طالب كثيرون، ومن بينهم رئيس شركة "توب رانك" بوب آروم، باعتزال أوسكار فالديس بعد أن شاهدوا إيمانويل نافاريتي يهيمن عليه تمامًا ويُسقطه بالضربة القاضية في الجولة السادسة من نزال الإعادة الذي جمعهما في 7 ديسمبر الماضي.

فالديس، بطل العالم السابق في فئتين وزنيتين، تعرض لأول هزيمة بالضربة القاضية في مسيرته الاحترافية تلك الليلة، بعد مسيرة امتدت ل12 عامًا خاض خلالها 35 نزالًا، من بينها 12 نزالًا على مستوى بطولات العالم. سجله الآن: 32 فوزًا (24 بالضربة القاضية) مقابل 3 هزائم.

لكن، وكما كشف موقع BoxingScene حصريًا، اختار فالديس (34 عامًا) طريقًا مختلفًا، إذ أعاد التواصل مع مدربه السابق ماني روبليس، ويستعد لخوض نزال جديد في 6 سبتمبر في بلده المكسيك.

وسيكون هذا أول ظهور له على أرض الوطن منذ 12 عامًا، وربما يكون هذا المناخ الداعم هو تماماً ما يحتاجه في هذه المرحلة، خاصة بعد ما شهده من عودتين متناقضتين لكل من دايغو هيغا وكارلوس كانيزاريس خلال الأسبوع الماضي.

فقد نفّذ هيغا وعده واعتزل بعد فشله في المحاولة الثالثة لنيل لقب وزن البانتام، ليُنهي مسيرته بسجل 21 فوزًا (19 بالضربة القاضية) مقابل 3 هزائم و3 تعادلات.

أما كانيزاريس، فسجّل انتصارًا مثيرًا حين نهض من السقوط ليُسقط بانيا برادابسري في الجولة الخامسة من نزال الإعادة على لقب وزن الذبابة الخفيف، رافعًا سجله إلى 28 فوزًا (20 بالضربة القاضية) مقابل 3 هزائم وتعادل واحد.

أما فالديس، فهو أكبر سنًا من كليهما، وخاض نزالات أكثر عنفًا، ويجد نفسه اليوم في قلب فئة وزن 130 رطل التي يبرز فيها عدد من المنافسين الشباب الطامحين لفرض أسمائهم على الساحة.

في الليلة نفسها، سيدافع إدواردو نونيز عن لقبه الجديد من الاتحاد الدولي للملاكمة (IBF) أمام كريستوفر دياز. نونيز يدخل النزال بسجل 28 فوزًا (27 بالضربة القاضية) مقابل هزيمة واحدة، فيما يملك دياز سجلًا قدره 30 فوزًا (19 بالضربة القاضية) مقابل 5 هزائم.

كما سيخوض كل من ريموند فورد و هاياتو تسوتسومي، وكلاهما يبلغ من العمر 26 عامًا، نزالات ضمن عرض كبير في السعودية يُبث عبر منصة DAZN بنظام الدفع مقابل المشاهدة، و يترأسه نزال موسيس إيتاوما ضد ديليان وايت في 16 أغسطس.

في أماكن أخرى، هناك تفاؤل متزايد بشأن المكسيكي إدواردو "روكي" هيرنانديز، المصنف الأول لدى الـWBC، والذي يحمل سجلًا مميزًا يبلغ 37 فوزًا (32 بالضربة القاضية) مقابل هزيمتين. كما يقترب البريطاني رايان غارنر، صاحب السجل النظيف 18 فوزًا (9 بالضربة القاضية)، من مستوى المنافسة على الألقاب العالمية. وكلاهما في الـ27 من عمره.

ورغم أن فالديس لن يواجه على الأرجح خصمًا من العيار الثقيل في نزاله الأول تحت إشراف روبليس، إلا أن هناك تفاؤلًا متجددًا بإمكانية إنهائه لمسيرته الحافلة بطريقة تليق بها — خاصة في ظل الأداء اللافت الذي قدّمه خلال تدريباته الأخيرة إلى جانب ملاكمين أصغر سنًا.

قال روبليس لمجلة ذا رينج :

"لقد كان يُجاري نخبة الملاكمين في تدريبات السبارينغ، وهذا يخبرني بالكثير. لا يزال في حالة جيدة بدنيًا وذهنيًا."

وأضاف:

"من المؤكد أن التمرين في الصالة الرياضية يختلف عن خوض النزال الفعلي، لكنني أتوقع منه أن يكون منصتًا، وأن يعمل على الجوانب التي ركّزنا عليها. أريده أن يطبّق ما تدربنا عليه، والأهم من ذلك أن يُظهر لي رغبته الحقيقية في التطور والتحسّن. سنتعامل مع الأمور خطوة بخطوة، نزالًا بعد نزال."

وكان فالديس قد قضى ست سنوات وخاض 11 نزالًا تحت إشراف المدرب إيدي رينوسو، بعدما غادر روبليس في عام 2018 عقب دفاع مرير عن لقبه أمام سكوت كويغ في نزال كسر خلاله فكه.

في ذلك الحين، اعتُبر تغيير المدرب خطوة طبيعية في إطار سعي فالديس لتطوير أسلوب دفاعي أكثر انضباطًا، ولتحقيق تطوّر شامل في مستواه كملاكم، بما في ذلك انتقاله إلى فئة وزنية أعلى.

ورغم أنه تمكّن من الدفاع عن لقبه مرتين أمام خصوم غير مهزومين قبل الانتقال إلى وزن 130 رطل، لا تزال علامات الاستفهام تحوم حول ما إذا كان قد استغل كامل إمكاناته، لا سيما بعد فشله في التعامل مع أسلوب نافاريتي على مدار 18 جولة—في حين نجح كل من دينيس بيرينشيك وتشارلي سواريس في التغلب عليه في عامين متتاليين.

كيف عادت العلاقة مع روبليس؟

يقول روبليس:

"فوجئت به يظهر في صالة التدريب في لوس أنجلوس، قادمًا من المكسيك. طلب الحديث معي، فجلسنا على انفراد وتبادلنا الحديث بصراحة. بعد نقاش طويل، قررنا أن نمنح الأمر فرصة جديدة. وكنت قد أخبرته بعد نزال نافاريتي أنه لا يليق أن ينهي مسيرته بهذه الطريقة، بعد كل ما حققه."

وتابع:

"قلت له: لا أستطيع أن أعدك بشيء، لكنني سأمنحك 100% من جهدي، وأتوقّع منك نفس الالتزام. إذا تمكّنّا من ذلك، فسنُحقق نتائج إيجابية، ونتعامل مع كل نزال على حدة، خطوة بخطوة، ونبني عليها تدريجيًا."

وقد تواصل فالديس مع روبليس قبل بضعة أشهر، ومنذ ذلك الحين، يعمل بهدوء على التحضير لعودته.

حاليًا، يحتل فالديس المركز الرابع عشر في تصنيف المجلس العالمي للملاكمة (WBC)، بينما تصنّفه منصة BoxRec في المركز الحادي عشر على مستوى العالم — تصنيف يبدو متساهلًا إلى حدٍّ ما. ويبقى السؤال مطروحًا: هل لا يزال فالديس يملك ما يؤهله للعودة إلى القمة؟ أم أن ما نشهده ليس سوى بريق زائف جديد؟