لاس فيغاس — بدا أن ماني باكياو حقق عودة مظفّرة ليلة السبت في القاعة التي شهدت معظم نزالاته المهمة.

لكن، ولخيبة أمل النجم الفلبيني، لم يمنحه أي من الحكام الثلاثة الفوز على بطل المجلس العالمي للملاكمة (WBC) في وزن الويلتر، ماريو باريوس.

واكتفى باكياو (46 عامًا) بتعادل بالأغلبية، ما أثار صدمة الجماهير المؤيدة له بقوة في صالة MGM غراند غاردن أرينا.

الحكم ماكس دي لوكا منح الفوز لباريوس بنتيجة 115-113،

لكن الحكمين تيم تشيثام وستيف وايسفيلد سجّلا النزال بالتعادل 114-114، مما حسمه كتعادل بالأغلبية.

بعد تسع جولات، كان باكياو متقدمًا بنتيجة 87-84 على بطاقتي تشيثام ووايسفيلد،

إلا أن كليهما منح الجولات الثلاث الأخيرة لصالح باريوس، وهو ما جعل النتيجة الإجمالية تعادلاً.

قال ماني باكياو في مقابلته بعد النزال مع جيم غراي:

"أعتقد أنني فزت بالنزال. لقد كان نزالاً متقاربًا. خصمي كان صلبًا. لقد كانت مواجهة رائعة."

وأكد باكياو عزمه على الاستمرار في النزال ، مطالبًا بإعادة فورية للنزال، وهو ما وافق عليه ماريو باريوس، الذي أبدى استعداده لمنح إعادة للنزال مع هذا البطل الأسطوري في ثماني فئات وزنية، الذي أنهى اعتزالًا دام ما يقارب أربع سنوات.

قال باريوس:

"أعتقد أنني انتزعت الفوز في النهاية، لكنني أرفع قبعتي احترامًا لماني. لقد كان شرفًا عظيمًا أن أشاركه الحلبة."

وفقًا لإحصاءات "كومبيو بوكس" غير الرسمية، فقد سجّل باريوس 120 ضربة ناجحة من أصل 658 لكمة، أي أكثر بـ19 لكمة مما حققه باكياو، الذي هبط بـ101 من أصل 577.

لكن باكياو تفوّق في اللكمات القوية، حيث سجل 81 من أصل 259، مقابل 75 من أصل 235 لباريوس.

أما في الضربات المباشرة (الجاب)، فقد تفوّق باريوس بـ45 من أصل 423، مقابل 20 فقط من أصل 318 لباكياو.

ورغم النتيجة الرسمية، فقد أثبت باكياو(62 انتصارًا، 8 هزائم، 3 تعادلات، 39 بالضربة القاضية) أنه لا يزال قادرًا على مجاراة خصوم على مستوى البطولة، داحضًا شكوك من اعتقدوا أن عمره المتقدم يمنعه من المنافسة.

يُذكر أن باريوس، القادم من سان أنطونيو، تكساس، يصغر باكياو بـ16 عامًا ويزيده بست بوصات في الطول. ومع ابتعاد باكياو الطويل عن الحلبة، كانت تلك من أبرز الأسباب التي جعلت باريوس يدخل النزال كمرشح للفوز بنسبة 3 إلى 1 لدى معظم شركات المراهنات.

وكان باكياو قد أعلن اعتزاله في سبتمبر 2021، بعد خمسة أسابيع من خسارته أمام يوردينيس أوغاس، البديل المتأخر لإيرول سبينس جونيور، في نزال على لقب رابطة الملاكمة العالمية (WBA) للوزن المتوسط، بعد قرار جماعي من القضاة.

ومع نتيجة ليلة السبت، فقد ضاعت على باكياو فرصة دخول التاريخ مجددًا والانضمام إلى أساطير مثل برنارد هوبكنز والراحل جورج فورمان، الذين أصبحوا أبطالًا عالميين وهم في الأربعينيات من عمرهم.

حطم برنارد هوبكنز الرقم القياسي المسجل باسم جورج فورمان عندما تغلب على الكندي جان باسكال بقرار جماعي في مايو 2011 بمدينة مونتريال، لينتزع لقب المجلس العالمي للملاكمة (WBC) في الوزن الخفيف الثقيل، وكان عمره آنذاك 46 عامًا.

أما فورمان، فكان في سن الـ45 عندما أطاح بمايكل مورر بالضربة القاضية في نوفمبر 1994 بمدينة لاس فيغاس، لينتزع لقبي الاتحاد الدولي (IBF) ورابطة الملاكمة العالمية (WBA) للوزن الثقيل.

وتجاوز هوبكنز لاحقًا رقمه القياسي مرتين، بعدما فاز بلقبين إضافيين في الوزن الخفيف الثقيل، الأول في سن 48، والثاني في سن 49.

انضم باكياو الشهر الماضي إلى هوبكنز وفورمان في قاعة مشاهير الملاكمة الدولية، قبل ستة أسابيع فقط من نزاله ضد ماريو باريوس.

ورغم أنه لم يحقق الفوز، فإن الأداء اللافت الذي قدّمه باكياو أمام باريوس، متحديًا عامل الزمن، جاء بعد 12 عامًا ونصف من خسارته القاسية أمام غريمه المكسيكي خوان مانويل ماركيز، الذي أسقطه بالضربة القاضية في الجولة السادسة من نزالهما الرابع بصالة MGM.

ومع دخول باكياو وباريوس الجولة الثانية عشرة، بدا أن الحضور الكثيف من أنصار باكياو واثقون من أنه في طريقه نحو الفوز.

في بداية الجولة الحادية عشرة، أجبر باريوس باكياو على التراجع بعد أن وجه له لكمة يمنى وأخرى يسرى بعد أقل من 40 ثانية. لكن باكياو رد بلكمة يسارية مستقيمة قبل نهاية الجولة بنحو 40 ثانية.

وخلال الجولة العاشرة، بدا أن باكياو يوجه الضربات الأنظف، وبدأ يتقدم على بطاقات الحكام. ولم يتمكن باريوس من تشكيل هجوم مؤثر أمام خصم أقصر منه كثيرًا رغم تركه لفراغات دفاعية.

واصل باكياو بناء الزخم الذي اكتسبه في الجولة الثامنة، حين وجّه لباريوس مزيجًا من اليسار واليمين في الجولة التاسعة، لفت انتباه البطل.

وفي الثواني الأخيرة من الجولة الثامنة، تسببت ضربة خطافية باليد اليمنى من باكياو في اختلال توازن باريوس، تبعها بلكمة يسرى مستقيمة أشعلت الحلبة وهتافات الجماهير.

وفي الجولة السابعة، أجبر باريوس باكياو على التراجع عبر لكمة مباشرة قوية تبعها بضربة باليد اليمنى بعد دقيقة تقريبًا، لكن باكياو رد عليه بلكمة يسارية مع اقتراب الجولة من نهايتها.

تصاعدت حدة المواجهة في أواخر الجولة السادسة، حين وجه باكياو لكمة خطافية يمينية خلال تبادل سريع، لكن باريوس رد بجاب قوي (لكمة مباشرة باليد الأمامية) دفع باكياو للتراجع قبل ثوانٍ من نهاية الجولة.