الفرصة تأتي في أكثر الأوقات غير المتوقعة

أعلن معالي المستشار تركي آل الشيخ مؤخرًا عن رغبته في منح بعض الملاكمين الشباب والطموحين فرصة للظهور في العرض التمهيدي للنزال المرتقب بين الأسطورة المكسيكي ساؤول "كانيلو" ألفاريز والنجم الخالي من الهزيمة تيرينس كراوفورد، المقرر إقامته في لاس فيغاس يوم 12 سبتمبر.

وبعد أيام قليلة، نشر آل الشيخ عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة للملاكم البريطاني الشاب ميكي تالون ومدربه جو غالاغر، مصرحًا برغبته في رؤية الملاكم في وزن الذبابة الخفيف ضمن العرض في غضون شهرين.

وكان الشاب البالغ من العمر 20 عامًا يستعد لنزال من ست جولات في مسقط رأسه ليفربول، قبل أن يجد نفسه فجأة مرتبطًا بأكبر عرض ملاكمة في عام 2025.

ورغم أن تالون(8 انتصارات بدون هزيمة، 1 بالضربة القاضية) لديه مهمة عاجلة هذا الجمعة أمام المخضرم جاك بولارد الذي خاض 93 نزالًا، إلا أنه يعترف بأنه سمح لنفسه بالتفكير في احتمال السير نحو الحلبة في ملعب أليجيانت الضخم.

ميكي تالون: "إنها فرصة سأغتنمها بكلتا يديّ"

قال ميكي تالون لمجلة ذا رينج: "إنها فرصة سأغتنمها بكلتا يديّ. أنا لا أعرف أكثر مما يعرفه الجميع حتى الآن، لكنني آمل أنه إذا قرر معاليه إشراكي في العرض، فستتاح لي الفرصة لإبراز اسمي في ذلك الجزء من العالم، والبدء في ذِكر اسمي إلى جانب هؤلاء النجوم."

تالون، البالغ من العمر 20 عامًا، يتلقى تدريبه تحت إشراف جو غالاغر، المدرب الذي سبق أن نال جائزة ذا رينج كمدرب العام، والذي يتّبع نهجًا صارمًا يقوم على أساسيات الملاكمة وأسلوب أساطيرها. يعتقد تالون أن كثيرين يُعقّدون الأمور في الملاكمة بلا داعٍ، ويؤمن تمامًا بفلسفة مدربه.

"ليس فقط داخل الحلبة، بل خارجها أيضًا. أعتقد أن الناس يحاولون تعقيد الأمور كثيرًا، ويدفعونها إلى أبعد مما ينبغي. عندما تنظر إلى أساطير الماضي، فقد كانوا يتقنون الأساسيات ببساطة. هذا ما جعلهم مقاتلين عظماء"، أضاف تالون.

وأوضح أن غالاغر يُركز على تعليمه الأساسيات أولًا، ومن ثم إتقانها بشكل تام. "جو يرسل لي دائمًا مقاطع قصيرة لملاكمين مثل ناويا إينووي ودون كاري. وسبق له أن ذكر في عدة مقابلات أنه يراني شبيهًا بمقاتلين مثل إريك موراليس وريكاردو لوبيز. هؤلاء هم من أتابعهم باستمرار منذ انضمامي إلى الصالة."

المشترك بين الأسماء التي يتحدث عنها تالون—مثل إينووي، كاري، موراليس، ولوبيز—أنهم لم يكونوا فقط فنيين على أعلى مستوى، بل كانوا أيضًا يمتلكون قلبًا من حديد داخل الحلبة.

ميكي تالون... "الـ Omen" الذي يتعلّم كيف يُنهي خصومه بلا رحمة

في الشهر الماضي، حقق ميكي تالون أول إيقاف في مسيرته الاحترافية عندما راوغ جيمسي كيبازانجي ببراعة قبل أن يصيبه بيمينية مُحكمة في التوقيت والمكان، منهياً النزال في الجولة الثانية من نزالٍ كان مقرراً لثماني جولات.

لقد كان هذا الإنجاز مسألة وقت فقط. فالأُسس التي يُلقّنها له مدربه جو غالاغر باتت تُطبَّق لا شعوريًا، وتالون بدأ يكتسب بهدوء سمعة كملاكم لا يرحم، ببرودة قاتل محترف.

يمتلك تالون طبيعة قاسية بالفطرة، ومع الوقت، أصبح يعرف كيف يُوظف هذا الجانب.

وقال:

"لازم تكون كده، مش كده؟"

"ممكن تبقى أصحاب برا الحلبة، حتى لو كان زميلك في النادي وبتتدرّب معاه، لازم تكسبه في كل حاجة. لازم تبقى رقم واحد."

وأضاف:

"عقليتي دايمًا بتقولي: مش هسيبك تكسبني. ده غريزة الملاكم الطبيعي. أول ما تشوف فرصة تنقض، لازم تنقض. لو ما عندكش ده، تبقى ناقص أهم حاجة في الملاكم... غريزة القاتل."

عندما اصطحبت ناتاشا جوناس، بطلة العالم في فئتين ومديرة أعماله، ميكي تالون إلى صالة غالاغر للمرة الأولى، مازح المدرب قائلاً: "هذا الفتى يبدو وكأنه يجب أن يعود إلى المدرسة!"

ورغم مظهره الهادئ الذي قد يوحي بأنه فتى كورال كنسي، إلا أن تالون تعلم النزال وكأنه "شيطان"، ومن هنا جاء لقبه: "The Omen – النذير."

يتذكر تالون:

قال تالون:

"منذ أن كنت صغيرًا في صالات الملاكمة للهواة، كان والدي دائمًا يقول لي: يمكنك أن تكون أطيب إنسان خارج الحلبة، لكن بمجرد أن تصعد إليها، يجب أن تتحوّل. يجب أن تصبح شخصًا آخر، قاسيًا وشديدًا."

وتابع:

"جو دائمًا ما يقول إن هناك لحظات معينة في النزال، حين تشعر أنك أصبت خصمك، فعليك أن تضغط عليه. وإن لم تفعل، ستمنحه الفرصة ليستعيد أنفاسه ويبدأ هو بالضغط عليك."

تالون يُنافس حاليًا على حدود وزن الذبابة، لكن الخطة الأولية تهدف إلى مشاركته في أول نزال على لقب في وزن الذبابة الخفيفة، قبل أن يصعد تدريجيًا إلى أوزان أعلى. غير أن العثور على خصوم في نفس الوزن أثناء التدريبات يُعد تحديًا في بريطانيا، ولذلك فهو يكتسب خبرته حاليًا من خلال التمرن مع ملاكمين أكبر حجمًا وأقوى.

وقال:

"أنا دائمًا أتدرب مع ملاكمين أثقل مني وزنًا."

"كنت أ spar مع بول باتلر، وكذلك sparred مع جوش هولمز، بطل إنجلترا في وزن الريشة الفائق . لم أتدرب يومًا مع ملاكمين في نفس وزني، وهذا ما يساعدني عندما أخوض نزالًا فعليًا. أشعر حينها أنني أقوى وأكبر من أي منافس في وزني."

لم يعد ميكي تالون وجهًا شابًا واعدًا فحسب، بل أصبح موهبة صاعدة تُبنى بأسلوب كلاسيكي، يتقن الأساسيات، ويُجيد إنهاء الخصوم، وينتظر فرصته في العرض الأكبر... وهي ربما أقرب مما يظن.