قد لا يكون مارك ديكنسون قد خاض سوى ثمانية نزالات فقط في مسيرته، لكن مواجهته الأخيرة على لقب إنجلترا ضد ريس فارنهيل حملت طابع "لا بد من الفوز".

في أول نزال يخوضه كملاكم وزن متوسط فائق (168 رطلاً) وأول اختبار حقيقي له منذ خسارته أمام كازوتو تاكيساكو في ربع نهائي بطولة "برايزفايتَر" سيئة الحظ للوزن المتوسط، قدّم ابن مقاطعة دورهام، البالغ من العمر 26 عاماً، أفضل أداء في مسيرته ليتفوق بالنقاط على فارنهيل الصلب وغير المهزوم.

الجولات العشر أظهرت سرعة يدي ديكنسون ودقّة وضراوة لكماته المركبة، وهي السمات التي جعلت منه موهبة واعدة. كما أثبت أيضاً قدرته على التحمل والصمود أمام بطل شرس وطموح.

ديكنسون(8 انتصارات - هزيمة واحدة، 2 بالضربة القاضية) لطالما امتلك الموهبة، لكنه اليوم يملك لقباً يعزز سمعته. حيث سيخوض أول دفاع عن لقب إنجلترا لوزن 168 رطلاً أمام تروي ويليامسون مساء السبت عبر منصة DAZN.

وقال ديكنسون لمجلة ذا رينج:

«أحد أسباب ارتياحي هو أنني الآن أملك حزاماً، وهذا يمنحني فرصة للحصول على المزيد من النزالات.

وجود اللقب يجعل للآخرين سبباً لمواجهتي، لكن في الوقت نفسه — ومن دون أي تقليل من شأن لقب إنجلترا — أريد أن أنتقل إلى مستويات أكبر.

لا أريد أن أبقى عند هذا المستوى إلى الأبد. أريد أن أتقدم وأرى إلى أي مدى يمكنني الوصول. هل أنا جيد بما يكفي للفوز بلقب بريطانيا؟ هل أملك ما يؤهلني للفوز بلقب أوروبا أو حتى ألقاب عالمية؟

سنتعامل مع الأمر خطوة بخطوة، وبالطبع سأقوم بواجبي في السادس من سبتمبر».

رغم خسارته بقرار مثير من 10 جولات أمام تاكيساكو، قدّم مارك ديكنسون أداءً جيداً في أقوى اختبار واجهه حتى الآن.

وقد استفاد من الدروس التي خرج بها من تلك المواجهة ليطبقها بشكل مثالي في نزال فارنهيل.

وقال عن 20 جولة صعبة خاضها أمام تاكيساكو وفارنهيل:

«بصراحة، أعتقد أنها هي ما صنعني كملاكم. أنا ملاكم مختلف تماماً الآن، وليس من ناحية القدرات فقط، بل أكثر من ناحية الذهنية.

أدركت أن الخبرة أحياناً أهم من مجرد امتلاك المهارة. تحتاج أن تكون لديك خبرة للتعامل مع الجولات الطويلة، متى تستخدم مهاراتك، ومتى تجعل عملك أوضح وأدق من خصمك. تلك العقلية التي تجعلك تجتاز الجولات الوسطى الصعبة. برأيي، الجولات الوسطى ربما تكون الأصعب في أي نزال. لكن بمجرد دخول النصف الثاني، تحصل على دفعة جديدة».

ديكنسون خاض كثيراً من الجولات التدريبية أمام ويليامسون ويعرف أنه قد يحتاج لتلك "الدفعة الثانية" من جديد هذا الأسبوع.

ويليامسون، الذي كان بطلاً بريطانياً غير مهزوم في الوزن المتوسط الخفيف حتى اصطدم بجوش كيلي في ديسمبر 2022، خسر أربعاً من آخر خمس نزالاته رغم أنه ظل ينافس على مستوى جيد.

ابن دارلينغتون، البالغ من العمر 34 عاماً، لم يتعرض للإيقاف قط، لكن نزال هذا الأسبوع سيكون أول ظهور له في وزن 168 رطلاً، ومن غير الواضح إن كان سيتمكن من تحمل نفس حجم أو قوة اللكمات التي صمد أمامها فارنهيل.

وعلّق ديكنسون: «ربما. هو بالفعل ملاكم صلب».

قال ديكنسون:

«لن أجلس هنا وأقول: "أوه، أعتقد أن تروي انتهى" أو شيء من هذا القبيل، لأنني لا أرى ذلك. لقد خسر فقط أمام مقاتلين مميزين، وكل من هزمه لا يشبهني في الأسلوب.

أغلبهم كانوا يعتمدون على الحركة. جوش كيلي، وإشمايل ديفيس، و"بلاك ثاندر" [كاويمهين أجياركو] جميعهم يجيدون الضرب والتحرك. أما أنا فلن أركض مبتعداً عن تروي، أليس كذلك؟».

وجهة نظره منطقية. فلو كان على ويليامسون اختيار أسلوب خصم لإحياء مسيرته، لاختار بالتأكيد ملاكماً يفضل الثبات في مكانه و النزال عن قرب. وهذا تماماً ما ينطبق على ديكنسون.

واللافت أن إقرار ديكنسون بتهديد محتمل، بدلاً من إنكاره، يعكس النضج الذي بات يتعامل به مع مسيرته. ومع ذلك، يظل واثقاً تماماً من الفوز والمضي قدماً.

وأضاف:

«في الوقت نفسه، لو صممت خصماً على مقاسي، لاخترت شخصاً مثل [ويليامسون]. سيكون واقفاً أمامي مباشرة. أعتقد أنه سيكون نزالاً مثيراً وممتعاً للجماهير، لكنه في النهاية نزال واثق أنني سأفوز به بشكل مقنع».