ليام ديفيز: "تذكّر سبب نزالي هو مفتاح عودتي القوية!"

في الأيام الصعبة التي تلي أول هزيمة في مسيرة الملاكم، يُجبر على طرح أسئلة لم يتخيل أبدًا أنه سيضطر للإجابة عليها.

لماذا حدث هذا؟ ما الذي يمكنني تغييره؟ هل أنا جيد بما فيه الكفاية؟ متى يمكنني النزال مجددًا؟

بعد تعرضه لأول هزيمة في مسيرته، طرح ليام ديفيز على نفسه سؤالًا بسيطًا: "لماذا أفعل هذا؟"

يقول ديفيز في حديثه مع ذا رينج:

"استغرق الأمر بعض الوقت حتى أستوعب الأمر، لكن في النهاية، هذه هي الحياة، أليس كذلك؟ لا تسير الأمور دائمًا كما نريد، وعلينا أن نتقبل ذلك."

ويتابع:

"الجميع ينظر إلى الأمور من منظور مختلف، لكنني كنت أنسى السبب الحقيقي وراء قيامي بذلك. منذ طفولتي، أحببت هذه الرياضة وأحببت الفوز. بدأت في العروض الهاوية من أجل متعة الفوز بجائزة، لكن مع مرور الوقت، أصبح الأمر يتعلق أكثر بالجانب المالي من الملاكمة."

"عندما أنظر إلى الوراء، لا أحب هذا الجانب من نفسي، وهذا شيء أريد تغييره. بالطبع، الجميع يريد الحصول على أجر جيد، لكنني كنت أفكر فقط في المبلغ الذي سأحصل عليه إذا فزت بالنزال التالي. نحن جميعًا بحاجة إلى المال، لكن هذا ليس السبب الذي يجعلني أمارس الملاكمة."

"المضحك في الأمر؟ أنا لست غنيًا، لكنني لست في وضع سيئ أيضًا، ومع ذلك لم أكن أكثر سعادة مما كنت عليه عندما كنت أعيش مع خطيبتي في منزل والدتي، وكنت أحيانًا أشتري لها وجبة صينية وأستمتع بالحياة. ما زلت أستمتع بالحياة، لكنني فقدت المعنى الحقيقي لها. المال رائع، والألقاب رائعة، لكن اللحظات والذكريات هي الهدف الحقيقي."

"قد أبدو روحيًا بعض الشيء، لكنني لست كذلك أبدًا. ومع ذلك، هذا شيء تعلمته."

قبل أن يواجه خصمه القديم في الهواة، شهباز مسعود، في نوفمبر الماضي، كان ديفيز (16 انتصار – 1 هزيمة، 8 انتصارات بالضربة القاضية) واحدًا من أكثر الملاكمين البريطانيين إثارة وتألقًا.

خلال عامين ونصف، حصل ديفيز على ألقاب البريطاني، والأوروبي، والـ IBO في وزن السوبر بانتم، وأظهر مهارات في الملاكمة والإنهاء توحي بأنه قادر على النجاح في أعلى المستويات.

كان ديفيز يتحدث بثقة عن مواجهة كبار الأسماء في فئته أو حتى السفر إلى اليابان لملاقاة البطل بلا منازع في وزن 122 رطلاً، ناويا إينووي. لكن مسعود أوقف تلك الخطط بأداء ذكي، حيث تفوق عليه بمهاراته العالية في التصدي واللكمات المرتدة، لينتزع الفوز بقرار الحكام.

قد يرى البعض أن مسعود كشف نقاط ضعف ديفيز، لكن بالنظر إلى ما أنجزه الأخير سابقًا، من الأكثر عدلًا القول إن ما حدث كان مجرد ليلة سيئة.

لو كان قد خسر بعد تقديمه أداءً قويًا في معركة شرسة، لكان لديه سبب أكبر للقلق بشأن مستواه، لكن حقيقة أنه كان بعيدًا تمامًا عن مستواه المعتاد جعلت الهزيمة أسهل تقبلًا.

يقول ديفيز:

"نعم، هذه هي الطريقة التي أنظر بها إلى الأمور، لكن الناس يمكنهم أن يفسروا الأمر كما يحلو لهم. أنا صادق مع نفسي دائمًا، في كل موقف، وهذه هي الطريقة التي أتعامل بها مع الأمر. لقد خضت آلاف الجولات السيئة في التدريبات."

"أحيانًا تدخل الحلبة بعد أن قمت بكل شيء بشكل صحيح في التدريبات النزالات السابقة، فتشعر أن الأمر مجرد مسألة حضور. لا يكون لديك نفس التوتر، ولا تكون في قمة تركيزك."

"لقد تعلمت أنه عليك أن تبقى متيقظًا تمامًا في كل لحظة، لأن الفارق بين نزالي القادم وما كان يمكن أن يكون عليه لو كنت في مكاني الصحيح سيكون كبيرًا، أليس كذلك؟"

"لكن من المثير للاهتمام، لو كنت فزت، هل كنت سأبقى في نفس الوزن لفترة أطول؟ وكان يمكن أن يحدث نفس الشيء لاحقًا؟"

لهذا السبب، قرر ديفيز الانتقال إلى وزن الريشة. كان أمامه خيار الانتقال عبر درجتين وزنيتين، لكنه شعر دائمًا أنه قادر على النزال في هذا الوزن.

"كنت أعاني دائمًا في الأيام الأخيرة قبل الميزان، حيث كانت آخر بضعة أرطال تمثل صعوبة بالغة."

قد يكون هذا الانتقال إلى وزن الريشة أكبر عامل في استعادة مستواه الحقيقي.

لطالما كان ديفيز ملاكمًا كبير الحجم بالنسبة لوزن السوبر بانتم، ورغم أنه استخدم قوته وحجمه بفاعلية، إلا أنه لم يكن مجرد ملاكم يستغل فارق الحجم. ما ميّزه حقًا كان دقته، وتوقيته، وثقته العالية بالنفس.

لا يبحث ديفيز عن الأعذار، لكنه يدرك الآن كم كان يعاني للوصول إلى وزن 122 رطلاً، حيث كان جسده بالكاد يحتمل ذلك. ربما سيدرك مدى تأثير ذلك عليه عندما يزن نفسه لأول مرة كملاكم في وزن الريشة.

سيدخل ديفيز مباشرة إلى ساحة مزدحمة بمواهب قوية في وزن الريشة البريطاني.

نيك بول، الذي دافع عن لقب WBA في وزن الريشة ضد الأيرلندي تي. جاي. دويني في ليفربول، هو حاليًا الأبرز في الساحة المحلية.

زاك ميلر أثبت نفسه بقوة بعد أن تفوق على مسعود عبد الله ليحقق لقب بريطانيا والكومنولث.

مايكل كولين يستعد لمواجهة كريستوبال لورينتي على لقب أوروبا.

في 24 مايو، سيلتقي ناثانييل كولينز مع لي مكجريجور في مواجهة قوية أخرى.

هذا يعني أن ديفيز لن ينتظر طويلًا للحصول على فرصته لاستعادة مكانته. ولحسن حظه، لا يشعر بالحاجة إلى دخول نزالات تحضيرية، بل يفضل التحدي مباشرة.

يقول ديفيز:

"عندما التقيت بفريقي في كوينزبري، كنت واضحًا: بالنسبة لي، كنت سيئًا في تلك الليلة فقط، وما زلت قادرًا على خوض 12 جولة، لكنني بحاجة للانتقال إلى وزن أعلى."

"لو كنت قد تعرضت لضربة قاضية، ربما كنت سأخوض نزالات من 6 أو 8 جولات، لكن هذا ليس أنا."

"لا يهمني الأسماء. أريد فقط النزال . هل تفهم ما أعنيه؟"

"عندما تخسر نزالًا، تشعر وكأنك فقدت بعض الاحترام، لكن بالنسبة لي، لم يؤثر ذلك كثيرًا، لأنني أعلم أنني سأستعيد كل شيء. أعرف ما أنا قادر عليه."

"لقد تعلمت الكثير من الموقف، ولن أتحدث عنه أبدًا، لكنني استخلصت دروسًا مهمة. الآن، أنا متحمس للعودة إلى الحلبة والمضي قدمًا، لأن الأمر يبدو وكأن هناك سحابة فوقي حتى أخوض نزالي القادم، أليس كذلك؟"