يمكن لأي شخص أن يبدو جيدًا داخل صالة التدريبات، لكن الاختبار الحقيقي يظهر عندما يكون كل شيء مباشرًا وسريعًا تحت أنظار الجمهور، فهناك فقط يتضح ما إذا كان الملاكم قادرًا على صناعة مسيرة في عالم الملاكمة.
عبد الله داركازانلي بدا جيدًا في التدريبات، لكن أول نزال له كملاكم هاوٍ كان أمام خصم يملك في رصيده 85 نزالًا.
يقول داركازانلي: “فزت عليه… وأعجبني الأمر.”
واليوم، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، يملك سجلًا احترافيًا (1-0) ويستعد للنزال في لاس فيغاس، عاصمة الملاكمة العالمية هذا الأسبوع، حيث يتوافد المشجعون والإعلام من كل أنحاء العالم لمتابعة مواجهة
كانيلو ألفاريز ضد تيرينس كروفورد يوم السبت.
ورغم أن الموهبة السعودية الصاعدة في وزن الوسط لن تقاتل أمام 60 ألف متفرج في ملعب أليجانت، إلا أن نزاله المرتقب يوم الأربعاء في مسرح Bleaulive ضد كودي كوبوسكي ليس خطة بديلة سيئة. والواقع أن داركازانلي كان سيكون سعيدًا حتى لو خاض نزاله في مستودع فارغ طالما سيُسمح له برفع قبضتيه. لكن النزال في فيغاس خلال أسبوع نزال ضخم يبقى شيئًا مميزًا.
يقول داركازانلي: “إنه حلم بالنسبة لي. أن أقاتل في فيغاس، هذا موقع كبير جدًا وشرف عظيم بالنسبة لي.”
خاض عبد الله داركازانلي أولى نزالاته الاحترافية في ديسمبر الماضي على أرضه بالرياض، حيث حقق فوزًا نظيفًا من أربع جولات على خوسيه أغيري. ورغم أن الأضواء تتجه عادة نحو النزالات الكبرى التي يشرف عليها تركي آل الشيخ، إلا أن الجذور الحقيقية لمستقبل الملاكمة السعودية تُزرع في الصالات المحلية، حيث تُصنع الجيل الجديد من الملاكمين.
يقول داركازانلي: “الأمر رائع جدًا، لأننا بدأنا في السعودية قبل عامين فقط في صالة مايك تايسون. والآن لدينا ملاكمون قادرون على المنافسة مع الأفضل في العالم. بدأت في الصالة قبل عام ونصف، وكانوا يدفعونني بقوة كل يوم، صباحًا ومساءً. في السابق كان من الصعب جدًا أن أجد منافسين جيدين للتدريب، لكن الآن أتدرب مع ملاكمين مميزين جدًا، ولدينا أيضًا أفضل المدربين في العالم. لذلك أعتقد أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، سترون أبطال عالم من هنا.”
وبالطبع، يبقى الوقت هو الفيصل فيما يخص حصد الألقاب العالمية، لكن داركازانلي أظهر وعدًا كبيرًا أمام خصم أكثر خبرة، وفي مقابلة له بعد النزال على قناة BoxingKingMedia على يوتيوب، تحدث عن استلهام عناصر من عدة نجوم كبار ليُدخلها إلى أسلوبه، مثل الجاب (اللكمة المستقيمة) من فلويد مايويذر، واللكمة اليسرى من
كانيلو ألفاريز، الذي خاض معه أربع جولات تدريبية.
لكن هل جرّب تلك اللكمة اليسرى ضد كانيلو نفسه؟
قال داركازانلي مبتسمًا: “جربتها معه. هو حاول أن يبدأها معي، ثم أنا جربتها معه. وأخبرته عن الفيديو بعد نزالي الأول كمحترف حين ذكرت اسمه. فقال لي إنه عندما أنافس على اللقب، سيأتي لمشاهدة نزالي.”
مرافقة أسماء بهذا الحجم أمر مميز بلا شك، ويبدو أن داركازانلي يستمتع بهذه المرحلة من حياته، ولِمَ لا؟ ومع ذلك، فهو يتعامل مع المستقبل بعقلانية، مركزًا على خوض كل نزال في وقته.
“نحن لا نستعجل. العملية الأساسية هي أن نمضي خطوة بخطوة ونفعل كل شيء بالشكل الصحيح. لكن كما قلت لك، أنا واثق أنني سأصبح بطل عالم يومًا ما.”
أما عن نزال الأربعاء المقبل، فيقول: “لا أحب الحديث كثيرًا قبل النزال. لكني أبذل قصارى جهدي. أعتقد أنني في حالة جيدة جدًا، وإن شاء الله سترون مني مهارة عالية.”