قريبة، وهو ما صب في مصلحة فونسيكا(37 انتصار، 4 هزائم، تعادلان، 29 بالضربة القاضية) الأكثر خبرة، البالغ 31 عامًا، والذي سبق أن خاض نزالات على ألقاب عالمية أمام جيرفونتا ديفيس وتيفين فارمر في وزن السوبر ريشة، ما أكسبه خبرة عالية في مواجهة النخبة.

فونسيكا، وهو كوستاريكي يقيم في نيكاراغوا، نجح في إصابة وإسقاط أوميه(6 انتصارات، هزيمة واحدة، 3 بالضربة القاضية) في أواخر الجولة الثالثة، ثم واصل ضغطه في الجولة التالية، بينما حاول خصمه الفرنسي استخدام حركته للهروب من مطاردة خصم مصمم على الفوز.

ورغم أن النزال بدا متقاربًا طوال الوقت، إلا أن أوميه بدا وكأنه انجرف لخوض النزال بأسلوب فونسيكا. وفي النهاية، أظهرت بطاقات الحكام ذلك بوضوح، إذ منح غابرييل ماسيل النتيجة 97-92 لصالح فونسيكا، بينما سجل كل من روبرتو راميريز جونيور وإغناسيو روبليس 95-94، ما يعني أن السقوط أرضًا كلّف أوميه التعادل وحافظ فونسيكا على انتصاره وأفسد سجل خصمه النظيف كمحترف.

في النزال الافتتاحي للسهرة، اضطر متحدّي لقب العالم السابق في وزن الكروزرويت، مايك بيريز، للاكتفاء بقرار "لا فائز" بعد مرور أربع جولات كاملة أمام كريستيان لويس.

بدأ بيريز(31 انتصار، 3 هزائم، تعادل واحد، 22 بالضربة القاضية) بشكل منظم معتمدًا على الجاب، بينما حاول خصمه الأرجنتيني إفساد إيقاع النزال وتحويله إلى مواجهة مفتوحة. وفي اللحظات الأخيرة من الجولة الرابعة، وجَّه بيريز لكمة أصابت لويس بعد الجرس، واعتُبرت غير مقصودة.

لويس(12 انتصار، 4 هزائم، 8 بالضربة القاضية) سقط أرضًا وبقي هناك، في مشهد وصفه الكاتب بأنه يستحق جائزة أوسكار، مذكرًا بأداء لويس سانتانا في نزالين شهيرين خلال التسعينيات أمام تيري نوريس. وفي النهاية، قرر الحكام اعتبار النزال "لا فائز" بعدما تبيّن أن الملاكم الأرجنتيني البالغ 33 عامًا غير قادر على الاستمرار.