clicked
كوري إيردمان: الذكرى الخامسة والسبعون لآخر نزال لقب لِشوغر راي روبنسون بوزن الويلتر (147 رطلاً) و الاعتراف بمكانته في تصنيف باوند فور باوند
Ring Magazine
عمود
كوري إردمان
كوري إردمان
RingMagazine.com
كوري إيردمان: الذكرى الخامسة والسبعون لآخر نزال لقب لِشوغر راي روبنسون بوزن الويلتر (147 رطلاً) و الاعتراف بمكانته في تصنيف باوند فور باوند
في هذه الأيام، من الصعب أن تفتح أي جهاز دون أن تجد نفسك وسط جدل حول من هو الأعظم على الإطلاق (GOAT) في رياضة معيّنة. وبخاصة في أشهر الصيف، يكفي أن تُلقي شرارة في نقاش جوردان مقابل ليبرون لتُبقي النار مشتعلة طالما شئت.

في عالم الملاكمة، يظهر هذا الجدل بين الحين والآخر، غير أن هناك شبه إجماع على أن شوغر راي روبنسون هو الأعظم. ولإشباع «وحش» ثقافة الجدل، تميل النقاشات في الملاكمة إلى الخوض في مزيد من التفاصيل: من هو الأعظم في فئة وزنية محددة؟ من هو الأفضل في عقد معيّن؟ ومن سيفوز في مواجهة افتراضية بين أسطورتين؟ ومن الأساليب التي تجعل نقاش «الأعظم» أكثر إثارة وإنصافًا، النظر إلى أفضل نسخة من الرياضي، سواء في ليلة واحدة بعينها أو خلال حقبة زمنية محددة. وقد أفرز هذا النهج إجابات شهيرة في أوساط الملاكمة، مثل: محمد علي في ليلة فوزه على كليفلاند ويليامز، أو نسخة روي جونز جونيور في وزن السوبر متوسط.

ومع ذلك، غالبًا ما تعود البوصلة في النهاية إلى روبنسون.


أفضل نسخة من ملاكم شهدناها على الإطلاق — وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار طول الفترة التي حافظ فيها على هذا المستوى — كانت على الأرجح شوغر راي روبنسون في وزن الويلتر. فبعد أن بدأ مسيرته الاحترافية في وزن الخفيف عام 1940، كان يقاتل فوق حد 135 رطلًا مع بداية العام التالي، وبكل المقاييس كان قد أصبح ملاكمًا في وزن الويلتر حين هزم نجم قاعة المشاهير المستقبلي فريتزي زيفِك عام 1941.

من عام 1943 حتى 1951، حقق شوغر راي روبنسون 91 انتصارًا متتاليًا. وإذا مددنا الإحصائية قليلًا لتشمل الفترة من 1938 حتى 1951، فإن الملاكم الوحيد الذي تمكن من هزيمته كان جيك لاموتا. وقد جاء فوز لاموتا على روبنسون في ثاني نزالاتهما ضمن سلسلة امتدت إلى ست مواجهات بينهما، لكنه يومها تجاوز حد وزن المتوسط (160 رطلاً) بنصف رطل، في حين كان روبنسون دون حد وزن الويلتر (147 رطلاً) بفارق 2.5 رطل.

بحلول أغسطس 1950، كان شوغر راي روبنسون قد احتفظ بلقب وزن الويلتر لمدة أربع سنوات، منذ أن توّج به عقب فوزه على تومي بيل في نزال اللقب الشاغر قبل ذلك بأربع سنوات. وخلال هذه الفترة، دافع عن لقبه أربع مرات، لكنه ظل شديد النشاط بين تلك الدفاعات، حيث واجه خصومًا من العيار الثقيل. وبعد دفاعه الرابع أمام كيد غافيلان، خاض 14 نزالًا متتاليًا في وزن المتوسط.

كان ذلك يعود جزئيًا إلى إدراك روبنسون أن الوصول إلى حد وزن 147 رطلاً أصبح مهمة شاقة عليه. ومع ذلك، كتب لاحقًا في سيرته الذاتية الصادرة عام 1969 Sugar Ray أنه «رغم سجلي—هزيمة واحدة فقط في 117 نزالًا—لم أكن قد نلت بعد لقب البطل الشعبي بحق». كان روبنسون يتطلع إلى نجومية تتجاوز حدود الحلبة، ويشعر بأن الظروف مهيأة لحدث ضخم قد يحقق له ذلك. ورأى أن الانتقال إلى وزن المتوسط سيعزز من صورته، وهناك كان بانتظاره خصمه القديم جيك لاموتا، الذي أصبح آنذاك الأفضل عالميًا و اسمًا لامعًا بين الجماهير، ليس فقط بفضل أدائه وإثارته، بل أيضًا لأسباب أقل وجاهة.


في العام السابق، كان صديقه ورفيقه القديم في الجيش جو لويس قد اعتزل مؤقتًا، تاركًا الكتّاب في الولايات المتحدة يتساءلون: من أين ستأتي الشرارة التالية؟ كثيرون اعتقدوا أن النجم الذي سيتسلم الراية من لويس هو روبنسون، وأن «الحدث العملاق» الذي سيعيد إشعال وهج اللعبة سيكون مواجهة جديدة مع لاموتا.

في يونيو عام 1950، تمكّن شوغر راي روبنسون من إلحاق الهزيمة بروبير فيلِمان في نزال أُقيم على ما سُمِّي حينها «لقب ولاية بنسلفانيا العالمي» لوزن المتوسط. وبحلول ذلك الوقت من العام، كان جيك لاموتا لم يخض أي نزال، فبادرت الولاية إلى الاعتراف بروبنسون بصفته البطل بدلًا منه. وكما دوّن روبنسون لاحقًا، فإن ذلك الحزام «لم يكن يساوي أجره في تلك الليلة»، غير أنه كان بمثابة طعنة رمزية في كبرياء لاموتا، وتذكيرًا له بأن «الثور الهائج» ما زال يحتفظ بشيء يتوق إليه خصمه القديم. وفي الشهر التالي، كان من المقرر أن يدافع روبنسون عن هذا اللقب أمام خوسيه باسورا في مدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا.

وأثناء تحضيراته المبكرة لمواجهة باسورا، تلقّى روبنسون خبر وفاة صديقه ورفيق تدريبه منذ الطفولة لويس "سبايدر" فالنتاين جرّاء السرطان. عام 1939، اضطرّا—خلافًا لرغبتهما—للقتال ضد بعضهما في نهائي وزن الريشة لبطولة قفازات نيويورك الذهبية. في الجولة الأولى، باغت روبنسون فالنتاين بخطّاف أيسر أسقطه أرضًا.

انحنى روبنسون، وأدخل قفازيه تحت ذراعي صديقه ورفعه مساعدًا إياه على الوقوف، ما أثار تنبيه الحكم وغضب مدربه. بقية النزال، تعمّد ألا يؤذيه، واعترف بأنه توتر قليلًا عند قراءة النتيجة قبل أن يسمع اسمه بطلًا لعام 1939.


بعد عشر سنوات، رحل «سبايدر»، وأراد روبنسون—وقد بلغ الثلاثين—أن يفعل شيئًا تخليدًا لذكراه. اتصل بالكاتب والمذيع الشهير والتر وينشل، مؤسس «صندوق ديمون رنيون لبحوث السرطان» تكريمًا لصديقه. أراد روبنسون جمع المال لبحوث السرطان، وأبلغ وينشل باستعداده للقتال والتبرع بـأجره كاملًا للمشروع.

قال روبنسون لوينشل: «إذا كان ذلك سيجعلك تشعر بتحسّن، يمكنك أن تعطيني دولارًا واحدًا». وبالفعل، كان أجره الرسمي للنزال دولارًا واحدًا فقط. بقيت مسألة المنافس. يقول مفوّض نيوجيرسي آبي ج. غرين إن عروضًا قُدمت إلى روكي غرازيانو ولوران دوتوي وحتى لاموتا، لكنهم رفضوا (ويُعذر لاموتا ودوتوي على وجه الخصوص، إذ لم تمضِ سوى أسابيع قليلة حتى التقيا في نزال مثير حصد لقب «نزال العام» من مجلة ذا رينج.").

"على أي حال، فضل روبنسون أن يجعل النزال آخر دفاع له عن لقب وزن الويلتر، ليمنحه زخمًا أكبر. وأثناء استعداده لمواجهة بيلمان، ظهر المدير الصاخب فيك مارسيلو في معسكره مصطحبًا ملاكمه تشارلي فوساري، المصنّف البارز في وزن الويلتر، طامحًا في خطف فرصة النزال. وخلال الأسابيع التالية، خرج مارسيلو عبر أثير الإذاعة متهمًا روبنسون بأنه يتعمّد «تجنّب» فوساري."


استعاد روبنسون ذلك الموقف في ذاكرته، وأدرك أنه عثر على الخصم المثالي لتلك المناسبة: فوساري، المصنّف ثالثًا في وزن الويلتر، وإلى جانبه «مندوب مبيعات» صاخب يُدعى مارسيلو.

وقد روّجت الصحف الوطنية للنزال على ركيزتين أساسيتين: أولهما البعد الخيري للحدث، وثانيهما فكرة أن معاناة روبنسون في خفض وزنه قد تمنحه هزيمة مفاجئة أمام «عامل ألبان» يزاول عمله بدوام جزئي. وكانت هناك بالفعل مؤشرات عديدة على أن الحالة الصحية لروبنسون تدعم أجواء هذا «الفخ».

وفي الأسبوع نفسه الذي أُعلن فيه رسميًا نزال فوساري، أُجّل موعد مواجهة باسورا، بعدما أصيب روبنسون بما وُصف بـ«نزلة برد في الظهر» و«اعتلال في العمود الفقري». وقد أثار هذا التأجيل دعاوى عاجلة بين روبنسون ومروّج نزال باسورا، إرنست جينيل، ولجنة بنسلفانيا، التي كانت الجهة الوحيدة آنذاك التي تعترف به بطلًا في وزن المتوسط."

طمأن روبنسون لجنة بنسلفانيا بأنه مريض بالفعل، لكنه ملزم قانونيًا وأخلاقيًا بتنفيذ وعده أولًا بخوض النزال الخيري، وأبدى استعداده لمواجهة باسورا «بعد أيام» إذا رغبوا. غير أن طبيب اللجنة، بعد فحصه، قرر أنه «في حالة مثالية للقتال»، ففُرض عليه دفع غرامة قدرها ألف دولار للجنة، وخمسة آلاف دولار للمروّج إرنست جينيل؛ أي أن روبنسون خسر ستة آلاف دولار بدلًا من أن يتقاضى 7500 دولار كان مضمونًا له في تلك الليلة.

وبعد دفع المبلغ، جرى الاتفاق على تسوية الخلاف بشرط أن يواجه باسورا قبل أن يلاقي لاموتا أو أي منافس آخر في وزن المتوسط، خاصة مع انتشار شائعات عن مواجهة سادسة مرتقبة بينه وبين «الثور الهائج» في سبتمبر.

ومهما كانت حقيقة إصابة ظهره، فإن معاناته في إنزال وزنه إلى حد الويلتر كانت مؤكدة. فقد نصح بعض الصحفيين بأن يتخلى عن اللقب، فيما صوّر رسامو الكاريكاتير وجهه عابسًا أمام رقم ثقيل على الميزان.

وقبل أسبوع من موعد النزال (9 أغسطس)، ترددت أنباء عن أن وزنه بلغ 152.5 رطل، لكن تلك التقارير لم تؤكد؛ إذ لم يصعد الميزان خلال الفحص الطبي السابق للنزال، وقضى الوقت يقلد بحركاته ضربة الغولف. ومع اقتراب ختام معسكره في بومبتون لايكس، أخذ مدير أعماله جورج غينفورد بنصيحة طبيبه الشخصي، د. فينسنت ناردييلو—الذي يشغل أيضًا منصب طبيب لجنة نيويورك—وسمح له بقضاء عطلة نهاية الأسبوع في حمام تركي للتخلص من مزيد من الوزن.

و في تلك الأثناء، كان مارسيلو يصرّح جهارًا بأن معاناة روبنسون في خفض وزنه ستكون السبب المباشر في هزيمته، وزاد من حدة الضجة الإعلامية بتعاقده مع الدكتور ديفيد ف. تريسي، الأخصائي النفسي و«المُنوِّم» المعروف، الذي لمع اسمه مطلع ذلك العام بعد أن استعان به فريق سانت لويس براونز في دوري البيسبول لتطوير أداء لاعبيه.

على الأقل، كان ذلك أول مثال بارز على نادٍ محترف يستثمر في الصحة النفسية للاعبيه بأسلوب طبي. لكن صورة هذا الاستثمار اهتزّت حين بدأ البراونز الموسم بـ8 انتصارات مقابل 25 هزيمة، ثم أقالوا تريسي نهاية مايو.

عمل تريسي مع فوساري وفريقه—وكان بينهم الأسطورة راي آرسل—ليُقنعهم بأن روبنسون ليس في كامل جاهزيته وأن الانتصار ممكن. وسخرت صحيفة جيرسي جورنال قبل النزال بأسبوع: «إذا استطاع فيك مارسيلو فقط أن يُدخل الأخصائي إلى معسكر روبنسون ليطيح بما تبقّى من ثقته، فلن يكون النزال سوى نزهة لفوساري».

وبحسب ما رواه روبنسون نفسه، فإن «اطمئنان» مارسيلو لم يكن ثمرة عمل تريسي، بل نتيجة ترتيب خاص أبرمه مع معسكر شوغر راي؛ إذ اقترح مارسيلو أن يُطيل روبنسون النزال أمام فوساري، أو ما يُعرف في لغة الحلبة بـ«حمل الخصم»، فوافق الأخير. لم يكن لدى روبنسون أي ضغينة تجاه فوساري، بل رأى أن 21,821 متفرجًا في ملعب روزفلت «لم يدفعوا ثمن تذكرة لمشاهدة نهاية سريعة»، فأراد أن يمنحهم عرضًا ممتعًا. وزاد على ذلك اعترافه بأنه فقد «غريزة الحسم» منذ وفاة جيمي دويل عقب نزالهما عام 1947.

غير أن معركته الحقيقية لم تكن داخل الحلبة، بل مع الميزان؛ إذ اضطر طبيبه إلى إدخاله صندوق البخار مرتين للتخلص من فائض الوزن، قبل أن ينجح أخيرًا في بلوغ نصف رطل دون حد الويلتر — وذلك للمرة الأخيرة في مسيرته.

ولم يُسجَّل من النزال إلا لقطات محدودة، معظمها عبر أشرطة الصحافة البريطانية، ولم يُبث على التلفاز الوطني، الذي شهد لاحقًا ذلك العام ظهور روبنسون أمام بوبي دايكس. وتُظهر اللقطات حالة من الهدوء التام يطارد فيها روبنسون خصمه ويتفوق عليه بالملاكمة، فيما كان ركن فوساري—بحسب رواية روبنسون—يحثه على التحرك المستمر طوال النزال، مما جعل «حمله» أكثر إرهاقًا.

وقد استقطب الحدث حشدًا من ألمع نجوم ذلك العصر، في مقدمتهم الممثلة مارلين ديتريش، وأسطورة البيسبول جو ديماجيو، ومارغريت ترومان ابنة الرئيس الأمريكي هاري ترومان، الذي كان من القلائل في البلاد الذين يضاهون ديماجيو في الراتب. ويُروى أن أعلى موجة تصفيق بعد روبنسون كانت من نصيب ديماجيو.

و تحت إشراف الحكم بول كافاليير كمقيّم وحيد للنزال، حسم روبنسون الفوز في ثلاث عشرة جولة من أصل خمس عشرة، محتفظًا بلقب الويلتر الذي سيتنازل عنه لاحقًا دون أن يتكبّد هزيمة «على الورق»، لينطلق في مسعاه نحو أمجاد وزن المتوسط.


صرّح روبنسون بعد اعتزاله بسنوات طويلة أنّ هذا النزال كان «أفخر نزالاته» على الإطلاق. وقد أفادت تقارير تلك الحقبة بأن الأمسية جمعت نحو 46 ألف دولار لصالح الأعمال الخيرية، بينما أصرّ روبنسون على أنّ المبلغ الحقيقي اقترب من 100 ألف دولار. وفي العام التالي، حظي بتكريم رسمي في بلدية نيويورك تقديرًا لجهوده الإنسانية، حيث شهد الحاضرون مشهدًا نادرًا: دموع شوغر راي.

وفي أواخر عام 1950، أبحر روبنسون على متن السفينة إس إس ليبيرتيه متجهًا إلى باريس، قبل أن ينطلق في جولة أوروبية خاض خلالها خمسة نزالات خلال 29 يومًا فقط. وفي اليوم التالي لختام الجولة، أعلن مؤسس مجلة ذا رينج، نات فليشر، عن منحه جائزة مستحدثة هي «أفضل ملاكم شامل». ورغم أن مصطلح الباوند فور باوند كان متداولًا في أوساط الملاكمة آنذاك، فإنه لم يكن راسخًا أو معتمدًا رسميًّا في المجلة، غير أنّ فليشر رأى في هذه التسمية التعبير الأمثل عن حقيقة أنّ روبنسون كان الأفضل وفقاً لهذا المقياس—بل وبأي مقياس تقريبًا—في تلك المرحلة.

وأثناء انتظار روبنسون تسلّم الجائزة في الحفل، تلقّى مدير المناسبة برقيتين جاء في إحداهما:
«أراك في شيكاغو يوم 14 فبراير. تأكّد من حضورك. — جيك»."
0/500
logo

انضم إلى عالم ذا رينج المميز!

عش اثارة الملاكمة مع تقاريرنا الحصرية عن القتالات حول العالم.
logo
قم بتحميل تطبيقنا
logologo
الشريك الاستراتيجي
sponsor
شركاء الوزن الثقيل
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن المتوسط
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
شركاء الوزن الخفيف
sponsor
sponsor
sponsor
الشركاء
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
المروجون
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
sponsor
قنوات وسائل التواصل الاجتماعي
logo
logo
logo
logo
logo
logo
logo
© RingMagazine.com, LLC. 2025 جميع الحقوق محفوظة.