لندن، إنجلترا — بعد 35 عامًا من المحاولات، حصلت عائلة بِن أخيرًا على انتصارها الأول على عائلة يوبانك، بعدما قدّم
كونور بِن درسًا قتاليًا أمام
كريس يوبانك جونيور على ملعب توتنهام هوتسبير.
في أكثر الانتصارات وضوحًا عبر السلسلة المكوّنة من أربعة نزالات بين أفراد العائلتين—الآباء ثم الأبناء—تفوق بِن ذهنيًا وبدنيًا وتكتيكيًا على خصمه الأكبر حجمًا والأكثر خبرة.
وكأنها لمسة أخيرة لإغلاق هذا الإرث الطويل من العداء، أسقط بِن يوبانك جونيور مرتين في الجولة الأخيرة. كان متقدمًا بفارق كبير على بطاقات الحكام، ولم تؤثر السقوطات على النتيجة النهائية، لكنها حملت رمزية خاصة: للمرة الأولى منذ 35 عامًا، يسقط يوبانك أمام رجل من عائلة بِن.
جاءت بطاقات الحكام واسعة كما كان متوقعًا بعد سيطرة بِن على كامل الـ12 جولة:
هوارد فوستر: 107–119
ماركوس ماكدونيل: 108–118
جون لاثام: 110–116
وقال بِن مازحًا لوالده نايجل بِن، الملقب بـDark Destroyer:
«ها هو الثأر يتحقق أخيرًا… لقد كسرت النحس يا نايجل!»
وأضاف:
«أعتقد أن هذه هي نهاية ملحمة بِن–يوبانك… انتهت تمامًا.»
وتابع متحديًا منتقديه:
«كانوا يزعمون أنني لا أجيد الملاكمة… فليأخذوا هذا الدرس وليتأملوه. ما قولهم الآن؟»
ثم أكمل احترامه لخصمه:
«هذا أمر تاريخي. لم يحدث من قبل. وكل الاحترام لكريس… شكرًا لأنك شاركت الحلبة معي. ليس سيئًا بالنسبة لولدين مدلّلين، أليس كذلك؟»
خلفية العداء: 35 عامًا من المواجهات
بدأت هذه الخصومة عام 1990 حين أوقف يوبانك الأب نايجل بِن في نزالهم الأول، قبل أن يتعادلا في نزال الإياب بملعب أولد ترافورد عام 1993.
عاد الأبناء لتجديد العداء في أبريل الماضي هنا في توتنهام، و
انتصر حينها يوبانك جونيور بالنقاط.
وبعد سبعة أشهر فقط، يتواجهان مجددًا على قمة بطاقة
“The ring Unfinished Business” على
DAZN PPV… لكن هذه المرة كان الفارق واضحًا لصالح بِن.
دخول حماسي… وظهور مفاجئ ل 50Cent
بدأ بِن دخوله للحلبة أولًا بدعم والده، مصحوبًا بفرقة طبول.
لكن المفاجأة جاءت مع ظهور النجم العالمي 50Cent الذي رافق يوبانك جونيور وهو يتقدم ببطء نحو الحلبة، قبل أن يصعد بنفسه إليها ويواصل أداءه المباشر.
ارتدى الملاكمان ألوانًا تحيي ذكرى نزال الوالدين في 1993—بِن بالأبيض والأزرق، ويوبانك بالأصفر مع كتابة حمراء كما كان يفعل والده.
وبما أن والديهما تواجها مرتين في الماضي، ومع مجيء هذا النزال بعد 203 أيام بالضبط من لقائهما الأول هنا في ملعب توتنهام هوتسبير، فقد كان هذا رابع مواجهة بين رجال يحملون اسمَي بِن ويوبانك
، ولا شك أنّه أطول وأهم صراع عائلي في تاريخ الملاكمة البريطانية.رغم أن النزال السابق كان مشتعلًا، بدأ هذه المرة بوتيرة أكثر هدوءًا.
بِن حاول مبكرًا استهداف الجسم بيمينية، ثم أصاب الرأس بكروس قوي وسط تفاعل الجمهور، بينما وجد يوبانك نجاحًا محدودًا بخطافه الأيسر.
ورغم تفوق يوبانك في الطول والمدى، كان بِن هو من يفرض وجوده في منتصف الحلبة، فيما اكتفى يوبانك بالدوران حولها واللكم من بعيد.
في الجولة الثانية تلقّى يوبانك عدة جابات قوية هزّت رأسه، وبدا هشًا أثناء اللعب على القدم الخلفية.
واستمرت هيمنة بِن المبكرة في الجولة الثالثة، حيث أصاب خصمه بخطافٍ يساري قوي. وبدا واضحًا أن النزال يمضي بسهولة تفوق ما كان يتوقعه بِن.
الجولة الرابعة كانت مثالًا على انضباط بِن الذي أكد قبل النزال أنه لن يكرر اندفاعه العاطفي في المواجهة الأولى. وبالفعل، ظهر أكثر نضجًا وثباتًا.
في الخامسة حاول يوبانك التقدّم دون جدوى، بينما عاد بِن للسيطرة في السادسة.
سقط يوبانك على ركبتيه بعد دفعة من بِن — ولم يُسجَّل ذلك كإسقاط — لكنها كانت علامة واضحة على ضعف حركة قدميه.
وبالوصول إلى منتصف النزال، كان بِن متفوقًا 0–6 على الأرجح.
في السابعة، وجّه بِن سلسلة يسار–يمين نظيفة هي الأقوى حتى اللحظة، ويوبانك اكتفى بابتسامة توتّر.
وفي الجولة الثامنة وجّه يوبانك ضربتين يمينيتين ثقيلتين، غير أن بِن امتصهما جيدًا، قبل أن يرد في التاسعة بسلسلة جديدة من ضربات اليسار واليمين.
في العاشرة والحادية عشرة تراجع الإيقاع، وسط صافرات من الجمهور، بينما ظل يوبانك عاجزًا عن قلب النزال.
كانت الجولة الأخيرة كارثية على يوبانك؛ فقد أسقطه بِن مرتين بيمينيات نظيفة، ورغم نهوضه بساقين متزعزعتين في كل مرة، فإنه نجا بشق الأنفس حتى سماع الجرس الأخير.
وبينما أعلن هذا الأسبوع، هو وشريكته، أنهما ينتظران توأمين مطلع العام القادم، عليه الآن إعادة تقييم مستقبله.
أما بِن، الذي يخطط للعودة إلى وزن الـويلتر، فالمشهد العالمي ينتظره.