كريستوبال لورينتي، بطل أوروبا في وزن الريشة، يستعد لخوض أهم نزال في مسيرته الاحترافية عندما يواجه البريطاني ناثانييل كولينز مساء السبت في صالة برايهيد أرينا بمدينة غلاسكو في اسكتلندا، في مواجهة قوية تجمع بين ملاكمين لم يتذوقا طعم الخسارة. الفائز بهذا النزال سيقترب خطوة كبيرة من المنافسة على الألقاب العالمية، حيث أن كولينز يحتل المركز الأول في تصنيف المجلس العالمي للملاكمة (WBC). من المقرر أن يُعرض النزال عبر منصة DAZN.

"إنها أهم نزال في مسيرتي، أواجه المصنف الأول في تصنيف المجلس العالمي للملاكمة، وأدافع عن لقبي، ومعي فرصة لخوض نزال على اللقب العالمي بعد ذلك"، قال لورينتي (20 فوزًا، دون خسارة، وتعادلان، 8 بالضربة القاضية) لمجلة ذا رينج عبر مدربه رافا مارتن. "كل هذا يمثل دافعًا كبيرًا لي."

يرى الملاكم الإسباني أن خصمه ناثانييل كولينز يمتلك قدرات عالية، ويصفه بالملاكم الذكي، العدواني، والقوي بدنيًا، ويتمتع بتحكم جيد في المسافة والتوقيت داخل الحلبة. ومع ذلك، يؤمن لورينتي بأن مفتاح الانتصار يكمن في قدرة أحد الطرفين على فرض أسلوبه منذ اللحظة الأولى، ويعمل مع فريقه على تحييد أسلوب كولينز بشكل كامل.

لورينتي ليس غريبًا عن النزال خارج بلاده، حيث خاض معظم نزالاته الأولى في إسبانيا، لكنه فاز بلقبه الأوروبي بعد مواجهة قوية في ألبانيا، ثم دافع عنه بنجاح في إيطاليا. بالنسبة له، النزال بعيدًا عن جمهوره ليس عائقًا، بل يمنحه دافعًا أكبر، خصوصًا عندما يشعر بأنه مطالب بإثبات نفسه أكثر من خصمه. وأضاف أن دعم عائلته وفريقه المرافق له دائمًا يجعله يشعر أنه لا يقاتل بمفرده.

وأكد في ختام حديثه أن يوم الرابع من أكتوبر سيكون فرصة له لإثبات جدارته أمام جمهور جديد وعلى منصة عالمية، وهو مستعد لإمتاع الجماهير داخل وخارج الحلبة.

ومع ذلك، في نزاله الأخير على أرضه في إسبانيا، عانى كريستوبال لورينتي أمام مواطنه المغمور روبين خيل، الذي لم يكن يملك سوى 8 نزالات احترافية، حيث انتهت المواجهة بينهما بالتعادل بعد 12 جولة بتاريخ 5 يوليو.

لورينتي علق على تلك النتيجة قائلاً: "بصراحة، رأيت نفسي الفائز في تلك المواجهة. الجماهير والصحافة كذلك رأت أنني استحققت الانتصار، ولم يفهم أحد كيف انتهت بالتعادل. ربما لم أكن في أفضل حالاتي، لكننا قمنا بما يكفي للفوز. كل نزال له طبيعته المختلفة، وتعلمت من هذه المواجهة ألا أكون واثقًا أكثر من اللازم. بفضل هذه التجربة، سأخوض النزالات القادمة بطموح أكبر حتى لا أترك أي مجال للشك مرة أخرى."

لورينتي يدرك تمامًا أن عليه تقديم أداء أفضل بكثير إذا ما أراد تجاوز كولينز. وقال في هذا السياق: "أنا مقتنع بأن لدي المستوى المطلوب لمواجهة كولينز والتغلب عليه. بالطبع، يجب أن أتحسن وأعمل على تصحيح بعض الأمور لتجنب الأخطاء خلال النزال. نحن نضع جهدًا كبيرًا في معالجة تلك التفاصيل الصغيرة حتى أتمكن من تقديم أفضل نسخة من نفسي في غلاسكو. المعسكر التدريبي كان قاسيًا، لكني أشعر أنني في أفضل حالة بدنية بمسيرتي حتى الآن."

أداء لورينتي المتواضع أمام خيل، بالإضافة إلى فوز كولينز اللافت على لي ماكغريغور، وأفضلية اللعب على الأرض، كل ذلك يجعل من الملاكم الاسكتلندي المرشح الأبرز للفوز. ورغم ذلك، يرى لورينتي أن الفرصة كبيرة لكلا الطرفين.

وقال: "بلا شك، إنها فرصة عظيمة لكلينا. النزال مصنف كمنازلة مؤهلة للقب عالمي – إنها الخطوة الأخيرة قبل الحلم الكبير. أنا قادم إلى هذه المواجهة كبطل، بلا هزيمة، وكل شيء بالنسبة لي مكسب. السقوط الآن ليس خيارًا مطروحًا، أحتاج فقط لخطوة أخيرة، نزال واحد فقط لتحقيق حلمي."

أما ناثانييل كولينز، صاحب السجل المثالي بـ 17 انتصارًا دون خسارة، من بينها 8 بالضربة القاضية، فهو المصنف رقم 10 عالميًا في وزن الريشة وفق تصنيف مجلة "ذا رينج". بدأ كولينز مسيرته في العروض المحلية الصغيرة في اسكتلندا، قبل أن يحصد لقب الكومنولث بإيقافه فيليكس ويليامز في الجولة الثالثة.

اليساري البالغ من العمر 29 عامًا دافع مرتين عن لقبه، ثم أضاف لقب بريطانيا بعد فوزه في الجولة السابعة على جيمس بيتش جونيور، قبل أن يتوج باللقب الأوروبي عبر قرار إجماعي أمام فرانشيسكو غرانديللي. وفي مايو الماضي، سجل أفضل فوز بمسيرته عندما تغلب على مواطنه لي ماكغريغور بالضربة القاضية في الجولة الرابعة، على هامش أمسية تايلور - إيسومان.