تحوّل الحديث سريعًا إلى مستقبل كونور بين في فئة الوزن المتوسط بعد فوزه المُرضي والكاسح على كريس يوبانك جونيور ليلة السبت.

يعتقد بين أنه سيهزم كل الملاكمين البارزين في وزن الـمتوسط الآن بعدما أنهى البريطاني، الذي تخلّص من الضغوط، “قضية العائلة” في استاد توتنهام هوتسبر المزدحم في لندن.

مروّجه إيدي هيرن وصف بين بأنه أكبر نجوم الملاكمة في فئة 147 رطلاً، وأكثر بريقًا من ديفين هيني، رولي روميرو، رايان غارسيا، برايان نورمان وماريو باريوس.

لا شك أن بين يُعدّ قوة جماهيرية كبيرة في المملكة المتحدة. كما أن ابن الأسطورة نايجل بين البالغ من العمر 29 عامًا قدم أفضل أداء له على الإطلاق أثناء فوزه على يوبانك في إعادة نزالهما في وزن المتوسط.

ما غاب وسط نشوة ما بعد النزال هو أن كونور بين لم يهبط إلى وزن 147 رطلاً منذ ثلاث سنوات ونصف. لم يخض أي نزال بصفته وزن ويلتر حقيقي منذ أن أوقف الجنوب أفريقي كريس فان هيردن في الجولة الثانية من نزالهما في أبريل 2022 بمدينة مانشستر، إنجلترا.

وعندما يُجبر على القيام بذلك من أجل نزالٍ كبير في وزن المتوسط…

هل سيبدو بنفس الحيوية والشرسة التي أظهرها في هيمنته على يوبانك في لقائهما الثاني؟

من الجدير طرح هذا السؤال، خصوصًا أن بين دخل الميزان عند 159¼ رطلاً يوم الجمعة – وهو أعلى وزنٍ في مسيرته، وأكثر قليلًا من يوبانك. ومن المعروف أن الهبوط مرتين إلى أسفل سلم الأوزان بعد أن يعتاد الملاكم على فئات أعلى يُعد أمرًا شديد الصعوبة.

وهذا أحد الأسباب التي تجعل تيرينس كراوفورد – رغم اختلاف ظروفه تمامًا – لا يفكر في الهبوط إلى وزن الوسط الخفيف بعد فوزه على بطل السوبر متوسط بلا منازع سابقًا، كانيلو ألفاريز.

وسيكون من المفارقة أن يفقد بين قدرته على الأداء بمستوى النخبة في وزن الويلتر إذا استنزفه الوزن، بينما قدّم أفضل أداء له أمام يوبانك الضعيف بدنيًا.

ومع ذلك، فهذا لا يقلل إطلاقًا مما حققه بين الأصغر حجمًا.

فخصم بين كان يعلم حجم التضحية التي سيقدمها بدنيًا ليصل إلى 160 رطلاً للمرة الثانية هذا العام. المال جعل الأمر يستحق العناء بالنسبة إلى يوبانك (35 فوزًا – 4 خسائر، 25 بالضربة القاضية)، لذلك لا يمكن لوم بين (24 فوزًا – 1 خسارة، 14 بالضربة القاضية) على خوض هذا النزال.

ورغم أن بين حصل على تعويض مالي جيد، فإنه خاطر كثيرًا بمواجهة خصم أكبر حجمًا منه في المرتين. وهو يستحق الإشادة على طموحه بقدر ما يستحقها على قدرته على التطور والتأقلم بين النزالين اللذين امتدا لـ12 جولة.

لكن قبل أن يُصوَّر بين – الذي لم يختبر بعد في وزن الويلتر – على أنه الرجل القادر على اكتساح فئة الويلتر الضعيفة، ربما ينبغي لهم التفكير في تأثير خسارة كمية كبيرة من الوزن على أدائه.

اسألوا يوبانك عن ذلك.

لا يوجد أي سبب، بعد فوز بين الحاسم، ليخوض الخصمان البريطانيان اللدودان نزالًا ثالثًا.

يوبانك يبلغ 36 عامًا ولا ينبغي له النزال عند وزن 160 رطلاً مرة أخرى. كما أنه لا يجب على بين، الذي يمتلك الآن كل أوراق الضغط، أن يجاريه بالتفكير في نزال بوزن متفق عليه أعلى من حدّ الوزن المتوسط.

لطالما قال بين إنه لن يصعد فوق 160 رطلاً، لكن الجمع بين الفوز السهل على يوبانك وإمكانية الحصول على مبلغ ضخم قد يجعله يغيّر رأيه. إلى جانب ذلك، يحتاج بين إلى تجاوز هذه الخصومة العائلية المحلية بينما لا يزال في ذروة عطائه البدني.

إن إقامة بين–يوبانك 3 ستختبر حدود إنفاق أكثر جماهير الملاكمة البريطانية دعمًا.

مثل معظم الملاكمين غير المهزومين في مستواه، من المرجّح أن فيرجيل أورتيز يريد اختبار نفسه — وفي هذه الحالة، أمام جارون “بوتس” إينيس.

مع ذلك، جعل فريقه الأمر واضحًا منذ أن أسقط إريكسون لوبيـن بالضربة القاضية في الجولة الثانية في 8 نوفمبر بأنهم لا يريدون مواجهته ضد إينيس في النزال المقبل.

سواء كان ذلك من خلال مروّجه أوسكار دي لا هويا الذي يطالب بضمان مالي قدره 10 ملايين دولار ويصف أورتيز بأنه “البطل”، أو من خلال مديره ريك ميريجيان الذي يقترح أن يكون إرول سبنس هو الخصم التالي بينما يواجه إينيس جيرميل شارلو في أمسية مزدوجة على ملعب AT&T الخاص بدالاس كاوبويز — فإن فريق أورتيز يفعل كل ما بوسعه لتحويل الأنظار عن النزال الذي يريده معظم عالم الملاكمة الآن.

ومن العدل تمامًا، بالطبع، تحميل إينيس جزءًا من المسؤولية لعدم مواجهة أورتيز حتى الآن. فإينيس، بعد كل شيء، طلب نزالًا في وزن الوسط الخفيف قبل مواجهة أورتيز عندما تخلّى عن ألقاب ذا رينج وIBF وWBA في وزن المتوسط قبل خمسة أشهر.

وبالتأكيد فإن دي لا هويا وميريجيان لن يكونا مقصرين في عملهما إن لم يحاولا الحصول على أكبر قدر ممكن من المال لأورتيز في حال مواجهة إينيس في أوائل 2026.

ولكن — وتحت أي ظرف — لا ينبغي مطلقًا أن تتم مواجهة سبنس ضد أورتيز في نزال رئيسي بنظام الدفع مقابل المشاهدة حاليًا.

سبنس (35 عامًا) لم يخض أي نزال منذ أكثر من عامين، وتعرض لسحقٍ كامل على يد كراوفورد في آخر ظهور له.

وبالنظر لكل ما عانى منه سبنس قبل أن يسقطه كراوفورد ثلاث مرات وينهيه، فمن غير المنطقي تمامًا أن يحاول أحد بيع مواجهة أورتيز–سبنس كبديل جذاب عن أورتيز–إينيس.

■ الآن بعد أن أطاح رافاييل إسبينوزا البالغ طوله 6 أقدام و1 بوصة بأرنولد خيغاي ليلة السبت، نحتاج أن نراه يواجه نيك بول ذو الـ5 أقدام و3 بوصات في نزال توحيد ألقاب وزن الريشة، والذي سيكون مواجهة مثيرة للغاية. ليس من المعتاد أن ترى بطلاً غير مهزوم يواجه بطلاً آخر غير مهزوم يكاد يكون أقصر منه بقدم كاملة.

■ استحقّ جابرييل غولاز، المستضعف الشجاع، نتيجة أفضل من الهزيمة بالقرار المنقسم أمام ليندولفو ديلغادو غير المهزوم في النزال الذي أقيم على بطاقة إسبينوزا–خيغاي في سان لويس بوتوسي بالمكسيك. كان من المفترض أن يضمن إسقاطه لديلغادو في الجولة الـ12 تحقيقَ مفاجأة في نزالهم الإقصائي على لقب الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) في وزن الدانة الخفيف (140 رطلاً). وبدلاً من ذلك، حصل ديلغادو على قرار الحكام (114-113، 114-113، 113-114) ليصبح في خط المواجهة الإلزامية على لقب ريتشاردسون هيتشنز. وبعمر 31 عاماً، من المرجّح أن غولاز المكسيكي لن يجد نفسه في هذا الموقف مرة أخرى.

■ حصل إميليانو فارغاس على 10 جولات كان في أمسّ الحاجة إليها بعدما خاض النزال كاملاً أمام جوناثان مونتريل في النزال التي سبقت ديلغادو–غولاز. هذا الملاكم الصاعد البالغ من العمر 21 عاماً في وزن الدانة الخفيف لم يتجاوز الجولة الثانية في أيٍ من نزالاته الثلاثة السابقة، لكنه بدا حادّاً وعلى أتمّ جاهزية بدنية حتى الجرس الأخير.